فقدت مصر – الثلاثاء 3 ديسمبر- واحداً من أعظم شعرائها علي مر العصور ..الشاعر "أحمد فؤاد نجم" .. شاعر الغلابة، الذي قيل عنه "القوة التي تسقط الأسوار" عن عمر يناهز ال 84 عاما. ولد نجم بمحافظة الشرقية في 23 مايو 1929، لأم فلاحة وأب يعمل ضابط شرطة، وكان ضمن 17 ابن، التحق بكتاب القرية، ثم انتقل بعد وفاة والده إلي الزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام عام 1936 و الذي التقي فيه بالفنان عبد الحليم حافظ. عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي وشارك في العمليات الفدائية، وشارك في العديد من المظاهرات بعد إلغاء المعاهدة الإنجليزية المصرية، و قام بترك عمله بالمعسكرات الإنجليزية بعد دعوة الحركة الوطنية لذلك. علم نفسه القراءة و الكتابة، وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي وفي تلك الفترة قام بعض المسؤولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدي إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن، وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية "صور من الحياة والسجن" وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن. عُين موظفا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية بعد خروجه من السجن، و أصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، و سكن حينها في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، ثم تعرف إلى الشيخ إمام و أقام معه حتى أصبحوا ثنائيا معروفا، و اشتهرت بهما الحارة لتصبح ملتقى المثقفين. وقام نجم مع رفيقة إمام بالصمود ضد الاستعمار و الظلم و الديكتاتورية الحاكمة، كما تمكنا من خلال أشعارهما إحداث صحوة للشعب، و لم تخمد المعتقلات التي حبس فيها نجم بسبب شعره حسه الفني الثوري، و بعد فترة انفصل الثنائي. واختير في عام 2007 من المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء، و قال نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة، فهي روح. دخل "الفاجومى" السجن 7 مرات بسبب مواقفه السياسية، فيما ارتبط اسمه براحل آخر فقدته مصر وهو "الشيخ إمام" الذي شكل مع نجم ثنائياً عبر عن الثورة خير تعبير، واختير "نجم" سفيرا للفقراء عام 2007 من جانب المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة. انضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد في يونيو 2010، إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام بعد الأزمة التي تسبب بها سيد البدوي عندما أقال إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور التي اشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام. وتزوج "نجم" العديد من المرات أولها من فاطمة منصور أنجب منها عفاف، ثم زواجه من الفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها الناشطة والصحفية نوارة نجم، كما تزوج ممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وآخر زيجاته كانت أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زين. من أشهر قصائده كأنك مافيش، المسحراتي، اصحي يا مصر، البحر بيضحك ليه، و اتجمعوا العشاق. واليوم .. رحل فؤاد نجم عن عالمنا بجسده.. لكن تبقى أشعاره دائماً ملاذاً لروح الثورة، وقيمة كبيرة في الحياة الشعرية المصرية لا تعويض لها.