12 أغسطس من العام الماضي، يوم لن يتمحي من ذاكرة جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، حيث أنه في هذا اليوم زرع الرئيس المعزول محمد مرسي، ثمرة خضوعه لمكتب إرشاد الجماعة، دون أن يدري . وأخذ الرئيس المعزول في سقي الثمرة، ليس بماء، بل سقاها ونماها، بتبعيته لمكتب الإرشاد،ومحاباة الجماعة عن باقي الشعب المصري، وبقيامه ببيع البلاد، لمن له مصلحة مع الجماعة، وبعد أن اكتملت الثمرة، انتظرت لحظة قطوفها، إلي أن جاء الشعب في 30يونيو 2013، ليقطفها ، ويعلنها موجة جديدة من ثورة 25 يناير، ويقتلع جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في المعزول من قصر الرئاسة، وتتخلص البلاد من بطش مرسي وجماعته. وكانت الثمرة التي نقصدها هنا هو وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وما أن اكتملت الثمرة وأحس السيسي بالخطر على الوطن، وبعد أن رأى الملايين يخرجون إلى ميادين الحرية في مصر، يوم 30 يونيو لإعلان إسقاط المعزول وجماعته، فما كان منه إلا أن استجاب لرغبة الشعب، وأعلن قراره التاريخي في 3 يوليو بعزل محمد مرسي وتسليم البلاد لرئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور. وما أن صدر قرار العزل، ثار أنصار جماعة الإخوان وأخذوا في السباب والتظاهر ضد الفريق السيسي وضد إرادة الشعب، وقاموا بشل الحركة في ميداني "رابعة العدوية والنهضة"،وشكك أنصار المعزول في الأعداد التي خرجت يوم 30 يونيو، وتحدوا الشعب ، بقولهم أنهم أكثر عددا ، وأن مشاهد الجماهير يوم 30 كانت "فوتوشوب" ، وأن ما حدث كان إنقلاب من جانب العسكريين، ومن هنا ناشد السيسي الجماهير النزول يوم الجمعة الموافق 26 يوليو، لإعلانها للعالم أجمع أن 30 يونيو، كانت ثورة شعب وليس انقلاب ، وبالفعل استجاب الشعب ونزل يوم 26 يوليو، بأعداد أكثر من يوم 30 يونيو، حيث أنه بلغ عدد من نزل إلى الميادين في هذا اليوم إلى 40 مليون متظاهر. وولد السيسي يوم 19 نوفمبر 1954م في القاهرة، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية 1977م، كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987م، ومن كلية القادة والأركان البريطانية 1992م، إضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا 2003م، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية 2006م، هو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت. وتدرج "عبد الفتاح السيسي" في عدد من المناصب العسكرية حيث عمل في سلاح المشاة، وتولي جميع الوظائف القيادية فكان رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، حتى أصبح قائد المنطقة الشمالية. وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى أصدر الرئيس "محمد مرسي" في 12 أغسطس 2012م قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي..