«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغنوشي: المرشد لن يحكم مصر.. وميادين الثورة هى من نصبت مرسي رئيسًا

تونس ومصر، ثورتان هلّتا بالربيع العربي، فبعدما أشعلت ثورة الياسمين التونسية قطار ثورات الربيع العربي وأطاحت بنظام بن على الذى فر هاربا خارج البلاد، أشعل ميدان التحرير ثورة يناير ليطيح هو الآخر بمبارك فى 18 يومًا. وكما تشابهت الثورتان تشابهت الأوضاع فى البلدين بعد زوال أنظمة الظلم والاستبداد، حيث أفرزت كلتاهما سلطة إسلامية تتمثل فى حكومة حزب النهضة الإسلامى التونسية «إخوان تونس»، والرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر.

الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي، صاحب هذا الحوار، كان لثورة الياسمين الفضل في عودته إلى بلاده بعد أكثر من 21 عامًا من اللجوء السياسي في بريطانيا، حيث يعد واحدًا من أهم الشخصيات الإسلامية في الدول العربية، وزادت أسهمه بعد ميلاد الربيع العربى فى تونس.

«الدستور الأصلي» ناقشت وحاورت زعيم حركة النهضة حول رأيه وفكره فى الأوضاع الحالية فى مصر وتونس، خصوصا بعد وصول الإخوانى الدكتور محمد مرسي إلى سدة الحكم فى مصر، حيث تتشابه أفكاره وفكر جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع فكر الغنوشي والنهضة في تونس.

سألنا الغنوشى عن تخوفات التيارات المختلفة من الوضع فى مصر وتونس بعد سيطرة التيارات الإسلامية على السلطة في البلدين عقب الثورة، وتطرق الحوار إلى مستقبل مصر الداخلى والخارجى بعد وصول الدكتور مرسى إلى حكم مصر، وعن انتقادات بعض القوى السياسية لانفراد الإخوان بالحكم والقرار دون مشاركة القوى والتيارات السياسية الأخرى، وتناقشنا خلال الحوار حول وضع الجيش في مصر وتونس بعد الثورات، وعن الدستور الجديد والخلافات التى يثيرها التيار السلفى فى البلدين حول مادة الشريعة الإسلامية في الدستور.

ليس هناك دليل على اتفاق العسكر والإخوان فى مصر.. ومرسى سوف ينجح فى تحقيق مشروع النهضة

شرارة الربيع العربى انطلقت من تونس.. ولولا نجاح ثورة مصر ما كانت الثورات العربية فى مأمن

زعيم حزب النهضة التونسى:القوى الثورية هى التى أوصلت الإخوان إلى السلطة.. ولا استمرار لهم دون دعم هذه القوى

■ فى البداية، هل كنت تتوقع فوز الإخوان المسلمين بمنصب الرئاسة فى مصر؟
- نعم، فالإخوان المسلمون أكبر جماعة منظمة فى مصر إن لم يكن فى العالم، وبالتالى فانتصار الجماعة فى أى انتخابات حرة ونزيهة كان حتميًّا، وحين انحصر التنافس على منصب الرئاسة بين الإخوان وممثل فلول النظام السابق تضاعفت قوة الإخوان بعد أن أصبحوا يمثلون قوى الثورة فى مواجهة الثورة المضادة.

■ مرسى كرئيس لمصر، هل سينجح فى العبور فى هذه المرحلة الحرجة؟
- بالتأكيد سينجح الرئيس محمد مرسى فى مهمته بعون الله، فهو يمثل الشرعية وسيلقى دعمًا قويًّا من أنصار الثورة ومن غلابة مصر، لأن نجاحه هو السبيل لاستعادتهم الكرامة ولترسيخ الانتقال الديمقراطى فى مصر، وليس هناك من القوى الفاعلة فى مصر من يريد إجهاض هذه الفرصة التاريخية للقطع مع الاستبداد والفساد.

■ تجربة إخوان مصر وتجربة إخوان تونس متشابهة أم لا؟
- لكل تجربة خصوصياتها لارتباطها بالواقع الذى تتنزل فيه، والتشابه بين التجربتين سيكون بقدر تشابه الأوضاع فى البلدين.

