عقب تصديق الرئيس.. 13 مادة مهمة تتصدر قانون العمل الجديد    في موسمه ال13.. جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى بمهرجان إبداع    انتظام الدراسة بعدداً من مدارس إدارة ايتاى البارود بالبحيرة    متحدث «الوزراء»: تنسيق كامل بين الجهات المختلفة لزيادة عدد الحضانات    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي العام الترم الثانى في القليوبية 2025    طلاب "طب بشري بني سويف الأهلية" يحصدون المركز الأول في دوري العباقرة    أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الإثنين 5 مايو    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالبنوك المصرية    وزير الإسكان: تخصيص 650 قطعة أرض للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بمنطقة الرابية    ارتفاع أسعار الذهب بالسوق المحلية اليوم الإثنين 5 مايو    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    رئيس تجارية القليوبية: تطبيق دعم المستثمرين نقلة رقمية تعزز ثقة رجال الصناعة    التحالف الوطني يشارك في معرض أبو ظبي الدولي ويبرز دور المرأة في مواجهة التحديات التنموية    ارتفاع حجم السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ل 12.566 تريليون جنيه بنهاية مارس    قرار غريب .. ترامب يفرض 100% رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية المنتجة خارج هوليوود    «القاهرة الإخبارية»: غزة بدون طعام.. والاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف المدنيين    رئيس حزب إسرائيلى: توسيع العملية العسكرية فى غزة لإنقاذ نتنياهو وحكومته    زعيم المعارضة في رومانيا يفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية    الهباش: عباس يجتمع مع بوتين لبحث الوضع في غزة والعلاقات الثنائية في هذا الموعد    بعد الهزيمة المفاجئة أمام فاركو .. تعرف علي المباريات المتبقية لبيراميدز فى الدوري    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    لو تقدر تلعبه لعبه| شوبير يعلق على عودة زيزو للتدريب في الزمالك    ياسر ريان: عماد النحاس نجح في لم الشمل وكسب ثقة الكبار في الأهلي    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    أسئلة اختيارية بنسبة 85% ومقالية 15% . تعرف علي شكل ورقة امتحان الثانوية العامة 2025    أمطار رعدية.. الأرصاد تحذر من الظواهر الجوية اليوم    مروراً بالمحافظات.. جدول مواعيد قطارات الإسكندرية - القاهرة اليوم الاثنين 5 مايو 2025    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    مشاجرة بين الفنانة جوري بكر وطليقها داخل كمباوند شهير بأكتوبر    مصرع طفلتين «توأم» في انهيار جدار منزل بقنا    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    أسعار غير متوقعة لإطلالات عمرو دياب في حفل دبي    أكاديمية الفنون تحصل على 45 جائزة فردية وجماعية في مسابقة «ابداع»    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    نويرة بين كنوز موسيقار الأجيال ونجوم الأوبرا تجيد أداء أيقونات النهر الخالد "صور"    "صحة غزة": عدد الشهداء الأطفال تجاوز 16 ألفا.. والقطاع يشهد مؤشرات خطيرة    مركز طبي كفر شكر بالقليوبية يحصل على اعتماد هيئة الرقابة    الرعاية الصحية تنظم فعالية حول الوقاية من الجلطات الوريدية في مرضى الأورام    النحاس يبدأ دراسة نقاط القوة والضعف في المصري قبل مواجهة الخميس    شيخ الأزهر يستقبل الطالب محمد حسن ويوجه بدعمه تعليميًا وعلاج شقيقته    وزير الخارجية الإيراني يصل باكستان للتوسط لوقف التصعيد مع الهند بسبب هجوم كشمير الدموي    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 5-5-2025 في محافظة قنا    النشرة المرورية.. كثافات مرتفعة للسيارات بشوارع وميادين القاهرة والجيزة    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    لأول مرة.. نيكول سابا تكشف سر على الهواء: «شئ صعب»    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بشير الراجحي: المصريون "كنسوا الإخوان"..والشعب التونسي مؤيد ل"30 يونيو"
"بوابة أخبار اليوم" ترصد الأوضاع التونسية في الذكري الثالثة لثورة الياسمين:
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 21 - 12 - 2013

3 سنوات مرت علي اندلاع ثورة الياسمين التونسية وتطوراتها..والملاحظ للأوضاع التونسية والمصرية يجد التشابه العميق بين مسار الثورتين في البلدين..ففي كلاهما انطلقت الثورة احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية وأساليب السلطة القمعية..وأيضا كلاهما سرقا من التيارات الإسلامية وبالتحديد "جماعة الإخوان".
