انشأ مسجد الصالح طلائع سنة 555 ه / 1160 م لكنه لم يصبح جامعاً إلا بعد بنائه بحوالي 100 سنة، حين أقيمت فيه أول صلاة للجمعة أيام السلطان المملوكي عز الدين أيبك 1250م. يعد مسجد الصالح طلائع آخر الجوامع التي بنيت في العصر الفاطمي، ويتميز بموقع المميز الذي يقع أمام واجهة باب زويلة، وهو من المساجد الكبيرة حيث تبلغ مساحته 1522م.. بني مسجد الصالح طلائع مرتفعا عن الأرض بنحو أربعة أمتار .. واقتبس الفاطميون طرازه من جامع أبي فتاته بسوس في شمال إفريقيا. وهذا ما يميز المسجد عن باق المساجد التي تقع في القاهرة وهو يعد ثالث مسجد معلق في العالم. وؤتميز المدخل الرئيسي بألواح نحاسية ذات حشوات مفرغة بزخارف مملوكية وهذا الباب محفوظ بدار الآثار العربية.. ويتشكل الجامع من مستطيل يتوسطته صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الموجود به منبر خشبي عليه زخارف تشبه لحد كبير الزخارف في العصر الأيوبي. والمحراب يسوده البساطة وعلى يمين المحراب يوجد المنبر ولقد جدد سنة 1898م.. والمئذنة تعلو الباب الغربي الرئيسي، والجامع حاليا بدون مئذنة. وقد جدد الجامع الأمير بكتمر الجوكندار خلال السلطنة الثانية للناصر محمد بن قلاوون سنة 699 ه / 1299م، وكان من ضمن أعماله المحراب والمنبر. وفي سنة 702 ه / 1302م تسبب زلزال في تصدع الجامع، فقام بإصلاحه الأمير بكتمر الجوكندار الذي كان يحمل الصولجان مع السلطان في لعب الكرة .. كما جدده في سنة 844ه عبد الوهاب العيني أحد تجار القاهرة. كما جدده الأمير يشبك من مهدى داوادار الملك الأشرف قايتباى سنة 882ه / 1477م ويرجع نشأة المسجد لصاحبه الأصلي الوزير الصالح طلائع بن رزيك الذي انشأه سنة 555 ه / 1160 م حينما كان وزير للخليفة الفاطمي الفائز ثم للخلفية العاضد من بعده.