قناة اسرائيلية تلقى الضوء على رجل الأعمال إبراهيم العرجانى واتحاد القبائل العربية    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    السفير الروسي بالقاهرة: الغرب يسعى للهيمنة وإنشاء قاعدة معادية لموسكو في أوكرانيا    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    إحباط تهريب 13 طن قمح محلي بالطريق الدولي في الساحل الشمالي    تفاصيل إتاحة البنك المركزي الدولار لجميع المستوردين دون استثناء    أفضل 3 أنواع في سيارات مرسيدس "تعرف عليهم"    وفد إعلامى باكستانى يزور جريدة الشروق    مجموعة تطلق على نفسها "طلائع التحرير مجموعة الشهيد محمد صلاح" تعلن مسؤوليتها عن قتل "رجل أعمال إسرائيلي-كندي بالإسكندرية"،    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    «المصري توك».. ردود أفعال جماهيرية مثيرة على صعود غزل المحلة إلى الدوري الممتاز    بتهمة الرشوة.. السجن 5 سنوات ل نائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة    حر ورياح مثيرة للأتربة.. الأرصاد تكشف عن حالة طقس الخميس    وفاة والدة الفنان كريم عبدالعزيز    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    «اللهم ذكرهم إذا نسوا».. أدعية للأبناء مع بدء موسم الامتحانات 2024    الصحة: اكتشاف 32 ألف حالة مصابة ب الثلاثيميا من خلال مبادرة فحص المقبلين على الزواج    «هيئة المعارض» تدعو الشركات المصرية للمشاركة بمعرض طرابلس الدولي 15 مايو الجاري    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    جمعية المحاربين القدماء تكرم عددا من أسر الشهداء والمصابين.. صور    أخبار الأهلي: تعرف على برنامج تأبين العامرى فاروق فى النادى الأهلى    عبد الرحيم كمال بعد مشاركته في مهرجان بردية: تشرفت بتكريم الأساتذة الكبار    جامعة العريش تحصد كأس المهرجان الرياضي للكرة الطائرة    دعاء للميت بالاسم.. احرص عليه عند الوقوف أمام قبره    هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟.. 3 علامات للرضا والتسليم اعرفها    جونياس: رمضان صبحي أخطأ بالرحيل عن الأهلي    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    "التعاون الإسلامي" والخارجية الفلسطينية ترحبان بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    محافظ الفيوم يشهد فعاليات إطلاق مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة    يوسف زيدان عن «تكوين»: لسنا في عداء مع الأزهر.. ولا تعارض بين التنوير والدين (حوار)    انطلاق الموسم الأول لمسابقة اكتشاف المواهب الفنية لطلاب جامعة القاهرة الدولية    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    "الصحة" تعلن اكتشاف 32 ألف حالة مصابة ب "الثلاسيميا" في مصر    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    30 جنيهًا للعبوة 800 جرام.. «التموين» تطرح زيت طعام مدعمًا على البطاقات من أول مايو    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    سحر فوزي رئيسا.. البرلمان يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يتألف من 13 عضوا.. وهذه تفاصيل المواد المنظمة    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك فاروق...حدوتة يصعب نسيانها
نشر في مصر الجديدة يوم 04 - 04 - 2011

هو الملك فاروق بن الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، آخر من حكم مصر من أسرة محمد علي، وآخر من لقب بالملك فيها.
ولد في القاهرة وتعلم بها وبفرنسا وبإنجلترا. والملك فاروق هو الابن الأصغر والولد الوحيد مع خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول، ولد في 11 فبراير سنة 1920. أصبح ولياً للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد.
وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن، حيث تولى العرش في السادسة عشر من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول وكان سبب اختياره من بين أمراء الأسرة العلوية لأنه كان أكبر الأمراء سناً، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاث شهور حتى حصلت الملكة نازلي على فتوى من شيخ الأزهر آنذاك الشيخ المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد.
استمر حكم فاروق مدة 16 سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر والذي مالبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا وكان يزور منها أحيانا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، وكان قد أوصى بأن يُدفن في مصر.
