تعود بدايات مسابقات الدرفت أو الانجراف إلي ستينيات القرن الماضي وتحديداً إلى طرقات الجبال اليابانية الوعرة. وكانت مجموعة من المتسابقين يتنافسون على تحقيق الأرقام القياسية لكل مسافة تفصل بين نقطتين عبر تخطي حدود إحتمال إطارات سياراتهم في المنعطفات القاسية. وهذه لم تكن مسابقة لإظهار السرعة بالطبع لكنها تطوّرت لتصبح مجالاً جديداً بالكامل. وبحلول عام 1970، كانت رياضة الدرفت قد إكتسبت شهرةً واسعةً لتحتلّ جزءاً كبيراً من بطولة اليابان للسيارات السياحية المرموقة. فكان كل متسابق يتفوّق على من قبله بعروض مذهلة وبرهن المتسابقون من خلال هذه العروض على قدراتهم الهائلة للتحكم بالسيارة. وبعد مرور 20 عاماً، توسعت رياضة الدرفت لتنتشر على ساحات رياضات السيارات حول العالم، حيث تعتبرها دول من المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والصين رياضات منظّمة وكاملة في مجالها. وتمر الأيام حتى العام 2005... حين يكتشف مدير يعمل لدى ريد بُل تشويق الدرفت في موقف للسيارات بهونغ كونغ، يقرر على أثره إشعال هذه الحماسة في الشرق الأوسط. وقد تمّ تنظيم أول مسابقة لريد بُل كار بارك درفت على الإطلاق في لبنان في العام 2008 في موقف سيارات السيتي مول. وكانت هذه فرصة مثالية لجميع سائقي الدرفت الهواة ليضعوا مهاراتهم وقدراتهم قيد الإختبار فيما سلّط الحدث الضوء على بطل الراليات عبدو فغالي الذي أصبح أسطورة في هذا المجال. وتوّج "ميشال فغالي" حينئذٍ أول بطل للدرفت على الإطلاق. في العام التالي، برهنت أحداث "ريد بُل كار بارك درفت" على سرعة إنتشار هذه الرياضة مع فوز غارو هاروتيان بعد مسابقة ضمّت أفضل السائقين الذين تنافسوا ضد بعضهم على اللقب المنشود. ومنذاك، تطوّرت رياضة الدرفت بسرعة هائلة لتطال شرارتها مختلف الدول في المنطقة حيث نظّمت أول سلسلة إقليمية في العام 2010 مع 15 جولة تصفيات في 10 بلدان مختلفة من الشرق الأوسط، بينما إستضاف "الفورم دو بيروت" الحدث النهائي حيث توّج اللبناني الصاعد فراس خدّاج "ملكاً للدرفت". مع حلول 2011، كانت مسابقة "ريد بُل كار بارك درفت" قد إكتسبت شهرةً واسعةً وأصبحت المحرّك الرئيسي لفنون الإنجراف في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا مع 19 جولة تصفية في 11 دولة مشاركة. هذا ولا يمكن أن ننسى عشاق هذا الفن المميز الذين إزداد عددهم خمسة أضعاف في هذا العام، بينما تابعوا أحداث النهائيات الإقليمية التي عُقدت في "الفورم دو بيروت"وشهدوا إنتصار السعودي سعيد الموري. في العام 2012، بلغت مسابقة ريد بُل كار بارك درفت أعلى مستويات الإثارة والتشويق مع حضور 20 ألف مشاهد لمتابعة هذا الحدث الضخم في أجواء البحر الميت – الأردن حيث تم تتويج الأردني محمّد الكخن "ملك الدرفت" بعد منافسات خاطفة للأنفاس وعروض خيالية أدّت إلى تفوّقه على منافسيه. سلسلة 2013 انطلقت سلسلة "ريد بُل كار بارك درفت 2013" مع جولتين للتصفيات وجولة نهائية في الإمارات العربية المتحدة، تليها ست تصفيات وجولة نهائية في السعودية وسلسلة من السباقات الأخرى في كل من البحرين والكويت والأردن ولبنان ومصر وسلطنة عمان، تحدد أفضل المنافسين والأكثرهم مهارةً في فنون الدرفت. ثم ينتقل الفائزون في كل النهائيات لتمثيل بلدهم في جولة نهائية إقليمية تتميّز بأروع الأجواء الحماسية وتضع السائقين في مناسفة محتدمة للفوز بلقب "ملك الدرفت" المنشود. غير ان النهائيات الإقليمية لريد بُل كار بارك درفت هذا العام ستتمّيز عن غيرها حيث سيتم إطلاق، وللمرة الأولى، مسابقة كأس الأمم للدرفت المزدوج مما سيضع مستويات الحماس خلال المنافسة في أوجها. لكن المفاجآت لا تتوقف عند هذا الحد، حيث ستنال عملية التحكيم نوع من "التجديد" مع الإعتماد على تطبيق إلكتروني عالي التطوّر لتقييم أداء كل سائق وفقاً لرادار السرعة ونقطة الإلتفاف والشكل الخارجي للسيارة وتفاعل الجمهور ودخان الإطارات.