نعرفهم تماما كما نعرف أنفسنا.. إنهم المنافقون الذين يأكلون علي كل الموائد.. ذكرهم القرآن الكريم.. واختصهم بآيات عديدة تحذرنا منهم.. مصيرهم في الدرك الأسفل من النار.. يقول تعالي: «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا»، لأنهم يرتكبون إحدي الكبائر من الذنوب والمعاصي.. والمنافق كذاب.. ومخادع ويخلف وعده.. ويغدر بالناس.. ودائما في قلوبهم مرض وحقد وحسد للآخرين.. »فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون«. وفي الحديث الشريف يقول صلي الله عليه وسلم »آية المنافق ثلاث.. إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان«.. وفي حديث آخر للبخاري: »أربع من كن فيه كان منافقا خالصا.. ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها.. إذا حدث كذب.. إذا وعد أخلف.. وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر«. والرياء من النفاق.. يقول تعالي في محكم تنزيله »إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، وإذا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس«. والرياء هو العمل الذي لا يبتغي به صاحبه وجه الله.. إنما يقوم به ليعظم شأنه وسط الناس.. أي هو يعمل شيئا ليظهره فيقول الناس انه عمل كذا وكذا. وإذا كان ما ذكرته عن النفاق والرياء معلوم.. فلماذا نتحدث به الآن؟! نذكره لأنه أصبح ظاهرة الآن.. ولأن الدولة التي نسعي إلي بنائها تحتاج إلي التطهير من النفاق والمنافقين.. ولأن ابتغاء مصلحة الوطن ووجه الله يختلف عن ابتغاء رضا الحاكم أو الحكومة أو المسئول أو صاحب المنصب والسلطة.. نحن نؤمن بأن مصر تحتاج إلي كل جهد مخلص.. والاخلاص ينتفي مع النفاق.. وللأسف الشديد عادت أفعي النفاق تطل برأسها لتسيطر علي القيادة الجديدة للدولة.. وظهرت الكتابات التي تبتغي المصالح الضيقة والشخصية وتهدف إلي الالتفاف حول القادة الجدد.. وهذا نذير شؤم علي مصر والمصريين.. يعيدنا إلي عصور كنا نتصور اننا تطهرنا منها.. وأننا في سبيلنا إلي مستقبل جديد لدولة عصرية.. تقوم علي أسس من الحب والعطاء والإخلاص. دعاء: »ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب«.. آمين.