عقدت أعمال قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر والتي تعد منصة مهمة لاستعراض وجهات النظر المختلفة للوفود المشاركة حول مستقبل قطاع الإعلام الاجتماعي علي صعيد دول التعاون الخليجي. واشار فادي سالم، رئيس القمة الحالية ومدير برنامج الحوكمة والإبتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، انه اصبح من الضروري توجيه السياسات الخليجية لتبني نهجاَ قائماَ على الديناميكية والمرونة بصورة أكبر، وذلك من أجل تمكين الجمهور من الوصول إلى احتياجاتهم الحياتية الأساسية بكل سهولة وسلاسة. واضاف محمد ناصر الغانم،إن ما نشهده اليوم من تطورات هائلة في وسائل الاتصال يحتم علينا مناقشة علاقة الحكومات بوسائل التواصل الاجتماعي، ونحن جزء من هذا العالم، كما أننا اليوم من اللاعبين الأساسيين في هذا المجال، حيث تتصدر منطقة الخليج ومن ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة المشهد الإلكتروني العربي بكل أنشطته وتطوراته، فنحن هنا نشهد زيادة مضطردة في استخدام التقنيات الذكية، من خلال الأجهزة المتحركة الذكية على اختلاف أنواعها، ويصاحب تلك الزيادة نشاط غير مسبوق على شبكات التواصل الاجتماعية في دولة الإمارات. ومن بين الموضوعات التي تم التطرق إليها خلال فعاليات اليوم الأول للقمة،"التوجه الحكومي نحو تقديم الخدمات الحكومية عبر الهواتف وتوظيف خدمات الحكومة الذكية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز التواصل الحكومي"، حيث قدم لهذا المحور حمد عبيد المنصوري، نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات لقطاع المعلومات والحكومة الإلكترونية، مسلطاً الضوء من خلال طرحه لهذا الموضوع على مستقبل مشاركة الحكومات في قطاع الإعلام الاجتماعي بشكل أوضح، قائلاً: "لقد رسخنا لأنفسنا موطئ قدم على صعيد قطاع التواصل الاجتماعي لنصل إلى الاعتماد الكلي على هذا القطاع عبر مختلف القطاعات والدوائر الحكومية بحلول عام 2015، وذلك في إطار تعزيز التواصل مع أفراد المجتمع. ونحن واثقون بأن هذا التوجه سيقودنا إلى فهم أفضل لتلبية احتياجات أفراد المجتمع في الوقت الفعلي." ولم تقتصر فعاليات اليوم الأول للقمة على الجهات الحكومية فقط، وإنما تطرقت أيضاَ إلى مشاركة الأفراد في هذا القطاع. واكدت نور شما، مدير إدارة الإتصال المؤسسي في هيئة تنظيم الإتصالات بالإنابة،علي ان الإعلام الاجتماعي يشكل مهنة ممتعة للنساء، كما يعد أداة لتعزيز مشاركة النساء بشكل أكبر في تنمية المجتمع، وهي رسالة سامية تضطلع بها الأمهات والنساء العاملات على حدٍ سواء، لذا ينبغي منحهن الفرصة لأخذ دورهن في النقاش المستمر حول الارتقاء بواقعنا. وإذا كان البعض يعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعي محدودة التأثير نظراً لاستهدافها مستخدمي الهواتف الذكية والمحمولة فقط، فإن هذه الفرضية غير صحيحة في ظل الأرقام الواردة عن مدى انتشار استخدام الهواتف المتحركة في الخليج، حيث حلت دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً بنسبة 73.8% وذلك مطلع عام 2013. وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز الثالث بنسبة 72.8% فيما غابت بقية الدول الخليجية عن قائمة الدول ال 15 الأولى. وهذا يعني أن هناك أعداداً كبيرة تستخدم تلك الأجهزة: أي بمعدل كل ثلاثة مستخدمين بين أربع أفراد وذلك في أكبر دولتين خليجيتين من حيث الكثافة السكانية (الإمارات والسعودية يمثلان 80% من مجموع أعداد السكان على صعيد دول التعاون الخليجي). وقال الدكتور حسن داود، مدير مكتب الصايغ للإعلام في دبي وأحد الشركات الراعية للقمة: "أثبت لنا قطاع الإعلام على مر الأيام أن اليوم أفضل من أي وقت مضى، إذ يبقى المحتوى الإعلامي مُقدماً كأولوية، لأن قنوات التواصل تتغير. وفي الإمارات، على وجه التحديد، جرى العمل على تطوير بنية تحتية لوسائط التواصل الاجتماعي لتغدو الدولة رائدة في هذا المجال، من خلال تكريسها هذه الأداة لدفع الأفراد نحو المزيد من المشاركة والتفكير بصورة خلاقة تتخطى التوقعات. وتستقطب القمة كوكبة مميزة من المتحدثين الدوليين الذين يقدمون محاضرات في غاية الأهمية في هذا المجال من أبرزهم: آدم فيتشر"، الذي أدار ما توصف بأعظم حملة تواصل اجتماعي في التاريخ "أوباما من أجل أمريكا"؛ بيبا نوريس، رئيس الإرتباط الأونلاين في وزارة الدفاع بالمملكة المتحدة، سيلك فون بروكهوسن، استراتيجي في قسم الإعلام الاجتماعي في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، و"إليزابيث ليندر"، متخصصة في القطاع الحكومي والسياسات على موقع "فيسبوك"، وغيرهم