قالت جماعة الإخوان المسلمين إن قوات الأمن قتلت عشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي السبت 27 يوليو. وجاء ذلك بعد أيام من دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي الشعب إلي الخروج في الشوارع لإعطائه تفويضا بمواجهة "العنف والإرهاب". وقالت الجماعة التي ينتمي إليها مرسي إن رجالا يرتدون خوذات وملابس الشرطة السوداء أطلقوا النار على متظاهرين تجمعوا قبل الفجر على مسافة من اعتصام دائم لهم بالقرب من مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان إن قوات الأمن لا تطلق النار من اجل الإصابة وإنما للقتل مضيفا أن الشرطة أطلقت النار على الصدر والرأس. وأثار الحادث الذي وقع بالقرب من ساحة العرض العسكري الذي اغتال فيه إسلاميون الرئيس أنور السادات عام 1981 ضجة في مصر التي ما زالت تشق طريقها بصعوبة إلى الديمقراطية بعد عامين من الإطاحة بحكم حسني مبارك. وقال موقع على الانترنت تابع لجماعة الإخوان المسلمين إن عدد القتلى بلغ 120 قتيلا وحوالي 4500 مصاب. وأحصى مراسل رويترز 36 جثة في مشرحة بينما قالت وزارة الصحة أن هناك 21 جثة أخرى في مستشفيين قريبين. ونقل نشطاء المصابين إلى مستشفى ميداني وحمل البعض على أغطية ومحفات ورقد على الأرض شاب مصاب بطلق ناري في الرأس. واتهم وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم جماعة الإخوان المسلمين بالمبالغة في عدد القتلى لتحقيق أهداف سياسية. وقال إن عدد القتلى 21 قتيلا فقط ونفى ان تكون الشرطة قد استخدمت الرصاص الحي. وقال إبراهيم إن سكانا يعيشون قريبا من منطقة رابعة العدوية اشتبكوا مع محتجين في الاعتصام في الساعات الأولى من الصباح بعد أن قطعوا جسر السادس من أكتوبر الحيوي، مضيفا أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لفض الاشتباك. وأعقب عزل مرسي أعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 200 شخص وأبرزت الانقسامات التي أدت لاستقطاب شديد في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. وينفي الجيش قيامه بانقلاب عسكري ويقول انه تدخل لمنع وقوع اضطرابات. وتدفق مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع استجابة للدعوة التي وجهها السيسي الأربعاء الماضي للمشاركة في مظاهرات حاشدة الجمعة الماضي لدعمه في مواجهة أعمال عنف مستمرة منذ أسابيع. واعتبرت دعوته تحديا للإخوان الذين نظموا مظاهرات يوم الجمعة داعين إلى عودة مرسي المحتجز في مكان مجهول منذ عزله ويواجه سلسلة من الاتهامات من بينها القتل. وقال إبراهيم إن مرسي على الأرجح سينقل قريبا إلى نفس السجن الذي يقبع فيه مبارك حاليا. ودعا قادة لجماعة الإخوان السبت 27 يوليو إلى التهدئة لكن نشطاء الجماعة في اعتصام رابعة العدوية أعربوا عن غضبهم. وهتف رجل دين على منصة أقيمت بالقرب من المسجد "الشعب يريد إعدام السيسي" وقال "الشعب يريد إعدام الجزار". وقال وزير الداخلية انه "إن شاء الله قريبا ... سوف يتم التعامل مع" الاعتصامات المؤيدة لمرسي بناء على قرار من النائب العام الذي ينظر في شكاوى قدمها سكان يشعرون بالاستياء بسبب الاعتصام أمام بيوتهم. ودعا رئيس حزب النور السلفي ثاني اكبر الأحزاب الإسلامية في مصر إلى التحقيق الفوري فيما اسماها "المجزرة". وقال يونس مخيون في بيان نشر على فيسبوك انه ليس هناك إي بديل للحل السياسي مع التزام كل طرف بضبط النفس ونبذ العنف بكل أشكاله سواء كان لفظيا أو بدنيا. وجماعة الإخوان حركة شديدة التنظيم لها أنصار في أرجاء مصر ما يجعل مهمة تكميمها صعبا حتى إذا قرر الجيش البدء في حملة قمع واسعة النطاق.