جلست الأم وبدموع كادت أن تغرق ثيابها فالمجني عليها هي فلذة كبدها وقرة عينها فالذنب سوف يثقل كاهلها أمام خالقها الذي اصطفي طفلتها دونها كي يذقها مرارة الفراق من أعز أحبائها طفلتها ذات ال 10 سنوات والتي كانت تصارع الموت بكفيها الصغيرين وسط أمواج النيل المتلاطمة تاركة الحياة دون عون بعد أن قام عشيق أمها بإلقائها في النيل انتقاما وثأرا لكرامته ولرفضها العودة إليه واعترافاته بارتكابه الواقعة منذ أربعة أشهر. وقف المتهم أمام إسلام ضيف وكيل أول نيابة إمبابة ليروى أحداث الواقعة بعد القبض عليه بعد أربعة أشهر من ارتكابه لجريمته. لقد كانت والدة الطفلة جارة لنا منذ زمن وكنا نتبادل نظرات الإعجاب فيما بيننا إلي أن توطدت العلاقة بيننا في غياب زوجها مما جعلتني متيما بها لا أستطيع البعد عنها وأحببت الطفلة التي تعلقت بي لمعاملتي الحسنة لها. وفي أحد الأيام نشبت مشاجرة بين الزوجة وزوجها تركت علي أثرها المنزل مصطحبة طفلتها فقمت باستئجار شقة بمنطقة المرج وكنت أقوم بالمبيت معهما وبعد فترة تردد إلي مسامعي بأنها على علاقة بشباب بالمنطقة أثناء عدم وجودي واجهتها بما علمت لكنها كانت تنهرني وتسبني مستغلة حبي الشديد لها ونقاط ضعفي وما أن عرضت عليها بأن تترك هذه الشقة والبحث عن أخرى بمكان آخر رفضت حاولت مرارا وتكرارا إقناعها بأن تكون لي وحدي لكن ساءت معاملتها لي مما أثار حفيظتي، وقررت بأن أخطف الطفلة كنوع من الضغط عليها وأودعتها بمكان آمن وكنت أذهب إليها ومصاحبتها للبحث عن ابنتها وتحرير محضر باختفائها دون أن تشعر بتحفظي على الطفلة. وطلبت من الطفلة أن تخبر والداتها من خلال مكالمة هاتفية بأنها بحالة جيدة وأنها تركت المنزل حتى تبتعد عن من تعرفهم من الشباب السيئين والذهاب إلي مكان آخر مستغلا براءتها وسذاجتها أثلجت المكالمة الهاتفية قلب الأم واطمئنانها علي ابنتها ووعدتها بتنفيذ ما طلبته فور عودتها. وأثناء عرضي الأمر مرة أخرى عليها رفضت. فاتخذت القرار بقتل الطفلة حتى لا تعترف بأنني كنت أخفيها وانتقاما من الأم وثأرا لكرامتي التي أهدرتها بسبب علاقاتها مع آخرين. قرر وكيل النائب العام حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات بعد أن أكدت التحريات والاستعلام عن الهاتف الذي كان يستخدمه المتهم لإجراء المكالمات مع أم الطفلة. بينما وقفت الأم تنظر إلي عشيقها أثناء اقتياده إلي محبسه وبدموع وهمهمات تبعث وتعبر عما سوف تلاقيه تلك الأم الثكلى من آلام ولتحصل على نصيبها من عقاب الدنيا انتظارا ليوم الحساب هي وعشيقها قاتل الملاك الصغير.