مصدر من المحلة ل في الجول: رفضنا عرضا من الأهلي لضم محمود صلاح بالصيف    رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم» ضمن تشكيل اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام المصري    علم أبنائك روح النصر في أكتوبر| 4 طرق لغرس الفخر الوطني    5 أكتوبر 2025.. الدولار يواصل الهبوط ب7 و14 قرشا خلال تعاملات اليوم    قطر للطاقة تستحوذ على 27% من امتياز بحري بمنطقة شمال كليوباترا قبال السواحل المصرية    عبور 20 شاحنة مساعدات إماراتية إلى غزة عبر معبر رفح تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع    الجيش السوداني: ميليشيا آل دقلو الإرهابية تستهدف الأبيض بمسيرات انتحارية وتلحق أضرارًا بالمستشفيات    وزير الدفاع الإسرائيلي: نزع سلاح حماس في نهاية خطة ترامب    70 شهيدًا خلال 93 غارة إسرائيلية على غزة خلال آخر 24 ساعة    سوريا تنتخب أول برلمان بعد بشار الأسد في تصويت غير مباشر    تسليم فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني.. خطوة تفجر ضجة فما القصة؟    على خط النار :يوميات حرب أكتوبر    عادل مصطفى: هدفنا إعادة الأهلي للطريق الصحيح    ألونسو يكشف مدى إصابة مبابي وماستانتونو عقب مباراة فياريال    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام بيرنتفورد.. غياب مرموش    تشكيل يوفنتوس المتوقع أمام ميلان في الدوري الإيطالي    إصابة 6 طالبات من كلية التمريض في انقلاب ميكروباص بكفر الشيخ    وزير التعليم ومحافظ الإسكندرية يفتتحان عددا من المشروعات التعليمية الجديدة ويتابعان سير انتظام العام الدراسي    وزير التعليم العالي يغادر إلى باريس للمشاركة في الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو دعما لخالد العناني    بعد توليه رئاسة تحرير مجلة «الفكر المعاصر»: د. مصطفى النشار: أقتفى خطى زكى نجيب محمود    فاتن حمامة تهتم بالصورة وسعاد حسني بالتعبير.. سامح سليم يكشف سر النجمات أمام الكاميرا    ماجد الكدواني يحتفل بعرض «فيها إيه يعني» في السعودية    الثقافة في الأقصر وأسوان وقنا والبحر الأحمر تحتفل بذكرى نصر أكتوبر    نجوم المشروع الوطني للقراءة يضيئون معرض دمنهور الثامن للكتاب    نائب وزير الصحة يشيد بخدمات «جراحات اليوم الواحد» وموقع مستشفى دمياط التخصصي    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في أسواق الأقصر    سبورت: أراوخو رفض عروض ليفربول وتشيلسي ويوفنتوس في الصيف    أهم الأطعمة التي تعزز المناعة في فصل الخريف.. درع طبيعي لمواجهة تقلبات الطقس    بعد ارتفاع منسوب النيل.. تعلية الجسر الترابى بين قريتى جزى وأبو داود.. فيديو    تركت رسالة وانتحرت.. التصريح بدفن عروس أنهت حياتها بالفيوم    إصابة 9 فتيات في حادث تصادم بطريق بني سويف – الفيوم    تاجيل طعن إبراهيم سعيد لجلسة 19 أكتوبر    مفوض حقوق الإنسان يعرب عن أمله في وقف المجازر في غزة وإعادة الإعمار    أسعار مواد البناء اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    وزير الإسكان يتابع مستجدات ملف توفيق الأوضاع بالأراضي المضافة لعدد من المدن الجديدة    «الصحة» تعلن المستشفيات المعتمدة لإجراء الكشف الطبي لمرشحي مجلس النواب    الخميس المقبل إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى 6 أكتوبر    «تعليم القاهرة» تهنئ المعلمين في اليوم العالمى للمعلم    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية    هل يعود ميدو؟.. شوبير يرشح 3 مدربين لخلافة فيريرا في الزمالك    وزير الاتصالات يعلن إطلاق نسخة مطورة من منصة إبداع مصر لتمكين الشركات الناشئة    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    صحة الأقصر... بدء حملة التطعيم المدرسي للعام الدراسي 2024 / 2025    «الحصاد الأسبوعي».. نشاط مكثف لوزارة الأوقاف دعويا واجتماعيا    تامر عبد الحميد: الأزمة المالية تمنع الزمالك من إقالة فيريرا    136 يومًا تفصلنا عن رمضان 2026.. أول أيام الشهر الكريم فلكيًا الخميس 19 فبراير    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    «اللي جاي نجاح».. عمرو سعد يهنئ زوجته بعيد ميلادها    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو «اعتداء ضابط على بائع متجول» بالإسكندرية    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 22 فلسطينيًا في الخليل    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة الصحة العالمية تحيي الثلاثاء المقبل اليوم العالمي للسرطان
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 01 - 02 - 2014

تحيي منظمة الصحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل ، اليوم العالمي للسرطان ، ويأتي تحت شعار "تبديد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان"، وهو الهدف الخامس من الإعلان العالمي للسرطان.
