قلل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من شأن الحديث الأمريكي عن الانسحاب العسكري الكامل من أفغانستان إذا لم يوقع علي الاتفاق الأمني بين البلدين ووصفه بأنه ممارسة "لسياسة حافة الهاوية". وزار كرزاي نيودلهي وسط جهود دبلوماسية مكثفة في المنطقة بعد أن توترت علاقته مع واشنطن مجددًا بسبب رفضه توقيع الاتفاق الأمني الثنائي الذي يحدد طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بعد عام 2014 حين تغادر معظم القوات الدولية البلاد. وقال كرزاي للصحفيين، إن الولاياتالمتحدة يجب أن تتوقف عن مداهمة المنازل الأفغانية وتساعد على بدء عملية سلام مع حركة طالبان باعتبارهما شرطين ضروريين لتوقيع الاتفاق الأمني، مشددًا على انه لن يتراجع عن شروطه التي وضعها لتوقيع الاتفاق. وأضاف "نعتقد أن الاتفاق الأمني الثنائي يصب في مصلحة أفغانستان والشعب الأفغاني وافق عليه. لكننا نعتقد أيضا أن حماية البيوت الأفغانية وبدء عملية سلام شرطان مسبقان أساسيان." وقالت واشنطن إنه في حال لم يوقع كرزاي على الاتفاق ستسحب جميع قواتها البالغ قوامها نحو 44500 جندي بحلول نهاية عام 2014، وقد تحذو دول أخرى في حلف شمال الأطلسي حذو الولاياتالمتحدة مما يدع القوات الأفغانية في مواجهة تمرد طالبان بمفردها. وتابع الرئيس الأفغاني: "لا أعتقد أن أمريكا تفكر في الانسحاب الكامل، وإنها سياسة حافة الهاوية التي يمارسونها معنا وحتى إن فعلوا فليكن ما يكون." ويبدو أن المسؤولين الأمريكيين غضبوا من موقف كرزاي إزاء الاتفاق الأمني الذي يقولون إنه ضروري لمساعدتهم على التخطيط لمهمة مستقبلية من شأنها أن تعين القوات الأفغانية على محاربة المتشددين وتسمح بتقديم مساعدات حيوية لأفغانستان مستقبلا. وأشار كرزاي إلى أنه يريد من الولاياتالمتحدة أن تساعده على بدء عملية سلام علنية مع طالبان بدلا من السبل الدبلوماسية السرية التي كانت تتبعها في الماضي. وقال "المحادثات السرية لن تفيد. الولاياتالمتحدة وباكستان يتمتعان بنفوذ على طالبان يكفي لإعادة إطلاق عملية السلام." وبحث كرزاي الاتفاق الأمني الأمريكي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وأجرى محادثات مع قادة إيرانيين وباكستانيين هذا الشهر.