كان ملك مصر والسودان "فاروق الأول" يعيش حياة ملكية بمعني الكلمة، تولى العرش وهو في سن السادسة عشر وتزوج من ملكة تنحدر من أصول نبيله تدعى "صافيناز ذو الفقار" غير إسمها فيما بعد إلى الملكة "فريدة ". وظن الشعب المصري أن الحياة في القصر الملكي الذي سيطرت علية أسرة محمد علي لمدة 148 عاما حياة مستقرة، لكن الشائعات التي لم تستطع الحاشية الملكية منع تسربها نفت ذلك، فقد أذيع عن فاروق سهراته الدائمة ولعبة "القمار" الذي لم يستطع أن يتخلى عنه يوما.. أحب الشعب الملكة فريدة، لعلمه بأنها كانت تنحدر من أصول نبيلة وهي عائلة "ذو الفقار" الشهيرة في ذلك الوقت، كما أنها كانت تهوى الرسم ولها عدة لوحات ، لكن الزواج ودخولها القصر الملكي أنساها تلك الهواية لبعض الوقت.. لم تستمر الزيجة لعدة أسباب أهمها على الإطلاق عدم إنجاب فريدة لولي العهد الذي ينتظره فاروق لكي يكون خلفا له في حكم مصر، لكنها في المقابل أنجبت ثلاث أميرات هن "فريال، فوزية وفادية"، كما أن العديد من الخلافات دبت بين الزوجين كان يعلم بها كل من كان داخل القصر..ويوم خروج فريدة من القصر خرج بعض الناس يهتفون "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة".. على الجانب الآخر وبعد مرور فترة من الوقت كانت "ناريمان صادق" قد إنتهت من طبع دعوات زفافها على المحامي المعروف زكي هاشم، وعلى الرغم من أنها كانت في السابعة عشر من عمرها وغير متحمسة للزواج لرغبتها في استكمال دراستها الجامعية لكن والدها كان مصرا على ذلك، ووالدها هو حسين بك فهمي صادق الذي شغل منصبا رفيعا في وزارة المواصلات كما أنه ووالدتها من أسر نبيلة.. ذهبت ناريمان وخطيبها في أحد الأيام إلى محل نجيب الجواهرجي الشهير بوسط البلد لشراء خاتم الخطبة، لكن وجه ناريمان كان عابسا مما شجع نجيب على أن يسأل في سخرية "أين العروس"؟، وقد كان نجيب في ذلك الوقت من الحاشية المقربين من الملك وكان يعلم أنه يبحث عن عروس صغيرة السن ليست من الأسرة المالكة أو من العائلات المعروفة ولكن يكفي أن تكون من أسرة محترمة، ولذلك طلب من ناريمان رقم تليفون والدها، وبقدر ما شعرت ناريمان بغرابة الطلب وافقت عليه.. بعد قليل اتصل نجيب الجواهرجي بفهمي صادق ليطلعه على رغبة الملك في الزواج من ناريمان، غضب الوالد بدرجة كبيرة لعلمة بسلوك الملك وما حل بزوجته الأولى "فريدة"، ولكن من يرفض طلب ملك مصر والسودان، كما أن الأم أبدت كامل سعادتها بهذا الطلب. تمت المقابلة بين ناريمان وفاروق عند نجيب الجواهرجي وقد جاءت الفتاة كما طلب فاروق، بدون "ماكياج" كي يراها على طبيعتها، ثم بدأ حديثا معها كان الهدف منه أن يتعرف على شخصيتها وطريقتها في الحوار، وقد ابدى اعجابه بها في نفس اليوم، وأعلن موعد الخطبة. تزوج فاروق وناريمان في حفل زفاف ملكي أبهر العالم، وبهذا حملت لقب "ملكة" وانجبت له ولي العهد "أحمد فؤاد الثاني"، لكن الثورة لم تمهلهم كثيرا وأجبرت فاروق على التنازل عن عرشه لفؤاد الثاني الذي كان عمرة 6 أشهر ثم السفر مع أسرته إلى إيطاليا. بدأت الخلافات بين ناريمان وفاروق هناك تزداد، بسبب سهراته المتكررة وأسلوب حياته الذي لا ينم عن حزن ملك في المنفى فطلبت الطلاق ثم عادت إلى مصر، وهنا تزوجت مجددا مرتين، الأولى بالطبيب أدهم النقيب، ثم الثانية من الطبيب إسماعيل فهمي حتى ماتت عام 2005، أما فاروق فقد عاش حياته بين شائعات الترف والإعانات حتى توفي بعد عشاء دسم تناوله في أحد مطاعم روما، قيل أنه كان مسموما.