وكما سبقت تونس مصر في اندلاع ثورة الياسمين، سبقتها مصر في تصحيح مسار ثورتها في 30 يونيو والتخلص من محاولات جماعة الإخوان التي لم تحاول سرقة الثورة فحسب، بل أرادت أيضا بيع تراب الوطن في مقابل مصالحها الخاصة، فيما تحاول تونس اليوم تصحيح مسارها ثورتها التي حاول حزب النهضة التونسي -إخوان تونس- سرقتها.
كان لابد في ذكري ثورة الياسمين، أن نسمع أصوات الشعب التونسي لنتعرف علي ما وصلت إليه تونس بعد 3 سنوات من هروب زين العابدين بن علي.. ولذا كان ل"بوابة أخبار اليوم" هذا الحوار مع عضو الأمانة الدائمة لحزب "القطب" التونسي، وعضو المكتب التنفيذي للجبهة الشعبية التونسية بشير الراجحي، الذي استهل حديثه معنا قائلا:"قبل بداية هذا الحوار أود أن أشكركم علي هذه الاستضافة التي تمكنني من خلال موقعكم من التواصل مع الشعب المصري لأهنئه علي ثورتيه ولأطلعه عن الأحوال في تونس".
- سألناه.. مع حلول الذكري الثالثة لثورة الياسمين.. كيف تري المشهد في الشارع التونسي الآن؟
الظروف المعشية الصعبة والوضع الأمني والاقتصادي المتدهور يجعل الشارع التونسي قلقا جدا ومتململا وهو ما يمكن أن يسمي بالهدوء الذي يسبق العاصفة.
- في رأيك هل تحققت المطالب التي أدت لاندلع الثورة التونسية ؟
كيف يمكن أن تتحقق أهداف الثورة في ظل حكم لا هم له سوي خدمة "الأهل والعشيرة" وتحقيق تعليمات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين و أسياد هم الامبرياليين؟.. في الحقيقة الوضع يزداد سواء علي سواء.
"القوات المسلحة سند للشعب المصري"
- بين تونس ومصر تتشابه الكثير من الظروف فثورة الياسمين أعقبها ثورة 25 يناير .. وفي كلا الدولتين تقلد تيار الإسلام السياسي وبالتحديد "الإخوان" مقاليد الحكم .. ولكن سرعان ما أطاح المصريون بهم في تصحيح لمسار الثورة خلال 30 يونيو .. ما تحليلكم لذلك؟
النمط الاقتصادي و الليبرالي المتوحش انعدام الديمقراطية والتفاوت بين الأشخاص و الجهات نهب ثروات البلاد من الحكام و عائلتهم و حاشيتهم أدت إلي اندلاع الثورة في البلدين الشقيقين فكانت في 14 يناير في تونس و في 25 يناير في مصر.. وسرقت هذه الثورة من الشعب من طرف تيار ليس "الإسلام السياسي" بل "الموظفين سياسيا للإسلام" و قد تمكن شعب مصر العظيم من تصحيح المسار فكانت ثورة 30يونيو الفريدة من نوعها بكل المقاييس و هو مالم يتم في تونس، وذلك حسب اعتقادنا للأسباب التالية:
1- الشعب المصري كان له سند وأي سند الجيش بإمكانيته وقدراته ومكانية عند المصريين أمّا بالنسبة للجيش التونسي فهو جيش لا ارتباط له بالحياة السياسية. كما هو الحال بالنسبة لمصر.
