نجح الممثل والمخرج الأمريكي برايان فاريش أن يخرج رواية تاكسي للكاتب الكبير خالد الخميسي من إطار الأدب المكتوب إلى عالم الدراما المسرحية من خلال عمل تفاعلي يتم عرضه الآن في مساحة "فنت" بوسط المدينة. العمل المسرحي تاكسي يختلف عن أي عرض مسرحي أخر، ف"فنت" ليس مسرحاً مكونا من كواليس ومنصة وكراسي مصطفة، لكنه مثل الكافيه أو النادي أو الملتقي ، مساحة يجلس فيها الناس وترى الممثلين يؤدون أدوارهم فى كل زاوية من هذه المساحة. والمشاهد في هذه الحالة ليس مجرد شخص جالس على كرسيه، ولكنه متفاعل مع الحدث يوجه له الممثلين الحديث بشكل مباشر، كما أنه ليس ملزماً بالنظر فى اتجاه واحد طوال الوقت، بل يوجه نظره يميناً ليتابع مشهداً، ثم يساراً ليستمع لحوار الممثلين، ثم يتجه للأمام ليستمع للمونولوج. المسرح التفاعلي هو نوع جديد من المسرح حقق نجاح كبير في دول الغرب، لكنه لم ينتشر بعد بشكل واسع فى مصر. ويقول فاريش "أنا ممثل، لكنني لا أحب التمثيل المسرحي التقليدي، لا أرى أن الجمهور عليه أن يكون ملزماً بالجلوس لساعات موجهاً نظره باتجاه معين، والمسرح التفاعلي يتيح فرص أكبر للإبداع، يجعلك تفكر في وسائل جديدة لجذب انتباه الجمهور معك، لا يشعر فيه المتفرج بالملل، لأنه يكون مترقب دائماً للأحداث ومتابع لها بشكل مستمر". وعبر الكاتب خالد الخميسي عن رضائه بالمستوى الذي تم تقديم الرواية به وبالمؤسسة الفنية التي اختار لها اسم "الألف لسان"، مؤكداً أنه قدم حلول درامية ممتازة للرواية وقدمها فى صورة مرضية للغاية، وأنه فوجئ بفكرة أن يتم تقديم العمل فى مساحة حرة دون التقيد بمسرح تقليدي. وحول تقديم الرواية الآن في عمل درامي رغم مرور 7 سنوات على إصدارها وتغير ظروف مصر السياسية، قال الخميسي إنه غير مقتنع بفكرة أن ما حدث قبل الثورة مختلف عما يحدث الآن، حيث أن البلد بها مشكلات مستمرة، وهناك مطالب دائمة بالحرية كنا نطالب بها ونطالب بها الآن وسنظل نطالب بها فى المستقبل. وقالت إحدى بطلات العرض هند الشيمي، التى بدأت التمثيل المسرحي من خلال مسرح كلية فنون جميلة منذ 6 سنوات، "أول شئ لفت انتباهي أن طريقة العرض للمسرحية ستكون مختلفة عن أى شئ قدمته فى الماضي، وهو ماجذبني حتى قبل قراءة النص، لإن أى تجربة جديدة تجعل الممثل أقوى، خصوصاً أنني فى هذا العمل أتعامل مع الجمهور وجهاً لوجه وهو أمر صعب، لكنه تحدي جديد". واعتبرت هند أن مسألة عرض المسرحية بلغتين لم تكن مشكلة بالنسبة لها، ولكنها قالت "فى البروفات كنت بتلخبط، مخرج العمل كان عليه أن يذكرني دائماً أن اليوم تحضير للغة العربية أو الإنجليزية".