بسم الله الرحمن الرحيم النفاق.. هو آفة من آفات المجتمع وقد قام البعض بتغير إسمه ليتفق مع أهوائه فأطلق عليه إسم (المجاملات) .. وقد سماه البعض (شطارة).. وفى الحقيقة كل منا يوهم نفسه ويغش نفسه وهو يعرف أنه نفاق.. والنفاق في الشرع ينقسم إلى قسمين: أحدهما: النفاق الأكبر، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذمّ أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار. والثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك وقد ذكر النفاق والمنافقون فى العديد من الآيات القرآنية وقد سميت سورة بإسم (المنافقون) قال الله تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) فقد اقترن النفاق بالكذب.. والكذب ليس له حد كالسرقة والخيانة والقتل وغيره.. وهذا لأن المؤمن لا يكون كاذباً فالمؤمن صادق ويتحرى الصدق دائما فى القول والفعل.. وفى الاحاديث الشريفة: عن عبد الله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا خاصم فجر واذا عاهد غدر) اخرجه البخارى ومسلم وهذا ما نجده فى البعض عندما يتحدث يكذب ويتحايل وأحيانا يقول إنه (كذب أبيض) فقد صنع للكذب الوان.. وهل يمكن ان يكون الكذب أبيض اللون إنه من أقبح الصفات. وكثيرا ما نجد من يختلف مع غيره يبوح بأسراره وعوراته وينسى أنه هكذا قد أصبحت به صفة من صفات النفاق.. (إذا خاصم فجر). وأخطر أنوع المنافقين هو (المنافق العليم) الذى يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور .. هو الذى يصف الايمان ولا يعمل به... النفاق هو رداء الضعيف .. وقد خاب من إرتداه وقد أفلح من إرتدى ثوب الايمان وتحلى بصفات المؤمن الصحيحة.. الذى يسعى فى الارض ليعمرها بالعمل الصالح والقول الطيب.. فالكلمة الطيبة صدقة .. والعمل عبادة.. والصدق سبيلنا للجنة.. أعاذنا الله وإياكم من هذه الصفات.. أدعوا الله أن يجعلنا من عباده الصادقين .. الصالحين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. اللهم آمين