■ هناك اتهامات لإخوان تونس من قبل العلمانيين والليبراليين بالانفراد بالسلطة، فما تعليقك؟
- هذه دعاية مضللة، فالحكم فى تونس ائتلافى يجمع بين الإسلاميين والعلمانيين، وهو تجربة جديدة فى العالم العربى الذى يتناحر فيه التياران منذ عقود، بينما استطعنا فى تونس أن نؤكد القدرة على التعايش والعمل المشترك بين جميع مكونات مجتمعاتنا.

■ لكن فى الآونة الأخيرة أشعلت مسألة تسليم رئيس وزراء ليبيا السابق البغدادى المحمودى لغطا حول مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية التونسية ورئيس الحكومة، لماذا حدث هذا الخلاف، وهل هذا دليل على محاولة الإخوان الانفراد بالسلطة؟
- البغدادى المحمودى ركن أساسى من أركان النظام الذى قامت ضده الثورة الليبية وموجهة إليه اتهامات وجرائم، ولا يمكن للثورة التونسية أن تتجاهل مطالب الثورة الليبية فى ملاحقته، لا سيما مع وجود اتفاقية تبادل للمتهمين بين البلدين، ونحن لا يمكن أن نطالب ببن على وننكر على الثورة الليبية أن تفعل ذلك، لقد كان هناك اتفاق مع رئيس الجمهورية حول مبدأ تسليم المحمودى إلى السلطات الليبية والخلاف حول توقيت هذا التسليم وهو إجراء عملى يعود تقديره إلى السلطة التنفيذية، أى الحكومة، لكن رئيس الجمهورية بحكم خلفيته الحقوقية كان يتمنى تأجيل عملية التسليم، وهو خلاف يمكن أن يحصل متى كان الحكم ائتلافيًّا، لكن يمكن تجاوزه بالعودة إلى القانون المنظم للسلطة لتحديد الصلاحيات فى ظل الاحترام الكامل لمكانة ودور كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ولقد أثبتت المقابلات الصحفية المصورة التى أجريت مع المحمودى فى ليبيا بعد عودته أنه لم يُمس به لا جسديا ولا معنويا، ما يفند كل التخوفات، ويثبت أن فى ليبيا جهازًا أمنيًّا وقضائيًّا محترمًا، على الأقل حتى الآن.

■ فى مصر هناك بعض الليبراليين يحذرون من أن الإخوان سينفردون بالسلطة، ويتخلون عن القوى الثورية فى إطار صفقة مع المجلس العسكرى لتقاسم السلطة.. فما رأيك؟
- لا أعتقد أن الإخوان سينفردون بالسلطة، فالرئيس محمد مرسى أكد فى خطاباته أنه سيكلف شخصية وطنية من غير الإخوان بتشكيل الحكومة، وأنه سيعيّن نائبين له من غير الإخوان ضمن مجلس رئاسى متنوع، مما يبعث برسالة واضحة إلى القوى السياسية بأنه ليست هناك نية لدى الإخوان للانفراد بالسلطة، أما مزاعم التخلى عن القوى الثورية فهذه القوى هى التى أوصلت الإخوان إلى السلطة، ولا يمكن تصور استمرار وجود الإخوان فى السلطة فى غياب الدعم القوى لهذه القوى.

■ ما نصيحتك لإخوان مصر؟
- الإخوان واعون جدًا بأن المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد فى حاجة إلى توسيع دائرة التوافق مع الشركاء السياسيين لتحقيق أهداف الثورة، والمطلوب اليوم تجاوز فترة الاحتفال بالنصر فى الانتخابات وبدء مرحلة العمل الجاد لتنفيذ الوعود الانتخابية وتجسيد البرنامج الانتخابى للرئيس محمد مرسى واقعيًّا.

■ هناك اتهامات لإخوان تونس بأنهم، رغم وصولهم إلى الحكم، لم تحل مشكلة البطالة التى قامت الثورة بسببها بالأساس، بماذا ترد؟
- البطالة مشكلة دولية تهدد مجتمعات أوروبية متقدمة على تونس اقتصاديًّا، والفساد الذى ورثته حكومة الثورة عن العهود السابقة يفوق التوقعات بما يستحيل معه لأى حكومة مواجهة مشكلة البطالة فى ظرف سنة أو سنتين، إنما الأمر يتطلب مساحة من الوقت معقولة لجلب الاستثمار، وقد تصاعدت وتيرة قدومه وبدأت المشاريع التى ستوفر مواطن العمل وكل ذلك مرتبط بالأمن والاستقرار، وهى معادلة صعبة، لكنها غير مستحيلة.