وكان الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان قد نظم تظاهرة سنوية في العام 2005 ، حيث قررت الأمم المتحدة اعتبار الرابع من فبراير من كل عام ، اليوم العالمي للسرطان.
ويهدف لرفع الوعي العالمي بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه ، وتثقيف الأسرة في كيفية التعامل مع من هو مصاب به من أفراد الأسرة.
وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم قد قفز إلي 14 مليون مصاب ، وكان العدد في العام 2008 يبلغ 12.7 مليون شخص ، وخلال هذه الفترة ارتفع كذلك عدد الوفيات من 7.6 مليون إلي 8.2 مليون ويمثل نسبة 53.3% من الإناث ونحو 10% من الرجال ، وتعزى الزيادة في عدد المصابين بمرض السرطان إلى التغير السريع في نمط الحياة في الدول النامية.
والسرطان من أكبر المشكلات الصحية ومن أهم أسباب الوفاة في العالم ، فهو مسئول عن نحو 13 % من مجموع الوفيات في العالم ، وينشأ من خلية واحدة ، ويتم تحول الخلية الطبيعية إلى خلية ورمية في مراحل متعددة ، وعادة ما يتم ذلك التحول من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة.
وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية يمكن تصنيفها كالتالي ، العوامل المادية المسرطنة ، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة ، العوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوثات الغذائية) والأرسنيك (أحد ملوثات مياه الشرب) ، العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات.
وتعد الشيخوخة من العوامل الأساسية الأخرى التي تسهم في تطور السرطان ، وتزيد نسبة وقوع السرطان بشكل كبير مع التقدم في السن وذلك يعود على الأرجح إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات معينة مع الشيخوخة وتراكم مخاطر الإصابة بالسرطان يتم إلى جانب انخفاض فعالية آليات تجدد الخلايا كلما تقدم الشخص في السن.
ويشير تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إلى أن أحدث تقدير لعدد الإصابات ، 28 نوعا من السرطان في 184 دولة ويقدم نظرة شاملة عن حالات الإصابة بالسرطان عالميا ، ووجد التقرير أن أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال والنساء معا كان سرطان الرئة والكبد والقولون.
وقال خبراء الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أنهم يتوقعون زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالسرطان عالميا حيث يتوقع أن تشهد حالات الإصابة الجديدة السنوية زيادة إلى 19.3 مليون بحلول عام 2025 مع زيادة أعداد وأعمار سكان العالم.
وتشير الاتجاهات في أنحاء العالم إلى أنه في الدول النامية التي تشهد تغيرا مجتمعيا واقتصاديا سريعا يؤدي التحول إلى أساليب الحياة المتبعة في الدول الصناعية الغنية إلى زيادة الإصابات بالسرطان المرتبطة بالإنجاب ونظم الحمية الغذائية واستخدام الهرمونات.
ويعتبر سرطان الرئة الذي يسببه التدخين بشكل رئيسي أكثر أنواع السرطان انتشارا حيث بلغ عدد حالات الإصابة به 8ر1 مليون شخص ، أي بنسبة 13% من العدد الإجمالي للمصابين.