2- ثورة 30 يونيو جعلت التنظيم الدولي يسعي بكل ما لديه من قوة ونفوذ وخاصّة بعد خسارة مصر للإنقاذ التجربة الإخوانية في تونس.
3- بحكم ارتباط الإخوان بالدوائر الغربية يمكننا أن نقول إنّ الغرب ومن خلال حركة "النهضة" في تونس يريد أن يبرهن علي أنّ رهانه علي الإخوان في الانتقال الديمقراطي صائب والدليل يكون بإنجاح التجربة التونسية.
4- الحكم في تونس ظاهريا لا تنفرد به النهضة مثلما انفرد به الإخوان في مصر بل تتقاسمه مع تيّار علماني "متمثل في حزبي التكتّل والمؤتمر من أجل الجمهوريّة.
- شرارة ثورة الياسمين اندلعت في الأساس للمطالبة بالعدالة الاجتماعية إلا انه سرعان ما حاول تيار الإسلام السياسي التونسي تحويل المطالب الثورية إلي مطالب بالخلافة الإسلامية وهو ما حاول أنصار هذا التيار المطالبة به في ذكري الثورة.. ما تعليقكم علي ذلك؟
أولا ..دعوني أقول أن ثورتنا ليست ثورة الياسمين بل "ثورة الحرية والكرامة".. كلّ في ما في الأمر أنّ القناع سقط وعندنا مثل في تونس يقول "يتمسكن حتي يتمكّن" وعندما يتمكن يظهر ما كان يبطن فلا المواطن ولا الوطن يعنيهم.. فهم القائلون:"الوطن حفنة تراب عفن" و "طز في الوطن" فالديمقراطية التي لا يؤمنون بها ما هي إلاّ وسيلة للوصول للسلطة وتركيز مشروعه ألظلامي.
"الهدوء الذي يسبق العاصفة"
- كيف تري أداء حزب النهضة في إدارة البلاد وما أسباب مطالبات الأحزاب المدنية بضرورة تخليه عن الحكم؟
كأداء جماعة الإخوان عندكم في مصر لأنه في نهاية التحليل هناك تطابق لسياسات الإخوان المرتبطين بالدوائر الإمبريالية فهو مواصلة للنهج الإمبريالي المتوحّش فكان أن ازدادت الأوضاع سوءا علي جميع المستويات:
- كتدهور فضيع للمقدرة الشرائيّة للمواطن.
- دخول تونس في مرحلة الاغتيالات السياسية والجبهة الشعبية التي نحن جزء منها فقدت مناضلين وقياديين كبيرين هما علي التوالي شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
- محاولة التراجع في مكتسبات تونس كمجلة الأحوال الشخصية علي سبيل الذكر لا الحصر.
- الرجوع لمحاكات الرّأي وضرب المثقفين.
لهذه الأسباب مجتمعة يطالب المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات برحيل النهضة عن الحكم.
- تم التوصل إلي تسمية رئيس وزراء جديد هو وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.. كيف تري هذا الاختيار؟
نحن نري أن هذا الاختيار لا يعنينا باعتبار أنّنا لم نشارك في التصويت.. لكن سنحكم عليه طبقا لمدي التزامه بتطبيق خارطة الطّريق المقدمة من طرف الرباعي الراعي للحوار، والتي أمضينا عليه لأننا أناس نحترم تعهداتنا وقد علقنا مشاركتنا في الحوار ولن نستأنفها إلاّ طبقا لشروط تحدّدها جبهة الإنقاذ في اجتماعها المقبل.
