خرج مئات الفلسطينيين إلي الشوارع، الأربعاء 30 أكتوبر، لاستقبال عيسى عبد ربه الذي أفرج عنه قبل بضع ساعات. وفي مدينة بيت لحم بالضفة الغربية تجمع الأقارب والمهنئون حول عبد ربه أقدم سجين فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية ورحبوا بعودته بإطلاق الألعاب النارية في الجو، ملوحين بعلم فلسطين وعبرت والدته عن سعادتها بعودته. وكان عبد ربه يقضي عقوبتين بالسجن مدى الحياة لقتله إسرائيليين كانا يتريضان في جنوبالقدس عام 1984. وأفرجت إسرائيل في وقت مبكر عن 26 سجينا فلسطينيا في المرحلة الثانية من عفو محدود يهدف إلي دعم محادثات سلام ترعاها الولاياتالمتحدة تسير بخطى متعثرة بسبب انقسامات في كلا الجانبين. ونقل السجناء المفرج عنهم في حافلات من السجن عند منتصف الليل إلي أماكن تجمع فيها أقاربهم للترحيب بهم في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. وكان أولئك السجناء أدينوا بقتل إسرائيليين قبل أو بعد اتفاقات السلام المؤقتة التي وقعت قبل عقدين من السنوات. ورغم ان آلاف الفلسطينيين مازالوا في السجون الإسرائيلية فقد يدعم الإفراج عن سجناء مصداقية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بينما يجري مفاوضات مع إسرائيل ترفضها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. واستؤنفت المفاوضات بين إدارة عباس وإسرائيل في واشنطن في يوليو تموز بعد توقف ثلاثة أعوام، ولم يكن للمحادثات التي تجري في طي الكتمان تأثير يذكر في طمأنة الفلسطينيين المعارضين للاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة أو الإسرائيليين الذين يشكون في قدرة عباس على إلزام حماس بأي اتفاق سلام مستقبلا. وأحدثت عملية الإفراج عن السجناء الفلسطينيين صدعا في الحكومة اليمينية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأيد حزب البيت اليهودي الذي ينتمي لأقصى اليمين والذي يشارك في الائتلاف الحاكم دعوة إسرائيليين قتل أو جرح أقارب لهم خلال هجمات فلسطينية إلى إلغاء العفو، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت مساء الثلاثاء الماضي طعنا على قرار العفو.