وتوقع التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية الخاصة بأبحاث السرطان (IAک») والذي يقوم بالبحث في تطور المرض وانتشاره في العالم أنه مع حلول سنة 2030 سيصل عدد إصابات السرطان إلى 27 مليون مصاب ، مع تسجيل 17 مليون حالة وفاة سنوياً.
ويؤدي التدخين إلى إصابة مختلف أعضاء الجسم بالعديد من السرطانات والمضاعفات ، إذ يعرض المدخن إلى الإصابة بكل من سرطان اللسان ، سرطان اللثة ، ويؤدي إلى تفتيت الأسنان ، وسرطان الحنجرة.
كما أنه من الثابت علميا أن 80% من سرطانات الرئة يسببها التدخين ، حيث تبلغ نسبة الوفيات به عند المدخنين 11 ضعفا لما هي عند غير المدخنين ، وأن 90 % من المصابين بسرطان الرئة يلقون وفاتهم خلال 5 سنوات.
كما أن التدخين مسئول عن ازدياد حالات سرطان المثانة والكلية إلى الضعف ويزيد من سرطان الفم ، والمريء ، والمعدة والبنكرياس ، بالإضافة إلى أن التدخين مسئول عن معظم حالات سرطان الرئة ، فهو يزيد من حدوث التهاب القصبات الرئوية وانتفاخ الرئة ويؤدي إلى ضيق النفس لدى أقل جهد وإلى الشعور بالإعياء والسعال المزمن.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع في معدلات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء يعتبر حادا ، وقد إرتفعت بسببه حالات الوفاة منذ العام 2008 ، ويعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان إنتشارا بين النساء في 140 دولة حول العالم.
وقد تم تشخيص إصابة 7 ر1 مليون امرأة بسرطان الثدي في العام 2013 بزيادة تجاوزت 20 % عن العام 2008 ، وتعتبر المنظمة أن سرطان الثدي من الأمراض القاتلة على وجه الخصوص في البلدان النامية.
وقال ديفيد فورمان ، من الهيئة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ، إن سرطان الثدي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تفضي إلى الوفاة في الدول الأقل نموا.
وعزا فورمان ذلك إلى التغير في نمط الحياة والذي يتسبب بدوره فى ارتفاع أعداد المصابين، فضلا عن جانب آخر يتمثل في عدم توفر الإمكانات الطبية المتقدمة للنساء في هذه المناطق.
وتؤكد المنظمة أن الحاجة أصبحت ماسة لإحراز تقدم في اكتشاف وتشخيص وعلاج حالات سرطان الثدي في البلدان النامية ، و انتشار السرطان في العالم العربي ، وأنواع السرطان الأكثر انتشارا ، وكذلك العوامل الاجتماعية ، الصحية ، البيئية ، الاقتصادية التي تؤثر على انتشار نوع سرطان معين عن غيره ، ومحاولة من خلال هذه التغطية الإسهام في تغيير التعامل لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية مع السرطان.
ويحتل سرطان الرئة ، الثدي النسائي ، والمعدة والقولون والمستقيم 40 % من حالات الإصابة المشخصة بالسرطان لدى الجنسين عامة ، أما بالنسبة للرجال فقد حصد سرطان الرئة نصيب الأسد بواقع 5ر16% من كافة الحالات الجديدة ، أما بالنسبة للنساء فقد جاء سرطان الثدي بطبيعة الحال في المرتبة الأولى من ناحية التشخيص بواقع 23% من الحالات الجديدة لدى النساء . وبالنسبة للسرطان ، فالمفارقة هي أنه كلما تطورت الدولة واتجهت من ناحية تصنيعها ونمط حياتها نحو نمط الحياة الذي يصنف كمتقدم كلما ازدادت نسب السرطان المسجلة فيها باستثناء السرطانات التي تنتقل بالعدوى ، ولكن مع ذلك لا داعي للتفاؤل كثيرا فبطبيعة الحال تزداد نسبة حالات الوفاة ، مقابل حالات الإصابة في الدول التي لا تصنف متقدمة ؛ بسبب مستوى الخدمات الصحية والوعي والتطور العلاجي المقارن .
وتبلغ نسب حدوث السرطان في أوروبا وأمريكا 5 أضعاف حدوثه في مصر، فهناك من 100 إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل 100 ألف مواطن مصري ، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن ، وأما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر ، ولكنها تزيد في لبنان وسوريا.