- هل تتوقع أن يؤدي رئيس الحكومة الجديد مهامه دون عرقلة من أنصار حزب النهضة .. وماذا يمكن أن يقدم للشعب التونسي؟
عن الشق الأول من السؤال السيد مهدي جمعة صوّتت لصالحه حركة "النهضة" وهو زير الصناعة في حكومة "علي لعريض" وسيكون تحت رحمة النهضة باعتبارها صاحبة الأغلبية مع حلفائها في المجلس التأسيسي..وبصفتها تلك يمكن أن تعرقل أو حتي تسحب منه الثقة متي رأت انه لا يستجيب لما تريد.
أما عن الشق الثاني من السؤال فالجواب هو أن السؤال ليس ماذا يمكن أن يقدم للشعب التونسي بل هل يمكن في ظل الاختيارات الليبرالية وظروف اختياره وظروف البلاد علي جميع المستويات أن يقدم شيئا لتونس.
- الوضع الاقتصادي لتونس إبان تولي الرئيس الهارب زين العابدين بن علي لمقاليد الحكم كان يتسم بالقوة .. ومنذ قيام الثورة تردي الوضع الاقتصادي للبلاد .. لماذا؟
تردي الوضع الاقتصادي ليس سببه قيام الثورة بل النمط الاقتصادي المتبع بعد الثورة وهو نفس نمط ما قبل الثورة وبشكل أكثر رداءة فلا حكومة ما بعد الثورة ولا حكومة "الترويكا" غيرت من هذا النهج فالمعادلة سهلت نفس الاختيارات تعطي نفس النتائج. لذا نحن نسمي الحكومات المتعاقبة بعد الثورة "حكومات الالتفاف" علي الثورة.. إضافة إلي أن التعيينات في حكومة النهضة لا تعتمد الكفاءة بل الولاء مع إعطاء الأولوية للأهل والعشيرة.. لهذه الأسباب مجتمعة لا يمكن للاقتصاد إلا أن يتدهور.
"رئيس طرطور"
- كيف تري أداء الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في إدارة البلاد؟
هو رئيس محدودة صلاحياته.. أداؤه كارثي فهو يخبط خبط عشواء يمكن أن يقول شيئا ونقيضه فهو أحيانا يشتم السلفيين وأخري يستقبلهم في قرطاج.. ويطرد السفير السوري مرة و يقترح علي بشار الأسد اللجوء السياسي في تونس.. فالسلطة في تونس هي في الحقيقة بيد "النهضة".
- كيف تري تصريحات القيادات التونسية حول ثورة 30 يونيو في مصر؟
اعتقد أن المقصود من القيادات التونسية هي قيادات السلطة ومن يحوم في ركابها.. ومن حيث المبدأ ليس لهذه القيادات التدخل في الشأن المصري وحتي إن كان لزاما أن ننحاز فعلينا أن ننحاز للثلاثين و الخمسة و ثلاثين مليون الذين كنسوا الإخوان من السلطة.. بالنسبة للمرزوقي وقد لقب عندنا "بالطرطور" أي أنه ليس سيد قراراته فهو عبد مأمور.
بالنسبة للنهضة وتوابعها فالموقف هو أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ووقوفهم ضد ثورة 30 يونيو ووقوفهم إلي جانب الإخوان هو وقوف مع أنفسهم والأمر غير مستغرب عليهم.. خلاصة القول إن القيادات التونسية عامة لها موقفان إما مع الشعب ونحن منهم أو ضد الشعوب هو موقف "النهضة" وتوابعها.
- هناك أصوات تونسية طالبت بتدخل المؤسسة العسكرية لحماية ثورة الياسمين من التيارات المتطرفة مثلما حدث في مصر إلا أن ذلك لم يحدث. لماذا؟
لأن المؤسسة العسكرية في تونس ليست لها خصوصيات المؤسسة العسكرية المصرية في وزنها وعلاقتها بالسياسة ونعتقد أنه كما فعلت مع بن علي ستقف إذا جد الجد إلي جانب الشعب وهي التي قدّمت في الآونة الأخيرة ضحايا في مكافحتها للإرهاب.
