ركزت صحيفة "لوموند" الفرنسية علي حالة الجمود التي تتواصل في قلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية حتى بعد التوصل إلى الاتفاق الروسي-الأمريكي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وأضافت الصحيفة اليومية الأربعاء 18 سبتمبر - أن "المناورات الدبلوماسية" تتواصل بنيويورك، ولكن الوضع يتكرر مجددا حيث أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن "الولاياتالمتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وبريطانيا" لا تتوافق على مشروع القرار الخاص بضمان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام القادم 2014. وأشارت "لوموند" إلى أن الاجتماع الذي عقده دبلوماسيون من الدول الخمس أمس بنيويورك لم يسفر عن تقدم كبير، وبالتالي سيجتمعون مجددا اليوم ..مذكرة أن مشروع القرار الذي قدمته فرنسا وحظى بتأييد من جانب لندنوواشنطن، ترفضه موسكو لأنه يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي يتيح استخدام القوة في حال لم تلتزم دمشق بالتزاماتها. وأضافت اليومية الفرنسية أن مباحثات وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، الذي قام بزيارة موسكو ، عكست من جديد تلك الخلافات ، لاسيما وأن الدبلوماسية الروسية دائما ما تتطرق إلى إمكانية قيام المتمردين السوريين بعملية استفزازية خلال الهجوم الكيميائي الذي وقع في الحادي والعشرين من الشعر الماضي بريف دمشق..وفى الوقت نفسه فإن فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانية على قناعة بأن نظام دمشق هو المسئول عن الهجوم الكيميائي. وبعيدا عن الخلافات الغربية حيال الأزمة السورية..ألقت "لوموند" الضوء على ما أطلقت عليه "فسيفساء جماعات التمرد في سوريا على الرغم من الهدف الواحد إلا أن مصالحهن تتضارب". وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الجماعات المتمردة (المعارضة) في سوريا كانت تنتظر العملية العسكرية التي كانت تنتوى واشنطن شنها ضد نظام دمشق، إلا أن الاتفاق الروسي-الأمريكي أو ما يعرف باتفاق جنيف جعل هذه الجماعات تدرك أنها لا بد وأن تعتمد على قوتها الخاصة لتحقيق أهدافها. وأضافت "لوموند" أن جماعات التمرد في سوريا تضم عددا من الكتائب لا تحصى تنتشر في جميع أنحاء سوريا، والتي، إلى جانب النقص المزمن لديها من الأسلحة والذخيرة تجد صعوبة في تنسيق جهودها. وأوضحت انه على الرغم من توحدهم حول "كراهية نظام الأسد"، لكن أيديولوجياتها تختلف بشكل كبير - من القومية العربية أو الجهادية العابرة للحدود الوطنية، كما تتأثر تلك الجماعات المتمردة بالجهات المانحة والأولويات المتضاربة. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المجموعة الأولى من المتمردين السوريين هي الكتائب "القومية" ، وهذا التيار يتواجد أساسا في الغوطة، وهي ضاحية من ضواحي دمشق، وكذلك في درعا على الحدود الأردنية.. وغالبا ما يضم ضباطا سابقين في الجيش السوري، وهم أعضاء بالمجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية والتي يقوده سليم إدريس. وبحسب "لوموند"..هناك المعارضة "الإسلامية"، حيث تعد الألوية الإسلامية، من بين أقوى المتمردين، وتتبنى الخطاب الديني التقليدي، القريب من خطاب جماعة "الإخوان المسلمين"، والتي تتركز بشكل رئيسي في حلب، وادلب ، الرستن قرب حمص، ودرعا. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المعارضة السورية تتشكل أيضا من السلفيين وهى الكتائب التي تتبنى الخطاب المتشدد الإسلامي وتعارض الشيعة والطائفة العلوية وتدعو إلى قيام دولة إسلامية في سوريا. وأوضحت "لوموند" أن المعارضة السورية تضم أخيرا الجهاديين المنقسمين إلى مجموعتين تنتميان إلى تنظيم القاعدة هما "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، وتتركز خاصة في الشمال وادي الفرات، حيث تواصل كسب الأرض.