■ وهل تتوقع أن ينجح الإخوان المسلمون فى تحقيق مشروع النهضة فى مصر؟
- الإخوان المسلمون، كما ذكرت، أكبر قوة سياسية فى مصر بشهادة الانتخابات ولا نهضة لمصر فى غياب قواها الرئيسية وبالتالى قيادة الإخوان للنهضة هى ضمانة رئيسية لنجاحها، والمطلوب هو مشاركة بقية التيارات السياسية الرئيسية فى هذا المشروع بحس وطنى.

■ ما رأيك فى القول بأن المرشد العام للإخوان هو الذى يحكم والرئيس مجرد صورة يأتمر بأمر المرشد؟
- هذا تبخيس لدور الرئيس محمد مرسى، وهو شخصية سياسية محترمة، له نواب ومستشارون من خارج الإخوان، ومن غير اللائق تصوير الرئيس على أنه تابع لأى جهة كانت، ففى ذلك إساءة لشعب مصر، دولة الثورة ستكون بالضرورة دولة مؤسسات منتخبة تتوزع فيها السلطة بما لا يبقى مكانًا للحكم الفردى الفرعونى.

■ هل هناك حوار وتواصل بينكم وباقى القوى السياسية فى تونس؟
- الحوار مبدأ أساسى فى منهجنا وتعاطينا السياسى مع بقية الأطراف، وهو ممارسة تواصلت بعد الثورة بهدف توسيع دائرة المشاركة فى الحكم والسعى لتحقيق أكبر قدر من التوافق بهدف النجاح فى مرحلة الانتقال الديمقراطى، وقد نجحنا فى تشكيل ائتلاف حاكم بين الإسلاميين والعلمانيين، وهو ضمانة حقيقية لنجاح الثورة واستقرار الأوضاع فى البلاد، ومن خلاله قدمت تونس نموذجًا للتعايش والمشاركة بين التيارين المتنافرين تاريخيًّا فى منطقتنا.

■ ماذا عن زيارتك إلى القاهرة قبل فوز مرسى، هل صحيح أنك نصحت الإخوان بالتحالف مع القوى الثورية والليبرالية مثلما نقلت بعض التقارير الصحفية؟
- رأيى أن التحالف بين القوى الثورية ضرورى لمواجهة الثورة المضادة، وقد وجدت قيادة الإخوان مؤمنة بذلك وتعمل عليه، بل إن حزب الحرية والعدالة خاض الانتخابات ضمن تحالف واسع.

■ تشكيل حكومة وحدة وطنية والابتعاد عن تشكيل حكومة إخوانية، هل تعتبر تلك الخطوة من مصلحة الإخوان؟
- بالتأكيد أن توسيع دائرة المشاركة السياسية فى هذه المرحلة الانتقالية أفضل من الانفراد بالسلطة، لأن عملية التغيير والانتقال الديمقراطى تحتاج إلى تكاتف كل الجهود، فالتركة الموروثة عن عهود الاستبداد ثقيلة، هناك فساد فى كل المجالات ولا يمكن أن ينهض بعملية الإصلاح تيار واحد، وبالتالى تشكيل الحكومات الائتلافية مثلما حصل فى تونس، هو السبيل الأفضل لإدارة شؤون الدولة فى هذه المرحلة التى تحتاج إلى أكبر قدر من التوافق.

■ سلفيو تونس يتهمونكم بأنكم تخلّيتم عنهم بمجرد وصولكم إلى السلطة، بماذا ترد؟
- نحن من دافع عن حق السلفيين فى التنظيم والتعبير ونحن ندعوهم للانخراط فى العملية السياسية والمشاركة الفاعلة فى الحياة السياسية بعيدا عن الغلو والتفكير فى العنف بعد زوال الديكتاتورية وانفتاح مجال المشاركة فى كنف الديمقراطية أمام الجميع.