- ما هو تقييمكم لوضع الفن والثقافة في المجتمع التونسي الآن؟
الفن في تونس يعيش فترة صعبة.. فالإخوان بدورهم يعرفون أن للفن دورا هاما في حياة وتطوير الشعوب لذالك حاولوا محاربة الفنانين بشتي الوسائل وإيقاف عروضه بالتعدي بالعنف على فنانين ومحاكمة بعضهم.. لكن هذا لم يمنع وجود عدة تظاهرات ونضالات من طرف الفنانين دفاعا الوطن ومكتسباته وهم في ذلك يجسمون ما قاله فقيد الثقافة العربية و شاعرها الفذ المرحوم أحمد فؤاد نجم حيث يقول:
لو علقوا لي مشنقة
أو حتى مليون مشنقة
حولين رقبتي هفكّها
وأخذ حبالها ولفها
وأصنع قلم يكتب حروف
متشوقة لساعة خلاص
- كيف ترى المستقبل التونسي وما توقعاتكم له ؟
الفترة المقبلة ستكون صعبة للغاية لأننا مقبلين على معركة حاسمة مع "النهضة" من أجل إزالتها من السلطة وفرض حكومة كفاءات تؤمن على ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتهيئ الظروف الملائمة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. وأمام تراجع "النهضة"، وعزم القوى الوطنية والتقدمية..نتوقع كما قال "أبو القاسم الشابي": "فلابد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر".
بشير الراجحي في سطور:
عضو الأمانة الدائمة لحزب القطب.. عضو بالمكتب التنفيذي للجبهة الشعبية التونسية.. ولد في 15 مارس 1953، بقرية مستوتة من ولاية (محافظة) باجة.. حصل على الأستاذيّة في اللغة والآداب الفرنسية .. ناضل في صفوف الحركة التلمذية في بداية السبعينات ثمّ في الهياكل النقابية المؤقّتة التابعة للإتّحاد العام لطلبة تونس وتحمل مسؤوليات نقابيّة في صلب نقابات التعليم التابعة للإتّحاد العام التونسي للشغل.
3 سنوات مرت علي اندلاع ثورة الياسمين التونسية وتطوراتها..والملاحظ للأوضاع التونسية والمصرية يجد التشابه العميق بين مسار الثورتين في البلدين..ففي كلاهما انطلقت الثورة احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية وأساليب السلطة القمعية..وأيضا كلاهما سرقا من التيارات الإسلامية وبالتحديد "جماعة الإخوان".
وكما سبقت تونس مصر في اندلاع ثورة الياسمين، سبقتها مصر في تصحيح مسار ثورتها في 30 يونيو والتخلص من محاولات جماعة الإخوان التي لم تحاول سرقة الثورة فحسب، بل أرادت أيضا بيع تراب الوطن في مقابل مصالحها الخاصة، فيما تحاول تونس اليوم تصحيح مسارها ثورتها التي حاول حزب النهضة التونسي -إخوان تونس- سرقتها.
كان لابد في ذكري ثورة الياسمين، أن نسمع أصوات الشعب التونسي لنتعرف علي ما وصلت إليه تونس بعد 3 سنوات من هروب زين العابدين بن علي.. ولذا كان ل"بوابة أخبار اليوم" هذا الحوار مع عضو الأمانة الدائمة لحزب "القطب" التونسي، وعضو المكتب التنفيذي للجبهة الشعبية التونسية بشير الراجحي، الذي استهل حديثه معنا قائلا:"قبل بداية هذا الحوار أود أن أشكركم علي هذه الاستضافة التي تمكنني من خلال موقعكم من التواصل مع الشعب المصري لأهنئه علي ثورتيه ولأطلعه عن الأحوال في تونس".
