أكد الدكتور أسامة اللالا، الخبير في التغذية والصحة والنشاط البدني، أن 90% من الأمراض التي يعاني منها الأفراد، مثل السُمنة والسكري من النوع الثاني، والسرطان، وامراض القلب، وغيرها من الأمراض، ناجمة عن مشكلات في أسلوب الحياة الصحي الذي يتبعه الأفراد، وأضاف في محاضرة له أمام جمع من الأمهات والأطفال، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين، أن أسلوب الحياة الصحي، أصبح مهما، وضرورة ملحة جدا، وتساءل اللالا: كيف نعيش الحياة، موضحاً أن لكل إنسان عمران، عمر زمني حدد سلفاً من الله سبحانه وتعالى، وهو كمي، وعمر صحي، هو كيف نعيش العمر الزمني، وبالتالي فهو نوعي أو كيفي، بمعنى كيف نعيش العمر الذي حدد لنا سلفاً، وأوضح ان العمر الزمني ليس لنا علاقة به، وكذلك كل ما يتعلق بالكم، فهو خارج حساباتنا، أما العمر الصحي، وكيف نعيش العمر الزمني، فهو مسؤوليتنا، وبالتالي كلما انتقلنا من الكم إلى الكيف تعززت الصحة. وتابع: العمر الصحي إذن هو كيف نعيش العمر الزمني الذي وهبنا الله إياه. وأشار إلى أن أهم عناصر أسلوب الحياة، هو النوم والاستيقاظ، والساعة البيولوجية وساعات النوم والاستيقاظ، بالإضافة إلى نمط الغذاء والنشاط البدني، موضحاً أن الجسم البشري يعيد ترميم ذاته أثناء النوم، وكلما زاد السهر كلما اقترب المرء من الشيخوخة، ما يعني أن العدو الاول بالنسبة لجسم الإنسان هو السهر، وبالتالي فإن مسألة معرفة كم ساعة يجب ان ننام، مسألة مهمة، لكن الأهم هو متى ننام، حيث ان النوم صحي يبدأ بعد صلاة العشاء، ودائماً قبل منتصف الليل. وعن الدراسة والمذاكرة، أكد اللالا أن أفضل شيء للطفل القيام به بعد المذاكرة هو النوم، لافتاً إلى أنه لا يوجد طفل ذكي وطفل غبي، بل يوجد طفل لديه قدرات بمستويات معينة، وهذه القدرات تحتاج إلى محاولة. وتطرق إلى علاقة الأم بطفلها، قائلاً: من أفضل العبادات والأنشطة التي يمكن للام أن تقوم بها هو احتضان الطفل والحنان، حتى في حالة العقاب يجب أن تسعى الام إلى ابتكار أساليب فيها عشق. مشيراً إلى أن نسبة فقر الدم لدى الاطفال في المدارس مرتفعة، ومن اهم أسباب فقر الدم لدى طلبة المدارس غياب الحب، لافتاً إلى أن الطفل يحتاج يومياً إلى 25 حالة احتضان من أمه، وكلما غاب الحب والحنان والاحتضان والعطف بين الطفل والام، كلما كان امتصاص المواد الغذائية سيئاً، وبالتالي ستحدث له مشكلات صحية. واكد أن السهر بعد منتصف الليل يعرض المرء إلى الإصابة بالسرطان 9 أضعاف مقارنة بالشخص الذي لا يسهر كثيراً، مشيراً إلى أن هناك 3 خطوات دفاع يمكن القيام بها من قبل المرء، هي النوم المبكر والصلاة وشرب الماء. وتساءل: كيف نعرف الجفاف، لافتاً إلى أن الاحساس بالعطش غير صادق، لأنه عندما نعطش تكون قد دخلنا مرحلة الجفاف، ومن بين مؤشرات الجفاف، جفاف الوجه والعينين، وضعف التركيز والانتباه، وآلام في المفاصل والعظام، والأهم لون البول، حيث كلما مال للأصفر كلما دل على الجفاف. وأوضح ان هناك بعض الأطفال او الافراد لا يميلون لشرب الماء بما يكفي، وعليه يمكن التعويض بذلك من خلال شرب الحليب، اما العصائر فلا يحتاج المرء أكثر من كأس واحدة يومياً، كما أن الخضار والفواكه غنية بالماء. وقال: لا يوجد غذاء سيء، بل يوجد عادة غذائية سيئة. واوضح: من الضروري ان نتناول الماء قبل الاحساس بالعطش، فكلما زاد الجفاف كلما تعب القلب وعانى المرء من الصداع، وأشار إلى أن الوجبات النموذجية التي يجب على الفرد تناولها يومياً خمس وجبات وليست ثلاثة فقط، وكل وجبة يجب ان يتوافر فيها خضار وفواكه، كما يفضل دائماً ان يبدأ الاكل بالشوربات، ومن ثم السلطات والخضروات، والباقي بالضرورة سيكون كميات قليلة من البروتين أو الطبق الرئيسي، وعليه نحصل على قيمة غذائية عالية وسعرات حرارية قليلة. وأشار إلى أن أسوأ انواع الزيوت هي الزيوت المهدرجة، خصوصاً زيت النخيل وزيت جوز الهند، والزيوت التي تتعرض للانجماد. وتابع: يعتبر أنسب وقت للفطور الصباحي هو بعد الاستيقاظ من النوم بنحو 45 قيقة إلى 60 دقيقة، وكلما تناول الطالب وجبة الإفطار في موعدها الصحيح كلما تحسن تحصيله الدراسي. وأكد أننا نحتاج إلى فيتامين دال، وهو متوافر بكثرة في الشمس، مشيراً إلى أن نحو 90% من حاجتنا لفيتامين دال موجود في اشعة الشمس، ومن الضروري التعرض لها يومياً لنحو عشر دقائق مباشرة من دون حواجز، خصوصاً الوجه واليدين، على الأقل. وقال: نحتاج إلى ممارسة الرياضة يومياً إلى 120 دقيقة، فالرياضة أهم من الدراسة، والجسم يعلم الدماغ، والحركة دافع بيولوجي عند الطفل، بمعنى انها غريزة، والحركة والنشاط وقاية للجسم من الامراض، كما انه من الضروري أن نعلم الطفل كيف يفكر لا كيف يحفظ. وختم محاضرته التي لاقت استحسان وتفاعل الأمهات والطلبة، بالقول: من خلال تغيير نمط الحياة وأسلوب الحياة الصحي يمكن أن نقلل من الأمراض.