ويحتل سرطان المثانة المرتبة الأولى في كل من الجزائر، مصر، سوريا والعراق ، بينما يحتل سرطان القولون - المستقيم المرتبة الأولى في كل من ليبيا ، المملكة العربية السعودية، الأردن وفلسطين ، ويتصدر سرطان البروستاتا حالات الإصابة في كل من المغرب وعمان والسودان ، وتنفرد اليمن بسرطان الشفة وتجويف الفم .
ويعرف ال HDI بمؤشر التطوير البشري، وهو يصنف الدول حسب درجة تطورها والخدمات التي تقدمها لمواطنيها ، ويتم تقسيم هذا المؤشر بعلامات : مرتفع جدا ، مرتفع ، متوسط ، منخفض ، وتقع معظم البلدان العربية ضمن التصنيف المتوسط والمرتفع باستثناء قطر والإمارات العربية المتحدة اللواتي تقعن ضمن تصنيف ال HDI المرتفع جدا.
والمثير هنا أن نسبة الإصابات بالسرطان في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع وصلت ل 62% من المجمل العالمي مقابل 36% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط ، بينما تتغير الحال بالنسبة للموت جراء السرطان حيث بلغت النسبة 45 % في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع ، و52% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط وحدها.
وكلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا كانت نسب الشفاء عالية وتصل في بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، وبالتالي يبلغ متوسط نسب الشفاء 50% في الدول العربية ، وتزداد النسبة إلى 66% في أمريكا وأوروبا.
وترجع بعض أسباب تراجع نسبة الشفاء في العالم العربي إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الأورام ، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الإعلام ، وأخيرا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورا مهما في التعافي من المرض، وهو الأمر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في الدول العربية حيث تنتابهم حالة من اليأس وعدم الأمل بالشفاء عند اكتشافهم إصابتهم بالمرض.
ويعتبر ذلك عنصرا أساسيا في مواجهة المرض ، ففي حين تتعامل الذهنية الغربية بعقلانية مع خبر الإصابة وتسعى لتخطيط حياتها القادمة وبرنامج العلاج فيما بعد محاولة تجاوز الصدمة ، فإن الذهنية العربية (ومعظمنا قد يكون تعامل مع الأمر من قريب أو من بعيد) يلزمها وقت أكبر كي تلملم ذاتها وهي غالبا ما تتعامل بتراجيدية مفرطة مع الأمر، وتضع الموت كمحطة قريبة حتمية حتى لو كان السرطان من النوع الذي يمكن علاجه والشفاء منه تقريبا.
إن التعامل القدري والعاطفي جدا قد يفيد في أحيان معينة كثيرة في الحياة ولكن ليس في حالة التعامل مع الإصابة بالسرطان ، خاصة إذا عرفنا أن حوالي 30% من حالات الوفاة جراء أمراض السرطان يمكن تجنبها والوقاية منها ، وهي تشمل الكحول ، التدخين ، السمنة وإتباع نمط حياة غير صحي.
ويختلف وضع الخدمات العلاجية والمراكز المتخصصة لعلاج الأورام والأطباء المتخصصين من بلد لآخر ، ففي الوقت الذي يوجد في مصر قرابة 30 مركزا وقسما لعلاج الأورام بالمستشفيات الجامعية ومراكز وزارة الصحة ، بالإضافة إلى المعهد القومي للأورام وأقسام الأورام بالمستشفيات الخاصة والشرطة والجيش والبترول والطيران ، ويوجد قرابة 1000 طبيب متخصص في علاج الأورام بكافة أنواعها ، نجد أعداد الأطباء والمراكز في الدول العربية قليلة للغاية ، وبالتالي نجد طبيب الأورام فيها يعالج جميع أنواع السرطانات.
وبصورة عامة فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوقاية المطلوبة من حالات السرطان تتطلب توفير بيئة خالية من الدخان (للأطفال بشكل خاص) ، والحرص على تناول طعام متوازن ، وتجنب السمنة بدءا من الطفولة ، والمعرفة الدقيقة للقاحات الخاصة بفيروسات أمراض مثل سرطان الكبد وسرطان عنق الرحم.