- سألناه.. مع حلول الذكري الثالثة لثورة الياسمين.. كيف تري المشهد في الشارع التونسي الآن؟
الظروف المعشية الصعبة والوضع الأمني والاقتصادي المتدهور يجعل الشارع التونسي قلقا جدا ومتململا وهو ما يمكن أن يسمي بالهدوء الذي يسبق العاصفة.
- في رأيك هل تحققت المطالب التي أدت لاندلع الثورة التونسية ؟
كيف يمكن أن تتحقق أهداف الثورة في ظل حكم لا هم له سوي خدمة "الأهل والعشيرة" وتحقيق تعليمات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين و أسياد هم الامبرياليين؟.. في الحقيقة الوضع يزداد سواء علي سواء.
"القوات المسلحة سند للشعب المصري"
- بين تونس ومصر تتشابه الكثير من الظروف فثورة الياسمين أعقبها ثورة 25 يناير .. وفي كلا الدولتين تقلد تيار الإسلام السياسي وبالتحديد "الإخوان" مقاليد الحكم .. ولكن سرعان ما أطاح المصريون بهم في تصحيح لمسار الثورة خلال 30 يونيو .. ما تحليلكم لذلك؟
النمط الاقتصادي و الليبرالي المتوحش انعدام الديمقراطية والتفاوت بين الأشخاص و الجهات نهب ثروات البلاد من الحكام و عائلتهم و حاشيتهم أدت إلي اندلاع الثورة في البلدين الشقيقين فكانت في 14 يناير في تونس و في 25 يناير في مصر.. وسرقت هذه الثورة من الشعب من طرف تيار ليس "الإسلام السياسي" بل "الموظفين سياسيا للإسلام" و قد تمكن شعب مصر العظيم من تصحيح المسار فكانت ثورة 30يونيو الفريدة من نوعها بكل المقاييس و هو مالم يتم في تونس، وذلك حسب اعتقادنا للأسباب التالية:
1- الشعب المصري كان له سند وأي سند الجيش بإمكانيته وقدراته ومكانية عند المصريين أمّا بالنسبة للجيش التونسي فهو جيش لا ارتباط له بالحياة السياسية. كما هو الحال بالنسبة لمصر.
2- ثورة 30 يونيو جعلت التنظيم الدولي يسعي بكل ما لديه من قوة ونفوذ وخاصّة بعد خسارة مصر للإنقاذ التجربة الإخوانية في تونس.
3- بحكم ارتباط الإخوان بالدوائر الغربية يمكننا أن نقول إنّ الغرب ومن خلال حركة "النهضة" في تونس يريد أن يبرهن علي أنّ رهانه علي الإخوان في الانتقال الديمقراطي صائب والدليل يكون بإنجاح التجربة التونسية.
4- الحكم في تونس ظاهريا لا تنفرد به النهضة مثلما انفرد به الإخوان في مصر بل تتقاسمه مع تيّار علماني "متمثل في حزبي التكتّل والمؤتمر من أجل الجمهوريّة.
- شرارة ثورة الياسمين اندلعت في الأساس للمطالبة بالعدالة الاجتماعية إلا انه سرعان ما حاول تيار الإسلام السياسي التونسي تحويل المطالب الثورية إلي مطالب بالخلافة الإسلامية وهو ما حاول أنصار هذا التيار المطالبة به في ذكري الثورة.. ما تعليقكم علي ذلك؟
أولا ..دعوني أقول أن ثورتنا ليست ثورة الياسمين بل "ثورة الحرية والكرامة".. كلّ في ما في الأمر أنّ القناع سقط وعندنا مثل في تونس يقول "يتمسكن حتي يتمكّن" وعندما يتمكن يظهر ما كان يبطن فلا المواطن ولا الوطن يعنيهم.. فهم القائلون:"الوطن حفنة تراب عفن" و "طز في الوطن" فالديمقراطية التي لا يؤمنون بها ما هي إلاّ وسيلة للوصول للسلطة وتركيز مشروعه ألظلامي.
"الهدوء الذي يسبق العاصفة"
- كيف تري أداء حزب النهضة في إدارة البلاد وما أسباب مطالبات الأحزاب المدنية بضرورة تخليه عن الحكم؟
كأداء جماعة الإخوان عندكم في مصر لأنه في نهاية التحليل هناك تطابق لسياسات الإخوان المرتبطين بالدوائر الإمبريالية فهو مواصلة للنهج الإمبريالي المتوحّش فكان أن ازدادت الأوضاع سوءا علي جميع المستويات:
- كتدهور فضيع للمقدرة الشرائيّة للمواطن.
- دخول تونس في مرحلة الاغتيالات السياسية والجبهة الشعبية التي نحن جزء منها فقدت مناضلين وقياديين كبيرين هما علي التوالي شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
- محاولة التراجع في مكتسبات تونس كمجلة الأحوال الشخصية علي سبيل الذكر لا الحصر.
- الرجوع لمحاكات الرّأي وضرب المثقفين.
لهذه الأسباب مجتمعة يطالب المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات برحيل النهضة عن الحكم.
- تم التوصل إلي تسمية رئيس وزراء جديد هو وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.. كيف تري هذا الاختيار؟
نحن نري أن هذا الاختيار لا يعنينا باعتبار أنّنا لم نشارك في التصويت.. لكن سنحكم عليه طبقا لمدي التزامه بتطبيق خارطة الطّريق المقدمة من طرف الرباعي الراعي للحوار، والتي أمضينا عليه لأننا أناس نحترم تعهداتنا وقد علقنا مشاركتنا في الحوار ولن نستأنفها إلاّ طبقا لشروط تحدّدها جبهة الإنقاذ في اجتماعها المقبل.
- هل تتوقع أن يؤدي رئيس الحكومة الجديد مهامه دون عرقلة من أنصار حزب النهضة .. وماذا يمكن أن يقدم للشعب التونسي؟
عن الشق الأول من السؤال السيد مهدي جمعة صوّتت لصالحه حركة "النهضة" وهو زير الصناعة في حكومة "علي لعريض" وسيكون تحت رحمة النهضة باعتبارها صاحبة الأغلبية مع حلفائها في المجلس التأسيسي..وبصفتها تلك يمكن أن تعرقل أو حتي تسحب منه الثقة متي رأت انه لا يستجيب لما تريد.
أما عن الشق الثاني من السؤال فالجواب هو أن السؤال ليس ماذا يمكن أن يقدم للشعب التونسي بل هل يمكن في ظل الاختيارات الليبرالية وظروف اختياره وظروف البلاد علي جميع المستويات أن يقدم شيئا لتونس.
- الوضع الاقتصادي لتونس إبان تولي الرئيس الهارب زين العابدين بن علي لمقاليد الحكم كان يتسم بالقوة .. ومنذ قيام الثورة تردي الوضع الاقتصادي للبلاد .. لماذا؟
تردي الوضع الاقتصادي ليس سببه قيام الثورة بل النمط الاقتصادي المتبع بعد الثورة وهو نفس نمط ما قبل الثورة وبشكل أكثر رداءة فلا حكومة ما بعد الثورة ولا حكومة "الترويكا" غيرت من هذا النهج فالمعادلة سهلت نفس الاختيارات تعطي نفس النتائج. لذا نحن نسمي الحكومات المتعاقبة بعد الثورة "حكومات الالتفاف" علي الثورة.. إضافة إلي أن التعيينات في حكومة النهضة لا تعتمد الكفاءة بل الولاء مع إعطاء الأولوية للأهل والعشيرة.. لهذه الأسباب مجتمعة لا يمكن للاقتصاد إلا أن يتدهور.
"رئيس طرطور"
- كيف تري أداء الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في إدارة البلاد؟
هو رئيس محدودة صلاحياته.. أداؤه كارثي فهو يخبط خبط عشواء يمكن أن يقول شيئا ونقيضه فهو أحيانا يشتم السلفيين وأخري يستقبلهم في قرطاج.. ويطرد السفير السوري مرة و يقترح علي بشار الأسد اللجوء السياسي في تونس.. فالسلطة في تونس هي في الحقيقة بيد "النهضة".
