فجأة انتشرت وراجت شائعة عن إسلام الكاتب الصحفي الكبير موسي صبري في الأيام الأخيرة من حياته ! وجاء في تفاصيل الشائعة المثيرة: إن موسي صبري أثناء علاجه في باريس طلب أن يزوره العالم الإسلامي الدكتور أحمد عمر هاشم.. وعندما تمت المقابلة، شهد الدكتور عمرهاشم إسلام موسي صبري.. إلا أن الكاتب الكبير طلب إليه ألا يبوح بهذا السر الخطير لاعتبارات كثيرة! وانتقلت الشائعات هنا.. وهناك! فلم تكن تلك المرة الأولى التي تكثر فيها الشائعات عن اعتناق موسي صبري الإسلام.. أثير الأمر مرات عديدة.. ثلاث مرات في حياته.. والرابعة عند وفاته!.. بل ألمح بعض الكتاب ومراسلي الصحف بإيحاءات لها معنى ومغزى.. فالحكايات كثيرة.. والشائعات مثيرة.. والحقائق أكثر إثارة! وذات يوم ترددت شائعة قوية عن غرام موسي صبري بالمطربة المعروفة ياسمين الخيام! ويروي أحد الصحفيين القريبين من موسي صبري أن الأستاذ موسي أوفد كاتبا معروفا إلى المطربة ياسمين الخيام ليتوسط في زواجه منها.. وعندما ردت ياسمين بأن موسي صبري مسيحي، فكيف يفكر في الارتباط بها؟!. تركها الوسيط وقابل موسي صبري ثم عاد إليها ينقل إليها على لسان صديقه موسي.. أنه أسلم في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ سنوات.. ومعه بطاقة تؤكد إسلامه.. ولهذا لم يستغرب أمر زواجه من ياسمين الخيام.. إلا أن المطربة الكبيرة رفضت العرض جملة وتفصيلا! فماذا كان موقف موسي صبري من تلك الحكايات؟! لم يتحرك الأستاذ موسي صبري للرد على تلك الروايات إلا حينما نشرت إحدى صحف المعارضة غمزا ولمزا عن غرام الصحفي الكبير بالمطربة الشهيرة.. يقول موسي صبري بالحرف الواحد عن موقف جريدة الوفد منه شخصيا.. وعن علاقته بياسمين الخيام: - ".. ومجمل حملات التشهير، أنني رجل زير نساء، حياتي في نوادي الليل.. وبين الغواني.. وأنني أطرد من بيوت الراقصات.. إلى آخر هذا الإسفاف الحقير". ثم يستطرد موسي صبري قائلا: - ".. ثم بدأوا يغمزون عن علاقة اختلقوها لي مع المطربة ياسمين الخيام.. والهدف الرخيص الخسيس مفهوم.. فهي ابنة المرحوم الشيخ الحصري عميد القراء المصريين.. فكيف يكون لها علاقة بمسيحي؟!.. وربما كان هذا هو الخبر الوحيد الذي آلمني.. واتصل عبدالرحمن الشرقاوي بدافع من ضميره بالباشا أكثر من مرة.. ووعد بتكذيب الخبر.. ولم يفعل.. واتصلت به ياسمين الخيام.. ولم يفعل.. وأمضت أياما بلياليها تبكي هذا التشهير بسمعتها وهي ابنة الشيخ.. وحدث خلال ذلك أن دعاني ابراهيم سعده إلى حفل زفاف لأحد أقاربه.. ورأيت مصطفى شردي على مائدة مجاورة فصممت على ضربه.. لولا تدخل ابراهيم سعدة والزملاء!". لكن موسي صبري نفسه اعترف بقراره اعتناق الإسلام في واقعة ثالثة رواها بنفسه في كتابه الأخير، مما فتح الباب على مصراعيه للاجتهادات وشائعات لم تنقطع! يقول موسي صبري بالحرف الواحد: - ".. ولا بأس أن أقول إنني واجهت وأنا في الثامنة والعشرين.. اختبارا صعبا.. كانت مشكلتي هي البحث