أما سرطان الثدي فهو موضع حملات توعية مكثفة على المستوى العالمي ، وتؤكد المنظمة على ضرورة التشخيص المبكر وتوفير خدمات العلاج الإشعاعي لمحاولة إنقاذ حياة الأفراد.
تحيي منظمة الصحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل ، اليوم العالمي للسرطان ، ويأتي تحت شعار "تبديد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان"، وهو الهدف الخامس من الإعلان العالمي للسرطان.
وكان الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان قد نظم تظاهرة سنوية في العام 2005 ، حيث قررت الأمم المتحدة اعتبار الرابع من فبراير من كل عام ، اليوم العالمي للسرطان.
ويهدف لرفع الوعي العالمي بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه ، وتثقيف الأسرة في كيفية التعامل مع من هو مصاب به من أفراد الأسرة.
وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بمرض السرطان حول العالم قد قفز إلي 14 مليون مصاب ، وكان العدد في العام 2008 يبلغ 12.7 مليون شخص ، وخلال هذه الفترة ارتفع كذلك عدد الوفيات من 7.6 مليون إلي 8.2 مليون ويمثل نسبة 53.3% من الإناث ونحو 10% من الرجال ، وتعزى الزيادة في عدد المصابين بمرض السرطان إلى التغير السريع في نمط الحياة في الدول النامية.
والسرطان من أكبر المشكلات الصحية ومن أهم أسباب الوفاة في العالم ، فهو مسئول عن نحو 13 % من مجموع الوفيات في العالم ، وينشأ من خلية واحدة ، ويتم تحول الخلية الطبيعية إلى خلية ورمية في مراحل متعددة ، وعادة ما يتم ذلك التحول من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة.
وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية يمكن تصنيفها كالتالي ، العوامل المادية المسرطنة ، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة ، العوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكونات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوثات الغذائية) والأرسنيك (أحد ملوثات مياه الشرب) ، العوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات.
وتعد الشيخوخة من العوامل الأساسية الأخرى التي تسهم في تطور السرطان ، وتزيد نسبة وقوع السرطان بشكل كبير مع التقدم في السن وذلك يعود على الأرجح إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات معينة مع الشيخوخة وتراكم مخاطر الإصابة بالسرطان يتم إلى جانب انخفاض فعالية آليات تجدد الخلايا كلما تقدم الشخص في السن.
ويشير تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إلى أن أحدث تقدير لعدد الإصابات ، 28 نوعا من السرطان في 184 دولة ويقدم نظرة شاملة عن حالات الإصابة بالسرطان عالميا ، ووجد التقرير أن أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال والنساء معا كان سرطان الرئة والكبد والقولون.
وقال خبراء الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أنهم يتوقعون زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالسرطان عالميا حيث يتوقع أن تشهد حالات الإصابة الجديدة السنوية زيادة إلى 19.3 مليون بحلول عام 2025 مع زيادة أعداد وأعمار سكان العالم.
وتشير الاتجاهات في أنحاء العالم إلى أنه في الدول النامية التي تشهد تغيرا مجتمعيا واقتصاديا سريعا يؤدي التحول إلى أساليب الحياة المتبعة في الدول الصناعية الغنية إلى زيادة الإصابات بالسرطان المرتبطة بالإنجاب ونظم الحمية الغذائية واستخدام الهرمونات.
ويعتبر سرطان الرئة الذي يسببه التدخين بشكل رئيسي أكثر أنواع السرطان انتشارا حيث بلغ عدد حالات الإصابة به 8ر1 مليون شخص ، أي بنسبة 13% من العدد الإجمالي للمصابين.
وتوقع التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية الخاصة بأبحاث السرطان (IAک») والذي يقوم بالبحث في تطور المرض وانتشاره في العالم أنه مع حلول سنة 2030 سيصل عدد إصابات السرطان إلى 27 مليون مصاب ، مع تسجيل 17 مليون حالة وفاة سنوياً.
