تتردد كثيرا هذه الأيام عبارة الطابور الخامس.. والتي تلح علينا باستمرار في برامج التوك شو والصحف .. فما هي حكاية هذه العبارة؟ الطابور الخامس ..مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال اميليو مولا أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة علي مدريد .. وكانت قوات مولا تتكون من أربعة طوابير من الثوار فقال حينها إن هناك طابورا خامسا يعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي فرانكو من الشعب .. وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. وقد تم مؤخرا وتحديدا بعد إطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك رصد تحركات لعناصر توصف بأنها يسارية أو ليبرالية لدعم الاخوان في الشارع .. فضلا عن تشكيكهم في ثورة 30 يونيو المجيدة وتلميحهم إلى أنها انقلاب أو في أحسن الأحوال موجة ثورية مدعومة بانقلاب.. وتزامن ذلك مع تسرب معلومات عن ارتباط أسماء بعينها من الذين وصفوا أنفسهم بالنشطاء بالسفارة الأمريكية في عهد السفيرة آن باترسون وتلقيهم أموالا منها مقابل تقديمهم معلومات وتقييم عن الوضع في البلاد.. ولم يعد من الصعب التعرف على هؤلاء فهم.. يزعجهم بشدة سقوط أحد الارهابيين في حين لا يتوقفون كثيرا أمام نزيف دماء جنود الشرطة والجيش المصري في سيناء.. فما يهمهم أولا وأخيرا هو حقوق الانسان الارهابي فقط.. وهم يتحدثون كثيرا عن التصالح واحتواء الاخوان في خارطة المستقبل بشكل يضمن وجودهم ودورهم متجاهلين تماما أن دماء المصريين على أيديهم.. فهم ارهابيون مجرمون فهل نتصالح مع مجرمين مثلهم لا يختلفون عن القتلة وتجار المخدرات؟.. وهم خونة.. وتدفعهم خيانتهم إلى التطاول على الجيش وقيادته في وقت تخوض فيه البلاد حربا ضد الارهاب.. كما أنهم لا يتورعون عن تكرار التهم التي توجهها قناة الجزيرة القطرية العميلة للصهيونية للجيش والشرطة الوطنية المصرية.. وهم تلقوا تدريبات في الخارج وبتمويل أجنبي ورعاية قطرية على قلب نظام الحكم وإشاعة الفوضى في مصر تحقيقا لمصالح إسرائيل.. وقد لعب هؤلاء دورا محوريا في سرقة ثورة 25 يناير من المصريين وتسليمها لطليعة الطابور الخامس في مصر وهم الاخوان الذين كانوا على أتم الاستعداد لتنفيذ خطط التفريط في التراب المصري لخيانتهم وانعدام الوطنية في نفوسهم.. ولكنهم والحمد لله رب العالمين انكشفوا.. وسقط القناع عنهم تماما.. واحترقوا أمام الشعب.. فلم يعد أحد ينصت لهم ولأفكارهم المسمومة وإشاعاتهم الخبيثة.. وباتت دعواتهم وشعاراتهم مثل "لا للإقصاء".. مثار سخرية الجميع.. واتضح في النهاية أنها مجموعة لا تزيد عن بضع مئات.. وقد باتت نهايتهم وشيكة وبالقانون.. لما اقترفوه من جرائم في حق مصر وشعبها..