■ كثر القلق من محاولات السلفيين التعدى على الحريات فى تونس، كيف تواجهون هذا القلق؟
- نتواصى مع جميع المواطنين بالصبر وعدم التسرع فى الحسم مع بعض شبابنا الذى يدفعه الحماس إلى الخطأ أحيانًا، لكن ذلك لا يمنعنا من الدعوة للحزم مع كل من يمارس العنف أو يدعو إليه لفرض آرائه وتصوراته على الناس بالقوة، سبيلنا مع أصحاب الأفكار المتشددة هو الحوار، أما من تجاوز ذلك إلى محاولة فرض آرائه بالقوة، فإنه بذلك يكون قد فرض على أجهزة الدولة الأمنية التعامل معه.

■ حينما فرضت الحكومة قانون الطوارئ رأى البعض أن الحكومة تحججت بأن الهدف هو قمع الحريات لا فرض الأمن، فما تعليقك؟
- كان الأمن مهددًا والوضع فى البلاد مفتوحًا على المجهول أمام حالة الاستنفار التى شهدها التيار السلفى عقب الاستفزاز الذى قام به بعض أدعياء الفن التشكيلى، وكان يمكن لبعض المتربصين استغلال الوضع والقيام ببعض التجاوزات لتوريط التيار السلفى وإشعال فتيل التناحر بين هذا التيار والحكومة، لكن حكمة جميع الأطراف بما فيها التيار السلفى الذى تراجع عن التظاهر فى الشارع فوّتت الفرصة على الذين لا يريدون خيرًا للبلاد والثورة.

■ ثورات مصر وتونس أولى ثورات الربيع العربى، فما أوجه الشبه والخلاف بين الثورتين المصرية والتونسية؟
- صحيح أن الثورة التونسية لها فضل السبق على ثورات الربيع العربى، لكن الثورة المصرية هى التى رسّخت أقدام الربيع العربى، وأعلنت فى العالم أن واقعًا جديدًا بدأ يتشكل ودورة حضارية للأمة قد انطلقت، فالشرارة قد انطلقت من تونس، لكنها تحولت إلى حريق فى مصر، وما كان للثورات العربية أن تكون فى مأمن لو فشلت الثورة فى مصر، فمصر هى قاطرة العالم العربى، ولذلك فمسار الثورة فى مصر عسير ومختلف عن الثورة التونسية بحكم موقع مصر ودورها فى العالم العربى ودور المؤسسة العسكرية التى كانت ترسم السياسة المصرية منذ عقود، إضافة إلى الاتفاقات الدولية ومنها اتفاقية كامب ديفيد، كذلك جعل وضع الثورة المصرية أعقد من نظيرتها التونسية التى سلكت طريقا آمنا منذ البداية يقوم على تأسيس الشرعية وانتخاب مجلس تأسيسى ينتخب بدوره رئيسًا للحكومة ورئيسًا للجمهورية، والعمل وفق قانون منظم للسلطة فى انتظار استكمال صياغة الدستور الجديد، بينما فى مصر ونظرًا لأن المعادلة فيها أكثر تعقيدًا نزل الرئيس المنتخب إلى ميدان التحرير ليؤدى القسم بدل تأديته أمام مجلس الشعب، ورغم هذه الاختلافات بين الثورة التونسية والمصرية، فإن هناك تشابهًا فى طبيعتهما السلمية المدنية، كما أن الدولة استمرت فى كلا الثورتين، لأن الثورة كانت ضد النظام فى البلدين وليست ضد الدولة، لذلك استمرت الراية الوطنية رمزًا للدولة، بينما نجد فى ليبيا مثلًا أن الدولة قد انهارت ووقع تغيير العلم كدلالة على ذلك.

■ ما رأيك فى التقارير الإعلامية التى تحدثت عن وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى لتقاسم السلطة فى مصر؟
- اطلعت مثلكم على البعض من تلك التقارير الإعلامية، ولم أجد فيها معطيات دقيقة تؤكد ما ذهبت إليه، ميادين مصر هى التى نصبت مرسى رئيسًا.