ويؤدي التدخين إلى إصابة مختلف أعضاء الجسم بالعديد من السرطانات والمضاعفات ، إذ يعرض المدخن إلى الإصابة بكل من سرطان اللسان ، سرطان اللثة ، ويؤدي إلى تفتيت الأسنان ، وسرطان الحنجرة.
كما أنه من الثابت علميا أن 80% من سرطانات الرئة يسببها التدخين ، حيث تبلغ نسبة الوفيات به عند المدخنين 11 ضعفا لما هي عند غير المدخنين ، وأن 90 % من المصابين بسرطان الرئة يلقون وفاتهم خلال 5 سنوات.
كما أن التدخين مسئول عن ازدياد حالات سرطان المثانة والكلية إلى الضعف ويزيد من سرطان الفم ، والمريء ، والمعدة والبنكرياس ، بالإضافة إلى أن التدخين مسئول عن معظم حالات سرطان الرئة ، فهو يزيد من حدوث التهاب القصبات الرئوية وانتفاخ الرئة ويؤدي إلى ضيق النفس لدى أقل جهد وإلى الشعور بالإعياء والسعال المزمن.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع في معدلات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء يعتبر حادا ، وقد إرتفعت بسببه حالات الوفاة منذ العام 2008 ، ويعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان إنتشارا بين النساء في 140 دولة حول العالم.
وقد تم تشخيص إصابة 7 ر1 مليون امرأة بسرطان الثدي في العام 2013 بزيادة تجاوزت 20 % عن العام 2008 ، وتعتبر المنظمة أن سرطان الثدي من الأمراض القاتلة على وجه الخصوص في البلدان النامية.
وقال ديفيد فورمان ، من الهيئة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ، إن سرطان الثدي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تفضي إلى الوفاة في الدول الأقل نموا.
وعزا فورمان ذلك إلى التغير في نمط الحياة والذي يتسبب بدوره فى ارتفاع أعداد المصابين، فضلا عن جانب آخر يتمثل في عدم توفر الإمكانات الطبية المتقدمة للنساء في هذه المناطق.
وتؤكد المنظمة أن الحاجة أصبحت ماسة لإحراز تقدم في اكتشاف وتشخيص وعلاج حالات سرطان الثدي في البلدان النامية ، و انتشار السرطان في العالم العربي ، وأنواع السرطان الأكثر انتشارا ، وكذلك العوامل الاجتماعية ، الصحية ، البيئية ، الاقتصادية التي تؤثر على انتشار نوع سرطان معين عن غيره ، ومحاولة من خلال هذه التغطية الإسهام في تغيير التعامل لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية مع السرطان.
ويحتل سرطان الرئة ، الثدي النسائي ، والمعدة والقولون والمستقيم 40 % من حالات الإصابة المشخصة بالسرطان لدى الجنسين عامة ، أما بالنسبة للرجال فقد حصد سرطان الرئة نصيب الأسد بواقع 5ر16% من كافة الحالات الجديدة ، أما بالنسبة للنساء فقد جاء سرطان الثدي بطبيعة الحال في المرتبة الأولى من ناحية التشخيص بواقع 23% من الحالات الجديدة لدى النساء . وبالنسبة للسرطان ، فالمفارقة هي أنه كلما تطورت الدولة واتجهت من ناحية تصنيعها ونمط حياتها نحو نمط الحياة الذي يصنف كمتقدم كلما ازدادت نسب السرطان المسجلة فيها باستثناء السرطانات التي تنتقل بالعدوى ، ولكن مع ذلك لا داعي للتفاؤل كثيرا فبطبيعة الحال تزداد نسبة حالات الوفاة ، مقابل حالات الإصابة في الدول التي لا تصنف متقدمة ؛ بسبب مستوى الخدمات الصحية والوعي والتطور العلاجي المقارن .
وتبلغ نسب حدوث السرطان في أوروبا وأمريكا 5 أضعاف حدوثه في مصر، فهناك من 100 إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل 100 ألف مواطن مصري ، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن ، وأما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر ، ولكنها تزيد في لبنان وسوريا.
ويحتل سرطان المثانة المرتبة الأولى في كل من الجزائر، مصر، سوريا والعراق ، بينما يحتل سرطان القولون - المستقيم المرتبة الأولى في كل من ليبيا ، المملكة العربية السعودية، الأردن وفلسطين ، ويتصدر سرطان البروستاتا حالات الإصابة في كل من المغرب وعمان والسودان ، وتنفرد اليمن بسرطان الشفة وتجويف الفم .
