أكد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية السفير عاشور بوراشد والذي تسلمت بلاده رئاسة الدورة 140 لمجلس الجامعة العربية من مصر، إن هذه الدورة تأتي وسط تطورات متسارعة تشهدها العديد من الدول العربية. وأضاف أن الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود وحشد الطاقات لتحقيق مصالح الشعوب العربية لمواجهة المخاطر السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها. وأشار إلى خوض الشعب الليبي مرحلة بناء دولة سيادة القانون والديمقراطية، حيث تم انجاز الانتخابات البرلمانية في 7 يوليو 2012 وشهد بنزاهتها العالم وصولا إلى لجنة صياغة الدستور وبناء المؤسسات العسكرية والأمنية والمصالحة الوطنية. وأشاد بوراشد بموقف الجامعة العربية الداعم لثورة 17 فبراير وجهودها في بناء ليبيا الجديدة . وطالب بوراشد خلال كلمته أمام المندوبين الدائمين بضرورة تفعيل قرارات مجلس الجامعة العربية بتسليم العناصر التابعة للنظام السابق إلى السلطات الليبية خاصة وأن قرار المجلس يؤكد على ضرورة تعاون دول الجوار الليبي لمنع عناصر النظام السابق من تهديد الاستقرار في ليبيا ومكافحة الجريمة ومنع تهريب الأموال الليبية إلى الخارج واستعادة المهرب منها. وطالب بو راشد بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري التي دخلت عامها الثالث، مشيدا بقرار مجلس الجامعة الأسبوع الماضي الذي أدان جريمة استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية ومحاسبة المسؤولين عنه. وقال إن الجانب العربي يساوره القلق إزاء تصاعد وتيرة العنف في سوريا مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة جرائم النظام السوري. وأضاف أن الشعب السوري ينتظر قرارات تتجاوز الشجب والإدانة ، والتوجه إلى مؤتمر جنيف 2 لإيجاد حل سياسي، معربا عن الأمل في إنهاء الصراع في سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري. وندد يوراشد باستمرار الاستيطان الإسرائيلي على الرغم من المفاوضات، فضلا عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاتلال ومواصلة عمليات تهويد القدس، داعيا لتبني إستراتيجية عربية تتجاوز استجداء السلام إلى أفعال سياسية وتحميل إسرائيل مسؤولية ممارساتها الخارجة على القانون وإجبارها على احترام الشرعية الدولية، كما دعا في الوقت ذاته كافة الاطراف الفلسطينية الى تحقيق المصالحة الوطنية. ودعا بوراشد دولتي شمال وجنوب السودان لمواصلة الحوار لتسوية القضايا العالقة بين البلدين، كما دعا إلى دعم الصومال من أجل تحقيق الاستقرار، وفيما يخص الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة ناشد بوراشد إيران العمل على إعادة هذه الجزر لدولة الإمارات وفق القانون الدولي وحفاظا على علاقات الجوار . وأكد بوراشد على أهمية تعزيز االعلاقات العربية بالتجمعات الدولية المختلفة لتعزيز فرص التعاون والتفاهم وإرساء قواعد السلام في العالم، منوها بأهمية القمة العربية الإفريقية الجاري الإعداد لها لاستضافتها في الكويت في نوفمبر المقبل. وشدد على أهمية تضافر الجهود من أجل إصلاح وتطوير الجامعة العربية باعتبار ذلك مطلبا ملحا في ظل التحديات الراهنة والتي تتطلب تطوير منظومة العمل العربي المشترك، مؤكدا رؤية بلاده بضرورة أن ترتز عملية التطوير على أسبقية القرار الاقتصادي للقرار السياسي باعتبار أن الاستقرار الاقتصادي هو المدخل للاستقرار السياسي.