تعد موائد الرحمن التى تقام خلال شهر رمضان الكريم تقليدا يوميا ،نراه عند سماع آذان المغرب حيث يلتف الجميع حول مائدة واحدة لتناول الإفطار . ويقولون أن كلمة "مائدة " أشتقت من سورة المائدة من الآيات112-115 أما كلمة "الرحمن" من أسماء الله ال99 للتأكيد أن هذا الشهر يحث على المحبة والمودة التراحم بين المسلمين . وهناك عدد من المؤرخون يقولون أن أولي موائد الرحمن كانت في عهد الرسول "صلى الله عليه وسلم" لأهل الطائف الذين أعلنوا إسلامهم ثم كانت دار الضيافة التي أقامها "عمرو بن الخطاب" في 17 هجريا . ولكن أولى موائد الرحمن فى مصر هي التي أقامها أحمد بن طولون في السنة الرابعة لولايته حيث جمع القادة والتجار والأعيان على مائدة حافلة فى أول أيام رمضان وخطب فيهم "إننى لم أجمعكم حول هذه الأسمطة إلا لأعلمكم طريق البر بالناس، وأنا أعلم أنكم لستم فى حاجة إلى ما أعده لكم من طعام وشراب، لكننى وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم فى رمضان، ولذلك فإننى آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم" وأخبرهم ابن طولون بأن هذه المائدة ستستمر طوال أيام الشهر الكريم. وبعد ذلك أختفى هذا الطقس حتى عاد الخليفة الفاطمى "المعز لدين الله" وأقام مائدة فى شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء، وسميت "دار الفطرة"، ووصل طول بعضها إلى 175 متراً. ثم اكتفى المصريون فى العهد المملوكى ببعض المظاهر البسيطة التى لا تصل إلى ما سمى بعد ذلك "مائدة رحمن"، التى بدأت فى العودة مرة أخرى فى القرن العشرين تحت رعاية حكومية لبنك ناصر الاجتماعى، الذى كان يقيم مائدة بجوار الجامع الأزهر، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعى الزكاة, وأيضا موائد الرحمن يعد امتثالا للحديث النبوي الشريف "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا".