في السابعة صباحا دق جرس هاتفي المحمول وجاء صوت مدير تحرير البوابة محمد جلال الموجود في أجازة قصيرة بالساحل الشمالي "لقد بدأ فض اعتصامي رابعة والنهضة وقمت بالفعل بتغطية بدء العملية من التليفزيون".. هكذا بدأ اليوم.. سارعت بالاتصال بشادي أنور نائب رئيس التحرير المسؤول عن العمل الأربعاء لبحث خطة التحرك فأجابني .. "سأتحرك بنفسي الآن إلي رابعة لاستطلاع الموقف".. فاتصلت بالزميلة أسماء البكري وأيقظتها من نومها على الخبر فلبت على الفور النداء وسارعت إلى العمل.. هرعت إلى المكتب مستخدما مترو الأنفاق نظرا لأعطال الطرق بسبب تحركات الإخوان.. فوجئت أمامي بوائل المزيكي نائب رئيس التحرير والمسؤول عن العمل في الفترة المسائية وهو يبلغني بأنه سيتوجه إلى غرفة التحرير ليشارك الزميل محمد مصطفى في تسيير الأمور بعد أن حوصر شادي في رابعة لأكثر من سبع ساعات وفر فيها تغطية متميزة للبوابة.. جلست أقلب القنوات التي تغطي على الهواء مباشرة عمليتي الفض .. وفيما كانت القنوات المصرية تعمل بحرفية ..كانت الجزيرة كعادتها تعتمد الاثارة والتهويل فتتحدث عن آلاف القتلى.. جاءت العملية بعد فشل كل الوساطات والجهود الدبلوماسية لاقناع الاخوان بفض اعتصامهم سلميا.. كما جاءت أيضا بعد وقوع العديد من عمليات التعذيب والقتل في رابعة والنهضة ورصد وجود سلاح بهما.. حيث كانت المسيرات " السلمية" إياها تنطلق منهما فتعربد وتقتل ثم تعود.. وقد حدث ذلك مرارا وفي مناطق عديدة.. والحقيقة أن موعد العملية جاء مفاجئا للجميع فبعد سلسلة من التسريبات عن مواعيد " فشنك"سابقة .. والتي كانت تؤدي إلى حالة استنفاربين الاخوان.. ساد اليأس بين الراغبين في انهاء الاعتصامات كما تم رصد حالة من الاسترخاء بين عدد كبير من المعتصمين القادمين من الأرياف والذين بدأوا يعودون إلى محافظاتهم لاثارة الاضطرابات فيها.. وتوالت الأخبار والمشاهد التي تكشف عن تصدي الاخوان بالسلاح لعملية الفض.. واعتقال العديد من الحمساويين المسلحين في رابعة.. والقبض على قيادات الجماعة داخل مسجد رابعة.. وكانت أكثر الأنباء الموجعة محاولة الخونة إثارة الفتنة الطائفية باحراقم الكنائس في المنيا وسوهاج فلم يزد ذلك المصريين إلا توحدا في التصدي لارهاب الاخوان.. كما حاول الاخوان تكرار سيناريو 28 يناير 2011 عندما هاجموا أقسام الشرطة وأحرقوها غير أن الأمن استوعب الدرس ففشلت خطط المتأسمين هذه المرة إلى حد كبير.. وانطلقت قطعان الاخوان وأنصارهم في أنحاء مصر يروعون السكان الآمنين ويغلقون الطرق ويحاولون إشاعة الفوضى.. فتصدت لها قوات الأمن.. ودعت حركة تمرد جماهير الشعب إلى تشكيل لجان شعبية للتصدي لمحاولات الاعتداء من جانب الاخوان على الأهالي .. وأخيرا.. جاء إعلان الرئاسة فرض حظر التجول لمدة شهر للسيطرة على الفوضى التي يحاول فلول الاخوان إشاعتها في ربوع البلاد. إنها ملحمة مصرية في الحرب ضد ارهاب الاخوان ..وملحمة أخرى من جانب شباب البوابة .. حسيني .. شيرين.. الشريف.. والجميع .. في خدمة القارئ.. شكرا لكم..