رغم أن كارلو أنشيلوتي المدير الفني الجديد لريال مدريد وعد جماهير الريال بتحقيق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه، إلا أن هذه الجماهير تشعر بخوف حقيقي من وقوع صدام محتمل. وتخشى الجماهير من الصدام بين الإيطالي كارل أنشيلوتي، والاسطورة الفرنسية زين الدين زيدان - الذي تم تعيينه مساعدا لأنشيلوتي - وترجع هذه المخاوف إلى طموح زيدان المعروفة في الانفراد بقيادة ريال مدريد وهو ما عكسته بوضوح تصريحات رئيس النادي فلورينتينو بيريز في مايو الماضي، فضلا عن اعتياد أنشيلوتي على خضوع مساعده بول كليمون لكل توجيهاته من دون أدنى اعتراض في الوقت الذي اشتهر فيه زيدان بقوة الشخصية. فقد عبرت جماهير ريال مدريد عن مخاوفها على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت من وقوع صدام بين أنشيلوتي وزين الدين زيدان أسطورة الكرة الفرنسية خاصة بعد أن أصر زيدان على القيام بدور المدرب المساعد ورفض منصب المدير الرياضي للنادي، كما كان مفترض "يوازي مدير الكرة في الأندية المصرية" وهو ما يعني أن زيدان سيكون له وجهة نظره الفنية في تشكيل الفريق وطريقه لعبه التي من الممكن أن تتعارض مع وجهة نظر أنشيلوتي المدير الفني. وترجع مخاوف جماهير ريال مدريد من خلافات بين أنشيلوتي، 54 عاما، وزيدان،41 عاما، في واقع الأمر إلى التصريحات التي كان قد أدلى بها رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز في مايو الماضي والتي أعرب فيها عن أمله أن يقود زيدان كل المشروع الرياضي النهضوي لريال مدريد خلال السنوات الأربع القادمة، وأن يصبح في يوم من الأيام مديرا فنيا للريال الذي ساهم في بطولاته كلاعب، لافتا إلى أن زيدان مؤهل علميا بالشهادات العلمية لشغل هذا المنصب. وعلق أنشيلوتي على تصريح رئيس الريال بشكل مبهم قائلا "أن تاريخ وعادة النادي الملكي يؤكدان أنه نادي ينتهج اللعب الهجومي واللعب الجميل وسوف نبذل كل ما في جهدنا كفريق فني لكي نجعل الفريق يلعب كرة قدم جميلة وممتعة قادرة على إشاعة السعادة في قلوب جماهير الريال العريضة". وعلى الرغم من أن أنشيلوتي أعلن بنفسه أمام الصحفيين والجماهير خلال تسلمه مهام عمله رسميا في استاد سانتياجو برنابيو أول أمس الأربعاء أنه سعيد للغاية لجلوس زيدان بجانبه على دكة البدلاء لمساعدته في تدريب الفريق الملكي ومن ثم تحقيق اللقب العاشر لدوري الأبطال، إلا أن هذا التصريح لم يقنع تماما جماهير ريال مدريد التي تدرك مثلما يدرك أنشيلوتي أن هدف زيدان الرئيسي هو الانفراد بقيادة النادي الملكي في أسرع وقت ممكن ولا أدل على ذلك من رفضه العمل الإداري كمدير رياضي للفريق وإصراره على خوض مجال التدريب. ويعرف أنشيلوتي كما يعرف الجميع أن لزيدان ثقل كبير في ريال مدريد، فهو يعد من أشهر من أرتدوا قميص"المارنجي"، فضلا عن أن إبنه الأكبر إنزو يلعب في فريق الشباب الأول للنادي بعد أن تمت ترقيته إلى هذا الفريق بعد المستوى الجيد الذي ظهر عليه في بطولة الشباب تحت 18 سنة الموسم الماضي. وكان أنشيلوتي قد أعلن وهو ينظر إلى زيدان الجالس بجانبه أنه سعيد للغاية للعمل مع زيدان لأنه سيكون مساعدا جيدا له، بالإضافة إلى مساعده بول كليمون. وتعد شخصية كليمون بمثابة العامل الثاني الذي يقلق جماهير الريال فكليمون الذي عمل مساعدا لأنشيلوتي في باريس سان جيرمان خلال العامين الأخيرين عرف عنه الخضوع التام لتعليمات أنشيلوتي و هو ما جعل أنشيلوتي يصر على إنتقاله معه من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد. لكن ما يطمئن جماهير الريال إلى حد ما هي شخصية أنشيلوتي المحبة للسلام لدرجة أن صحيفة "الماركا " الأسبانية أطلقت عليه لقب "صانع السلام" لقدرته على إشاعة الحب والمودة والسلام بين أفراد الفريق الذي يدربه، فضلا عن نجاحه في ترويض أشرس اللاعبين و أكثرهم تمردا ولا أدل على ذلك من نجاحه في ترويض نجم هجوم السويد وباريس سان جيرمان العملاق زلاتان إبراهيموفيتش، الذي اشتهر عنه سوء علاقته بمعظم المدربين الذين تدرب تحت أيديهم. المعروف أن سوء علاقة جوزيه مورينيو مدرب الريال السابق بعدد كبير من اللاعبين كانت من الأسباب الرئيسية التي جعلت الريال يستغني عن خدماته خاصة وأن العديد من اللاعبين أرجعوا خروج النادي الملكي من دون بطولات من الموسم المنقضي إلى فشل مورينيو في كسب حبهم ومودتهم. وكان أنشيلوتي قد علق على لقب صانع السلام قائلا "إنها المرة الأولى التي يدعوني فيها أحدا بهذا اللقب، وأنا أريد أن تكون علاقتي جيدة مع جميع اللاعبين، ولقد كنت دائما على علاقة جيدة مع اللاعبين في الأندية التي دربتها، ولا أعتقد أنني في حاجة لذلك، ولكن شكرا لكم على منحي هذا اللقب". وفي جميع الأحوال فقد نزلت تصريحات أنشيلوتي التي أشاد فيها بزيدان، بردا وسلاما على قلوب عشاق الريال. وقال أنشيلوتي بروح من الدعابة وهو ينظر إلى زيدان والابتسامه ترتسم على وجهه خلال تسلمه مهام عمله، أن المشكلة الوحيدة التي ستقابلني خلال تعاوني مع زيدان هو أن زيدان لن يستطيع اللعب لاعتزاله الكرة، في إشارة إلى تقدير أنشيلوتي لتاريخ ومهارة "زيزو". كما يخفف أيضا من مخاوف محبي الريال من وقوع خلاف محتمل بين أنشيلوتي وزيدان، العلاقة الجيدة السابقة التي ربطت بين الرجلين فقد تدرب زيدان تحت قيادة أنشيلوتي عندما كان أنشيلوتي مديرا فنيا لليوفينتوس الإيطالي. وتؤكد بعض جماهير ريال مدريد على "فيسبوك" و"تويتر" أنه على الرغم من مخاوفها من صدام محتمل بين أنشيلوتي وزيدان، إلا أن تأكيد أنشيلوتي على أن تحقيق اللقب العاشر للريال هو هدفه الرئيسي، وأن هذا الهدف يحفزه على العمل مع الجميع لإنجازه جعل عشاق النادي الملكي يشعرون بقدر كبير من الراحة النفسية. وكان أنشيولتي قد بادر بكسب ود الجماهير الملكية بالتأكيد على أنه يشعر بالفخر لأنه يتولى تدريب أشهر نادي في العالم، مؤكدا أنه سيعمل على أن تستمتع الجماهير بلعب الريال ليتزامن إحراز الألقاب مع اللعب الجميل الممتع.