■ ما رأيك فى من يشبّه مصر بباكستان، رئيس منزوع الصلاحيات، وجيش يحكم البلاد؟
- مصر ليست باكستان، لا التاريخ ولا الدور المصرى فى المنطقة يسمح بأن تكون مصر مثل باكستان، ففى مصر قوى سياسية مدنية قبل أن تؤسس باكستان.

■ ماذا عن وضع الجيش التونسى فى الدستور الحالى والدستور الجديد، هل لديه وضع مميز؟
- ليس هناك حرص لدى المؤسسة العسكرية التونسية فى تجاوز دورها الأساسى فى حماية البلاد ومؤسسات الدولة، وهو الدور الذى تعهدت به بنجاح طوال تاريخها فكانت المؤسسة العسكرية أحد العوامل الرئيسية فى نجاح الثورة من خلال حماية المواطنين عندما شهدت البلاد حالة من الانفلات الأمنى، كما أمّنت المؤسسة الأمنية والعسكرية عملية الانتخابات للمجلس التأسيسى وحمت المؤسسات التعليمية بما أمّن أداء الامتحانات فى ظروف مناسبة وبالتالى هناك اتفاق على أهمية ودور المؤسسة الأمنية والعسكرية بعيدًا عن الشأن السياسى الذى كان وسيظل مدنيًّا فى تونس.

■ التواصل بين الإخوان المسلمين فى دول الربيع العربى يمكن أن ينعكس إيجابيًّا على اقتصاد هذه الدول لنشهد نهضة حقيقية؟
- لا شك أن التواصل فى دول الربيع العربى يساعد على تحقيق مصلحة شعوب المنطقة وفى مقدمتها عملية النهوض الاقتصادى.

■ وما توقعاتك لعلاقة مصر بأمريكا وإسرائيل، هل سيطرأ عليها تغيير؟
- بالتأكيد ستكون هناك مراجعة لطبيعة العلاقة فى اتجاه الدفاع عن مصالح الشعب المصرى والأمة وقرار مصر المستقل والدفاع عن قضية فلسطين.

■ أختتم معكم الحوار بالسؤال عن أنظمة الرئيسين السابقين مبارك وبن على، ونبدأ بمصر: هل تعتقد أن خسارة الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات نهاية لعهد مبارك؟
- ذكرت سابقًا أن قسم الرئيس محمد مرسى فى ميدان التحرير كان إعلان وفاة لعهد مبارك، وبالتالى هناك صفحة مؤلمة من تاريخ مصر قد طويت وهى تتجاوز شفيق لتطال العهد السابق بكل رموزه ومؤسساته وسياساته، وتهميشه لمصر العظيمة.

■ وماذا لو نجح الفلول فى العودة للحياة السياسية تحت غطاء حزب سياسى جديد، هل المصلحة الوطنية تقتضى عدم عزلهم؟
- المصلحة الوطنية يحددها الشعب المصرى، والشعب قام بثورة ضد هؤلاء وما يمثلونه من سياسات ونهب لثروات مصر، وبالتالى عودتهم فى أى شكل كان يمثل تهديدًا للثورة المصرية، وهو ضد الإرادة الشعبية التى انتفضت ضدهم فعزلهم قرار شعبى، والمصالحة لا تسبق المحاسبة عن الجرائم فى حق الشعب المصرى والأمة. إن عودة هؤلاء هى خيانة للثورة التى حسمت قولها فى شأنهم، وميدان التحرير وغيره من ميادين مصر نارها لم تخمد ولسان حالها إن عدتم عدنا.

■ هل تتوقع أن تسترد تونس كل الأموال المهربة فى عهد بن على؟
- هناك جهود حثيثة من قبل الحكومة لاستعادة الأموال المنهوبة، ورغم بعض الصعوبات التى حالت دون استردادها إلى الآن، فإن الحكومة لن تتوانى عن ملاحقتها حتى استعادتها وسوف تعود بإذن الله.

■ ما تعليقك على الحكم الصادر بحق مبارك، وأحكام البراءة التى صدرت فى حق ولديه ومساعدى وزير الداخلية المصرى؟
مهزلة وإساءة أخرى للشعب المصري، فإذا كان وزير الداخلية ونوابه براء فمن أجهز على شهداء الثورة فى ميدان التحرير وبقية المدن المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.