ويعرف ال HDI بمؤشر التطوير البشري، وهو يصنف الدول حسب درجة تطورها والخدمات التي تقدمها لمواطنيها ، ويتم تقسيم هذا المؤشر بعلامات : مرتفع جدا ، مرتفع ، متوسط ، منخفض ، وتقع معظم البلدان العربية ضمن التصنيف المتوسط والمرتفع باستثناء قطر والإمارات العربية المتحدة اللواتي تقعن ضمن تصنيف ال HDI المرتفع جدا.
والمثير هنا أن نسبة الإصابات بالسرطان في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع وصلت ل 62% من المجمل العالمي مقابل 36% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط ، بينما تتغير الحال بالنسبة للموت جراء السرطان حيث بلغت النسبة 45 % في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع ، و52% بالنسبة للدول ذات تصنيف HDI المتوسط وحدها.
وكلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرا كانت نسب الشفاء عالية وتصل في بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، وبالتالي يبلغ متوسط نسب الشفاء 50% في الدول العربية ، وتزداد النسبة إلى 66% في أمريكا وأوروبا.
وترجع بعض أسباب تراجع نسبة الشفاء في العالم العربي إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الأورام ، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الإعلام ، وأخيرا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورا مهما في التعافي من المرض، وهو الأمر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في الدول العربية حيث تنتابهم حالة من اليأس وعدم الأمل بالشفاء عند اكتشافهم إصابتهم بالمرض.
ويعتبر ذلك عنصرا أساسيا في مواجهة المرض ، ففي حين تتعامل الذهنية الغربية بعقلانية مع خبر الإصابة وتسعى لتخطيط حياتها القادمة وبرنامج العلاج فيما بعد محاولة تجاوز الصدمة ، فإن الذهنية العربية (ومعظمنا قد يكون تعامل مع الأمر من قريب أو من بعيد) يلزمها وقت أكبر كي تلملم ذاتها وهي غالبا ما تتعامل بتراجيدية مفرطة مع الأمر، وتضع الموت كمحطة قريبة حتمية حتى لو كان السرطان من النوع الذي يمكن علاجه والشفاء منه تقريبا.
إن التعامل القدري والعاطفي جدا قد يفيد في أحيان معينة كثيرة في الحياة ولكن ليس في حالة التعامل مع الإصابة بالسرطان ، خاصة إذا عرفنا أن حوالي 30% من حالات الوفاة جراء أمراض السرطان يمكن تجنبها والوقاية منها ، وهي تشمل الكحول ، التدخين ، السمنة وإتباع نمط حياة غير صحي.
ويختلف وضع الخدمات العلاجية والمراكز المتخصصة لعلاج الأورام والأطباء المتخصصين من بلد لآخر ، ففي الوقت الذي يوجد في مصر قرابة 30 مركزا وقسما لعلاج الأورام بالمستشفيات الجامعية ومراكز وزارة الصحة ، بالإضافة إلى المعهد القومي للأورام وأقسام الأورام بالمستشفيات الخاصة والشرطة والجيش والبترول والطيران ، ويوجد قرابة 1000 طبيب متخصص في علاج الأورام بكافة أنواعها ، نجد أعداد الأطباء والمراكز في الدول العربية قليلة للغاية ، وبالتالي نجد طبيب الأورام فيها يعالج جميع أنواع السرطانات.
وبصورة عامة فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوقاية المطلوبة من حالات السرطان تتطلب توفير بيئة خالية من الدخان (للأطفال بشكل خاص) ، والحرص على تناول طعام متوازن ، وتجنب السمنة بدءا من الطفولة ، والمعرفة الدقيقة للقاحات الخاصة بفيروسات أمراض مثل سرطان الكبد وسرطان عنق الرحم.
أما سرطان الثدي فهو موضع حملات توعية مكثفة على المستوى العالمي ، وتؤكد المنظمة على ضرورة التشخيص المبكر وتوفير خدمات العلاج الإشعاعي لمحاولة إنقاذ حياة الأفراد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.