عن زوجة صالحة.. أثق بها.. وتهيئ لي السعادة التي تشجعني على النجاح في مهنتي التي أعشقها وأعيشها ليل نهار.. ووقع اختياري على فتاة.. كانت بكل الموازين هي التي أرجوها لبيت الزوجية.. وكنا نعرف الأسرة عائليا.. وكان والدها - الذي وصل إلى منصب الوزارة - صديقا لوالدي.. وكانت تزورنا، وهي صديقة لشقيقاتي. والمشكلة أنها مسلمة! ولم تكن بيننا عاطفة حب.. ولم يحدث يوما أنني لمست يدها.. وكنت أكن لها احتراما كبيرا.. مقتنعا بأنها الزوجة المثالية.. وقررت شهر إسلامي.. حتى نزيل العقبة الوحيدة أمام زواجهنا.. فإذا كان يجوز زواج المسلم بالمسيحية فإن زواج المسلمة بالمسيحي غير جائز شرعا.. ولكننا اتفقنا على أن يتم زواجنا برضاء الأسرتين.. وقصدنا كخطوة أولى، إلى عمها، وهو رجل مثقف، درس في أمريكا.. وحصل على الدكتوراه في تخصصه.. لإقناعه أولا.. ثم يكون الخطوة التالية.. هي والدها.. ثم والدي ووالدتي.. فقد كانت أمها متوفاة. وتظاهر العم بأنه يوافقنا تماما على قرارنا.. ووعدنا بالسعي لدي شقيقه لإقناعه. و اقتنعت أمي تماما، بعد الحديث معي في هذا الموضوع.. لأنها كانت تعلم بعنادي.. وأن تدخلها قد يدفعني إلى هذا الزواج، وبسرعة. وتركت الأمر لأبي. - قال لي: والد "فلانة".. صديقي.. والأسرتان متحابتان.. وفلانة هذه ممتازة خلقا وتربية ويتمناها كل رجل.. ولكننا لا نستطيع أن نواجه المجتمع بما أنت مقدم عليه.. واعلم أن لك شقيقات أربعا.. ومعني هذا، أنه لم يقدم أحد على الزواج من أي واحدة منهن.. وأنت تعرف ماذا سيقال عنا في أسيوط وملوي. وقبل أن يسمع مني أي تعليق.. قال لي: - "لم أجلس معك لأناقشك.. أو لأسمع منك أي تعليق.. جلست معك لأبلغك بما استقر عليه رأيي". واخرج من جيبه "أنبوبة" بها عشرون حبة أسبرين.. ثم قال: - "إذا تم هذا الزواج.. فإنني سأتناول هذه الحبات العشرين.. وأشرب معها زجاجة كحول.. وهذا يسبب الموت المحقق.. لأنني لا استطيع أن أواجه المجتمع.. بعد فعلتك. وتركني.. وبقيت صامتا. ثم اتصل بي والدها الوزير.. وكان يناديني يا ابني يا حبيبي.. وكان فخورا بنجاحي الصحفي.. وقال لي إنني أعرف كم تحبني.. وأنني أعرف الروابط بين العائلتين.. فيا ابني لا تحرجني بتصرف لا أستطيع أن أدافع عنه أمام مجتمع أسيوط.. وأنت تعرف التقاليد.. وأنت تعرف رأي والدك الذي اتصل بي وتفاهمنا على موقف واحد.. وأملنا في رجاحة عقلك وتقديرك السليم لموقف العائلتين.. أن تتراجع عن قرارك. ثم قال في لهجة حزينة والدموع تملأ عينيه: - "لا تكن أنت يا ولدي الحبيب، الذي يجرحني ويدميني في شيخوختي ويعمل لي فضيحة". واجبته على الفور: - "عمي.. انت تعرف الصداقة الشريفة التي تربطني بفلانة ابنتك.. وأنت تعرف احترامي لك.. ولن أكون الابن العاق الذي يسبب هذا النوع من المشكلات للأسرتين.. ووعدته بأن الموضوع انتهى تماما. وأسدل الستار، على القصة، واستمرت صلتي بوالدها.. كما كانت من قبل.. واستمرت صلة الاسرتين.. وتزوجت أنا.. وتزوجت هي.