نقل مسؤول أمريكي عن وزير الخارجية جون كيري حثه الاتحاد الاوروبي السبت 7 سبتمبر علي تأجيل حظر مزمع على المساعدات المالية الاوروبية للمؤسسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. طرح كيري هذا الطلب في اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي دعا فيه ايضا الى دعم مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي استؤنفت يوم 29 يوليو بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات. وفرض الاتحاد الاوروبي هذه القيود في يوليو متعللا بمشاعر الاحباط لديه نتيجة للتوسع المستمر في المستوطنات اليهودية في الاراضي التي استولت عليها القوات الاسرائيلية في حرب عام 1967 . وقال مسؤول رفيع بالخارجية الامريكية للصحفيين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس إن كيري اتصل بالاوروبيين لبحث تأجيل تنفيذ تعلميات الاتحاد الاوروبي بشأن تلك المساعدات. وقال "ثمة تأييد قوي لجهوده وانفتاح لبحث طلباته." وتعتبر هذه التعليمات الكيانات الاسرائيلية العاملة في الاراضي المحتلة غير مؤهلة للحصول على منح أو جوائز أو قروض بدءا من العام القادم. واغضبت هذه التعليمات الحكومة اليمينية في اسرائيل التي تتهم الاوروبيين بالاضرار بجهود السلام الفلسطينية الاسرائيلية وردت على ذلك باعلان قيود على مشروعات التنمية الاوروبية لآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة. وأشاد الفلسطينيون بهذه التعليمات بوصفها خطوة ملموسة ضد البناء الاستيطاني الذي يخشون من ان يحرمهم من اقامة دولة ذات مقومات للبقاء. وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي للصحفيين ردا على سؤال بشأن موقفها من تصريحات كيري ان هذه التعليمات "تسجل على الورق الموقف الحالي للاتحاد الاوروبي." الا انها اعلنت ان الاتحاد سيبعث بوفد يرأسه دبلوماسي اوروبي رفيع الى اسرائيل يوم الاثنين القادم للاطمئنان الى تنفيذ التعليمات الجديدة على اكمل وجه. وقالت "نريد بطبيعة الحال الاستمرار في اقامة علاقة متينة مع اسرائيل." وقال مصدر بالاتحاد الاوروبي إن وفد الاتحاد سيتباحث مع الاسرائيليين بشأن تنفيذ التعليمات الجديدة وليس التفاوض بشأنها. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الامريكية في افادة صحفية قبيل محادثات فيلنيوس ان كيري سيبعث برسالة واضحة لوزراء الاتحاد بشأن مسألة المساعدات الاوروبية. وقال المسؤول إنه سيقول لهم "إن من الاهمية بمكان بالنسبة الى هذه الاطراف التي يهمها التوصل لنتائج ناجحة (للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية) ان تؤيد هذا الجهد وان تجد سبيلا لاحتضان المفاوضين وتشجيعهم على التحرك للامام بدلا من - من قبيل الاسلوب المجازي - ضربهم على رؤوسهم." ويقول زعماء المستوطنين اليهود ان المساعدات التي يتلقونها من اوروبا ضئيلة. لكن كثيرين في اسرائيل يساورهم القلق من الاثار المحتملة التي قد تقترن بخطوات من جانب الاتحاد الاوروبي ضد الافراد أو الشركات التي يقع مقرها في اسرائيل والتي قد يكون لها علاقات تجارية في المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير مشروعة. وبدأ الاتحاد الاوروبي واسرائيل الشهر الماضي محادثات بشأن برنامج التمويل البحثي الاوروبي الرائد هورايزون 2020 الذي يبلغ حجمه 80 مليار يورو (107 مليار دولار) فيما قد يهدد الجدل بشأن التعليمات اتفاقا لمشاركة اسرائيل في هذا البرنامج البحثي. وكان موضوع السلام الاسرائيلي الفلسطيني محور السياسة الخارجية الرئيسية لكيري منذ ان تولى منصب وزير الخارجية في أول فبراير. ومن المقرر ان يطلع كيري بعض وزراء الخارجية العرب على نتائج جهوده للسلام في باريس يوم الاحد ثم يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نفس اليوم في لندن. ومن المتوقع ايضا ان يلتقي كيري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عما قريب. وتشمل القضايا الجوهرية التي تحتاج الى تسوية في الصراع العربي الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة عقود الحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس.