كتاب "شتاء براغ" ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت دينا توفيق صدرت مؤخراً مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بعنوان "شتاء براغ" عن دار النشر البريطانية الشهيرة هاربر كولينز التابعة لمؤسسة نيوز كورب. ووفقاً لصحيفة "الديلى بيست" فإن المذكرات التى طال انتظارها، مليئة بتفاصيل وأسرار لم يكشف عنها سابقاً، خاصة وأن أولبرايت استطاعت أن تعطي قراءة واضحة وتحليل عميق لقصة صراع عائلتها اليهودية من أجل البقاء على قيد الحياة فى الفترة التى كان يتعرض اليهود فى أوروبا إلى ضغوط خلال الأعوام 1937 إلى 1945. حيث كتبت أولبرايت أن والدها وأشقائها لم يذكروا لزوجاتهم أنهم يهود، ففى أثناء ذلك الوقت من يعترف بأنه يهودى كان يعاني من الوحدة والعزلة والبطالة بجانب الوحشية فى التعامل التي لا يمكن التنبؤ بها، والمنفى وفقدان المواطنة وفى بعض الأحيان التعرض لعمليات القتل الجماعي. ويعرض الكتاب الذي يقع فى 480 صفحة لجانبين، الأول: قصة عائلة أولبرايت ومحرقة الهولوكوست وذكرياتها عن الحرب العالمية الثانية، أما الجانب الثانى فهو عن قصة قيام جمهورية "تشيكوسلوفاكيا" نتيجة اتحاد خمسة مناطق مستقلة عن الإمبراطورية النمساوية المجرية (بوهيميا ومورافيا وأجزاء من سيليزيا وسلوفاكيا وروثينيا الكارباتية). وفى افتتاحية "شتاء براغ" أشارت أولبرايت إلى الدافع وراء كتبتها لهذه المذكرات وهى رغبتها فى البحث فى ماضى عائلتها، خاصة وأنها فى59 من عمرها بعدما تولت وزارة الخارجية، كشف لها مراسل صحيفة "واشنطن بوست" أن 3 من أجدادها والعديد من أفراد أسرتها لقوا حتفهم فى الهولوكوست، فحينها كانت مفاجأة مذهلة بالنسبة لها لأنها نشأت طيلة عمرها هذا باعتبارها من الروم الكاثوليك. وقامت برحلة إلى جمهورية التشيك مع أحد أقاربها للتفتيش فى أوراق والدها القديمة الذي كان يعمل للسفارة التشيكوسلوفاكية. ويحكي الكتاب أيضاً قصة هروب العائلة إلى لندن إبّان هجوم النازيين بحثاً عن ملجأ آمن، لكنها عادت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى براغ. وفى عام 1948 وبعد الإنقلاب الشيوعي ذهبت عائلة أولبرايت إلى المنفى الجديد خوفاً من الاضطهاد ولكن هذه المرة باتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسبق أن كتبت أولبرايت كتباً أخري منها "السيدة الوزيرة" و"الممکن والمستحيل" و" اقرأوا دبابيسى".