لاشك أن أسئلة كثيرة طرحت حول حال السينما في سوريا بسبب الإعجاب الجماهيري الذي لاقاه الفيلم السوري "مريم" في مصر سواء عند عرضه في مهرجان الإسكندرية السينمائي أو عند عرضه في مركز الثقافة السينمائية مؤخرا .. بالإضافة إلى الجوائز التى حصل عليها الفيلم والتى من بينها الجائزة الكبرى فى مهرجان الداخلة فى المغرب وجائزة الوهر الذهبى ضمن مهرجان وهران للفيلم العربى فى الجزائر.. وهو بطولة سولاف فواخرجى وميسون أبو أسعد وإخراج باسل الخطيب.. حملنا هذه التساؤلات إلى إحدى بطلات الفيلم وهى ميسون أبو أسعد والتى كان للأخبار حديث طويل معها.. فى البداية .. ماهى قصة فيلم "مريم"؟ الفيلم يحكى قصة ثلاث نساء عشن فى أزمنة مختلفة فى سوريا واحدة عاشت فى أيام الإحتلال العثمانى والثانية عاشت فى أيام حرب الجولان والثالثة تعيش بيننا الآن وتعمل مغنية ولكل واحدة منهن قصتها أو بالأحرى عذابها الخاص..فمريم الأولى تموت محترقة ومريم الثانية تموت من أجل إنقاذ ابنتها ومريم الثالثة تتصدى لأهلها الذين يريدون أن يلقوا بجدتها فى دار للمسنين. وماهو دورك فى الفيلم؟ أقوم فى الفيلم بدور والدة مريم الأولى التى عاشت فى زمن الإحتلال العثمانى . ولكن ألست صغيرة على مثل هذا الدور؟ لا ..لأن السيدات فى تلك الفترة كن يتزوجن صغيرات للغاية. الفيلم يتجاوز الحكى الدرامى فهو غارق فى السياسة فهل قصدتم إنتاج فيلم سياسي؟ الفيلم سينمائى وأحداثه قابلة للتصديق وهو يذكرنا بالماضى وآلامه ويرسم صورة للمستقبل ..ويمنحنا الأمل فى الغد، وأعتقد أنه منطقى أن تطفو السياسة على السطح مادمنا نتحدث عن فترات تاريخية حرجة وصعبة. كيف كنتم تمثلون وتصورون أفلامكم وسط الحرب؟ الحال عندنا ليس كما تصوره وسائل الإعلام ، الوضع فى سوريا أشبه بحالة إشتباكات متنقلة وهناك وسائل إعلام مهمتها تضخيم أى حادث مهما كان تافها ألف مرة، نحن فى سوريا نعمل وننتج ونجلس على المقاهى ونذهب للمسرح..لاننكر أن مظاهر الحياة اهتزت قليلا ولكننا مازلنا نعيش الحياة ونقاوم الإرهاب. قلت أنكم تذهبون للمسرح..فهل يمكن أن توضحي قليلا؟ تعرض الآن مسرحية " مقهى فى شارع الحمراء" وهى تتحدثت عن سوريين يعيشون فى بيروت وحينما ذهبت للحضور وجدت المسرح ممتلئا عن آخره ، وأعتقد أنه على أن أذهب مبكرا جدا المرة القادمة. أيهما تأثر أكثر بالأحداث الدراما أم السينما أم المسرح؟ فى رأيى الدراما هى الأقل تأثرا ثم المسرح ثم السينما.