- كيف تري تصريحات القيادات التونسية حول ثورة 30 يونيو في مصر؟
اعتقد أن المقصود من القيادات التونسية هي قيادات السلطة ومن يحوم في ركابها.. ومن حيث المبدأ ليس لهذه القيادات التدخل في الشأن المصري وحتي إن كان لزاما أن ننحاز فعلينا أن ننحاز للثلاثين و الخمسة و ثلاثين مليون الذين كنسوا الإخوان من السلطة.. بالنسبة للمرزوقي وقد لقب عندنا "بالطرطور" أي أنه ليس سيد قراراته فهو عبد مأمور.
بالنسبة للنهضة وتوابعها فالموقف هو أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ووقوفهم ضد ثورة 30 يونيو ووقوفهم إلي جانب الإخوان هو وقوف مع أنفسهم والأمر غير مستغرب عليهم.. خلاصة القول إن القيادات التونسية عامة لها موقفان إما مع الشعب ونحن منهم أو ضد الشعوب هو موقف "النهضة" وتوابعها.
- هناك أصوات تونسية طالبت بتدخل المؤسسة العسكرية لحماية ثورة الياسمين من التيارات المتطرفة مثلما حدث في مصر إلا أن ذلك لم يحدث. لماذا؟
لأن المؤسسة العسكرية في تونس ليست لها خصوصيات المؤسسة العسكرية المصرية في وزنها وعلاقتها بالسياسة ونعتقد أنه كما فعلت مع بن علي ستقف إذا جد الجد إلي جانب الشعب وهي التي قدّمت في الآونة الأخيرة ضحايا في مكافحتها للإرهاب.
- ما هو تقييمكم لوضع الفن والثقافة في المجتمع التونسي الآن؟
الفن في تونس يعيش فترة صعبة.. فالإخوان بدورهم يعرفون أن للفن دورا هاما في حياة وتطوير الشعوب لذالك حاولوا محاربة الفنانين بشتي الوسائل وإيقاف عروضه بالتعدي بالعنف على فنانين ومحاكمة بعضهم.. لكن هذا لم يمنع وجود عدة تظاهرات ونضالات من طرف الفنانين دفاعا الوطن ومكتسباته وهم في ذلك يجسمون ما قاله فقيد الثقافة العربية و شاعرها الفذ المرحوم أحمد فؤاد نجم حيث يقول:
لو علقوا لي مشنقة
أو حتى مليون مشنقة
حولين رقبتي هفكّها
وأخذ حبالها ولفها
وأصنع قلم يكتب حروف
متشوقة لساعة خلاص
- كيف ترى المستقبل التونسي وما توقعاتكم له ؟
الفترة المقبلة ستكون صعبة للغاية لأننا مقبلين على معركة حاسمة مع "النهضة" من أجل إزالتها من السلطة وفرض حكومة كفاءات تؤمن على ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتهيئ الظروف الملائمة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. وأمام تراجع "النهضة"، وعزم القوى الوطنية والتقدمية..نتوقع كما قال "أبو القاسم الشابي": "فلابد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر".
بشير الراجحي في سطور:
عضو الأمانة الدائمة لحزب القطب.. عضو بالمكتب التنفيذي للجبهة الشعبية التونسية.. ولد في 15 مارس 1953، بقرية مستوتة من ولاية (محافظة) باجة.. حصل على الأستاذيّة في اللغة والآداب الفرنسية .. ناضل في صفوف الحركة التلمذية في بداية السبعينات ثمّ في الهياكل النقابية المؤقّتة التابعة للإتّحاد العام لطلبة تونس وتحمل مسؤوليات نقابيّة في صلب نقابات التعليم التابعة للإتّحاد العام التونسي للشغل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.