استبعدت مجلة الإيكونوميست البريطانية إبرام اتفاق سياسي بين الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه، قائلة إن الشواهد علي الجانبين لا تبشر بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية قريبة. ورصدت فيما وصفته بسوء الحظ بالنسبة للسوريين، تفكير الأسد بصوت عال عما إذا كان سيرشح نفسه في انتخابات 2014 أم لا من جهة، كما رصدت إعلان معظم مجموعات المعارضة القتالية مقاطعتها لمؤتمر "جنيف 2" معتبرين ذلك خيانة من جهة مقابلة. وقالت المجلة إنه عندما يتعلق الأمر بمؤتمرات السلام في الشرق الأوسط فإنه عادة ما يكون الكلام عن المحادثات أكثر من الانخراط في مفاوضات فعلية. ولفتت الإيكونوميست إلى أن المحاولة الأخيرة الداعية إلى "جنيف 2" جاءت وسط ضغوط متجددة على المعارضة من حلفائها الغربيين وتحديدا أمريكا ومن السوريين الذين أنهكت الحرب قواهم. وحتى لو اجتمع جانبا النظام والمعارضة، تساءلت المجلة البريطانية عما يمكن أن يكون موقف كل من إيران والسعودية كظهيرين للجانبين على التوالي من المؤتمر وعما إذا كانا سيحضرانه أم لا. ولفتت المجلة إلى عقبة أخرى تكتنف طريق هذه التسوية المأمولة، وهي افتقار الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى الشرعية على الأرض. وقالت المجلة إن زيادة التواجد المتطرف في ساحة الحرب السورية قد حول الحديث من كون ما تشهده البلاد ثورة شعبية ضد نظام قمعي إلى وضع أمني يهدد بالتوسع الجغرافي وتخطي الحدود. وأشارت إلى زيادة التخوفات من أن سوريا في أيدي هؤلاء المتطرفين، حال سقوط نظام الأسد، ستكون أسوأ بكثير. وأومأت الإيكونوميست إلى استغلال الأسد لهذا التحول في الرؤية في تلميع صورته، راصدة كيف بات يدلي بأحاديث صحفية كل أسبوعين بدلا من كل ستة أشهر كسابق عهده.