أصبح شارع محمد محمود من أشهر شوارع مصر ، بعد المصادمات التي شهدها هذا الشارع على مدار عامين . ففي 18 نوفمبر 2011 قرر أهالي شهداء ثورة 25 يناير الاعتصام داخل شارع محمد محمود وميدان التحرير اعتراضا علي إدارة المرحلة الانتقالية ، هذا الاعتصام الذي دعا إليه المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حازم أبو إسماعيل القابع الآن خلف الجدران في عدة قضايا جنائية ولم يحضر ، كما لم تشارك جماعة الإخوان في هذا الاعتصام وسقط أكثر من عشرون شابا وأصيب العشرات . وحاول الشباب إحياء الذكري الأولي لأحداث محمد محمود في مثل هذا اليوم في 18 نوفمبر 2012 تحت حكم الإخوان ، فسقط شهداء وقتلي ، ووقتها اتهمت جماعة الإخوان هؤلاء الشباب بأنهم بلطجية ويتقاضون أموالا ، ويتعاطون الترامادول ،وها هي الذكري الثانية والتي نشاهدها اليوم ، حاول فيها عدد من الشباب التحرش بالقوات التي تؤمن مقر جامعة الدول العربية لإحداث واقعة جديدة يسقط فيها قتلى جدد وهذا المشهد والسيناريو ليس ببعيدا عن جماعة الإخوان رغم عدم مشاركتهم " ظاهريا " في فعاليات هذا اليوم " . . وبعيدا عن هذه الأحداث الساخنة قد يتساءل البعض عن هوية " محمد محمود " الذي يحمل الشارع الأشهر اسمه . محمد محمود باشا هو سياسي مصري ترجع أصوله لمحافظة أسيوط وهو أول مصري تخرج في جامعة أكسفورد بانجلترا ، وتولي رئاسة وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الأول وكان محمد محمود باشا شديد الاعتزاز بنفسه وكان يؤكد دائماً أن أباه محمود باشا سليمان قد عرض عليه ملك مصر قبل الملك فؤاد فرفض. وكان أول من أطلق فكرة تأليف وفد في سبتمبر 1918، للمطالبة بحق مصر في تقرير مصيرها وفقاً للمبادئ التي أعلنها الرئيس الأمريكي "ولسن" عقب انتهاء الحرب العالمية الأولي، وفي اليوم السابق للثورة - 8 من مارس 1919- اعتقل الإنجليز محمد محمود مع سعد زغلول وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ونفوا إلى مالطة، مما أدى إلى تأجيج المشاعر الوطنية وانفجار الثورة. شكّل حمد محمود وزارته الأولى وتقلد فيها منصب وزير الداخلية ليمارس سياسة اليد الحديدية "25 يونيه 1928- 7 أكتوبر 1929"، وجاءت وزارته بعد أن أصبح رئيساً للأحرار الدستوريين "1929- 1941"، ثم عين رئيساً للوزارة للمرة الثانية، واحتفظ فيها أيضاً بمنصب وزير الداخلية "30 ديسمبر 1937- 27 إبريل 1938"، وبدأت الوزارة أعمالها بحل البرلمان الوفدي، وفصلت الموظفين الوفديين، وسيطرت على الانتخابات، ثم شكّل وزارته الثالثة "27 إبريل - 24 يونيه 1938- 18 أغسطس 1939"، وسقطت بفضل مناورات على ماهر رئيس الديوان الملكي. ومن مفارقات الزمن أن تهاجم وزارة الداخلية في الشارع الذي يحمل اسم وزير الداخلية الأسبق محمد محمود باشا ، ولو كانت الموتى تتحدث لبكى الباشا وصرخ رافضا ما يحدث من قتل ودمار وتخريب في الشارع الذي يحمل اسمه .