استعرض كتاب السيناريو، الذين اختيروا كفائزين في النسخة الأولى من "سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة"؛ ضمن المبادرة التي يقدمها "مهرجان الخليج السينمائي"، أعمالهم أمام حشد من مخرجى وخبراء السينما. وقدم "مهرجان الخليج السينمائي" من خلال "سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة"، دعماً جديداً للقطاع السينمائي بالمنطقة، من خلال عدد من النصوص السينمائية الاحترافية. وتألفت السوق من 3 مراحل، حيث تمثلت المرحلة الأولى بدعوة الكتاب والسينمائيين لتقديم مشاريعهم للمشاركة فيها، ليختار المهرجان من هذه المشاركات، التي فاق عددها 100 سيناريو، 14 نصاً. وفي المرحلة الثانية، تمّت دعوة أصحاب هذه النصوص للمشاركة في جلسات تعليمية مكثّفة، أدارها كل من المخرج وكاتب السيناريو المصري محمد خان، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج السينمائي اللبناني الحائز على الجوائز ميشيل كمّون، والمؤلف وكاتب السيناريو البحريني فريد رمضان. وفي المرحلة الثالثة، وبعد جلسات تدريبية استمرت ل3 أيام، عادت السوق لتسلط الضوء على كتاب السيناريو المختارين، عبر تقديم نصوصهم المنقّحة والمعدّلة أمام مجموعة من خبراء القطاع، لتتيح لهم المجال لتحويل نصوصهم السينمائية إلى أفلام. وقد مثّل كتاب السيناريو المختارون دول الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والعراق، وبلجيكا؛ وتنوعت نصوصهم ما بين الوثائقيات الاجتماعية، والدرامية السريالية. واستلهم أغلب الكتّاب مواضيعهم من الوقائع والأحداث الجارية في الحياة اليومية. وقد قدّمت كاتبة السيناريو الإماراتية شيخة العيالي، مشروعها بعنوان "563 درهم"، عن قصة صبي صغير يعمل بدأب كي يجمع 563 درهماً ثمناً لدواء أمه المريضة. وذكرت العيالي أن الجلسات التعليمية كانت "مكثفة وإيجابية للغاية"، وقد ساعدتها في "التعرّف على العديد من العناصر الجديدة، التي يتطلب للكاتب أن يلمّ بها عند كتابته نصّاً سينمائياً ما". أما أمل الدويلة، وهي كاتبة أخرى من الإمارات العربية المتّحدة، فقد قدّمت نصها بعنوان "مطر"، حول فتاة تتوق للّعب تحت المطر، وقالت إن أحد أهم الفوائد التي تقدّمها الجلسات التعليمية، واستعراض النصوص ضمن "سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة" هو أنها تساعد الكتّاب في التفاعل مع المخرجين وخبراء القطاع الذين يصعب عادة على الكتّاب والمؤلفين الجدد لقاؤهم والحديث معهم. وأردفت الدويلة: "عندما كتبتُ النسخة الأولى من السيناريو، تخيّلته في ذهني كما لو كان حلماً، ولكن بعد الجلسات التعليميّة القيّمة التي شاركتُ فيها، أضفيتُ عليه تعديلات جذرية لأجعل منه قصة حقيقية. لقد كانت الجلسات مفيدة للغاية حيث ساعدتني على تحسين النص السينمائي." ومن جهتها، قدّمت كاتبة السيناريو البحرينية فتحية ناصر نصّها بعنوان "حياة"، حول شابين يتعرضان لحادث أليم. وقالت ناصر إن الجلسات ساعدتها على تقليص حجم النص الذي ألّفته، وأضافت: "احتوت المسودة الأولى للنص السينمائي الذي كتبته على العديد من الشخصيات، وقد ساعدتني الجلسات التعليمية على تقليص عدد الشخصيات الإضافية، وتكثيف النص، بحيث يمكن إيصال الفكرة الرئيسية منه بشكل مؤثّر ومقنع." وأوضح المخرج والخبير السينمائي محمد خان، أن النصوص التي تمّ اختيارها كانت طموحة، وكانت القصص التي تعالجها تستحق أن تتحوّل إلى أفلام يشاهدها الجمهور. وأوضح خان أن الجلسات التعليمية ركّزت على تنقيح النصوص، وتحفيز كتابها على مواصلة أعمالهم المتميزة، بما يقدّم لهم الطرق الأنسب في تشكيل بنيان النص السينمائي. وجاءت النصوص التي اختارتها السوق كالتالي: من الإمارات العربية المتحدة: "563 درهم" بقلم شيخة العيالي، و"ضوء يذهب للنوم" بقلم يوسف إبراهيم، و"مطر" بقلم أمل الدويلة، و"ترانزيت" بقلم مروان الحمادي، وهو النص الوحيد باللغة الإنكليزية؛ ومن سلطنة عُمان "تشولو" بقلم مزنة المسافر، و"بنت الوادي" بقلم أمل السابعي، و"الكشاف" بقلم سماء عيسى؛ ومن العراق، "قطن" بقلم لؤي فاضل، و"شارع الذكريات" بقلم هاشم العيفاري؛ ومن المملكة العربية السعودية، "المهرّج" بقلم حسام الحلوة وعبد المحسن الضبعان، و"غشوة" بقلم سلمى بوخمسين؛ ومن البحرين "حياة" بقلم فتحية ناصر؛ ومن قطر، "المصلوب" بقلم خالد المحمود؛ ومن بلجيكا، "نادي بغداد الرياضي" بقلم ساهم عمر خليفة. وتبع جلسة استعراض الأفلام لقاء تفاعلي بين خبراء وأقطاب القطاع السينمائي وكتاب السيناريو، تم خلاله طرح ومناقشة العديد من الموضوعات، ومنها الصعوبة في إيجاد مواهب تمثيلية بين الأطفال بحيث تناسب النصوص السينمائية، على اعتبار أن أبطال معظم النصوص السينمائية المختارة هم أطفال. وبالمقارنة بينها وبين برنامج "إنجاز" السنوي لتقديم الدعم والتمويل بقيمة 250 ألف دولار لإنتاج الأفلام الخليجية القصيرة، فإن مبادرة السوق الجديدة تساعد في إيجاد برنامج دعم شامل وفوري لكتاب السيناريو والمخرجين الناشئين والمعروفين، وللمواهب السينمائية الأخرى من كافة أرجاء المنطقة.