زوجاته وأبناؤه :-
كان زواج ( فاروق الأول ) حدثاً تاريخياً سعيداً لم تشهد مصر مثله منذ أجيال .... فقد تجلت مظاهر الابتهاج على الشعب بمختلف طوائفه وطبقاته قبيل حفل عقد القرآن وبعده بعدة أيام فقد عم السرور أنحاء القُطر وقصدت القاهرة وفود الأقاليم حتى امتلأت بهم الفنادق والدور والشوارع وكان لفرسان العرب قسط كبير في الاحتفال بزواج الملك .. إذ كانوا يجولون بخيولهم في طرقات القاهرة ويجتمعون في الميادين فيقيمون حفلات الرقص وألعاب الفروسية
وفى يوم 14 يناير قبل موعد الزفاف بخمسة أيام اجتمع الجيش بميدان عابدين وأقسم يمين الولاء للملك ...
وفى يوم 19 يناير قصدت آلاف الطلبة من الأزهر والمعاهد الدينية المختلفة ساحة قصر عابدين ووقفت تهتف بحياة الملك فأطل عليهم الملك وحياهم بيده الكريمة ...العديد من القصص المثيرة عن زواج الملك فاروق وحياته الخاصة وأسطورة زفافه على الملكة فريدة ,, والهدايا التي حظيا بها كل منهما من جميع أنحاء العالم .. فستان العروس والعُقد الماس الثمين والتاج المرصع بالأحجار الكريمة .. رحلة سويسرا التي مهدت للتعارف بين الملكين .. كلها قصص مثيرة بعضها يعرفه العامة والأغلب منه سيتعرف عليه الجميع من العرض القادم عن زواج الملك فاروق .. ويمتاز هذا العرض بأنه موثق بالصور الحقيقة لحفل الزفاف والهدايا وكل شئ سوف نتحدث عنه ....فهيا بنا نطالع العرض الشيق المثير لإحدى الحفلات التي لا تزال محفورة في ذاكرة التاريخ .....
هو الاسم المحبوب ، واللقب الخلاب ، الذي يتجلى على أي عرش ..
الملكة فريدة التي تزوجها الملك فاروق وهى في السابعة عشرة من عمرها هي كريمة صاحب السعادة يوسف ذو الفقار باشا وكيل محكمة الاستئناف المختلطة ، ابن على باشا ذو الفقار محافظ العاصمة السابق ابن يوسف بك رسمي أحد كبار ضباط الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل .أما والدتها فهى السيدة زينب هانم ذو الفقار كريمة محمد سعيد باشا الذي رأس الوزارة المصرية غير مرة .. واشترك قبل وفاته في وزارة سعد باشا زغلول .. وكان أحد الساسة الذين شُهد له بالذكاء والدهاء وبُعد النظر والبصر بعواقب الأمور .كان للملكة فريدة أخوين من الذكور هما سعيد ذو الفقار وشريف ذو الفقار .
درست الملكة فريدة في نوتردام دى سيون الفرنسية ، كان للملكة عدة هوايات خاصة الموسيقى وكانت بارعة في العزف على البيانو .عُرف عن الملكة فريدة منذ صغرها ميلها إلى البساطة في ثيابها وزينتها فكانت ترتدي ما هو أقرب إلى الحشمة وبعيداً عن الكُلفة .يبقى الإشارة إلى أن اسم فريدة اختاره لها الملك فاروق واسمها الأصلي هو صافيناز وهو الملكة في الدستور المصري
فريدة قبل الخطبة :-
نصت المادة الخاصة من ( الأمر الكريم ) الصادر في 13 إبريل 1922 على وضع نظام توارث عرش المملكة المصرية و على ما يأتي :
لا حق للنساء أياً كانت صفتهن في ولاية الملك
وهذا الأمر الكريم ولو أنه سابق لصدور الدستور إلا أن دستور 19 إبريل 1923 أشار إليه ، وبذلك أكسبه صفة الدستورية .. ولكن إذا كان لا يجوز حسب الدستور والقوانين المصرية أن يعتلى عرش مصر امرأة إلا أن السيدة التي يتزوجها الملك تُعتبر بالضرورة وبحكم اقترانها بالملك ( ملكة ) ويكون أولادها الورثة المباشرين للعرش .. ولذا فإن الملك الدستوري عند اختياره شريكة حياته يراعى عادة رغبات شعبه والتقاليد القومية .
ولما كانت الملكة هي قرينة الملك فهي تتمتع بالمقام والاحترام وجميع الحقوق و الامتيازات التابعة عن طريق القانون والعادة لهذا المنصب ..
فيعاقب القانون المصري بالحبس من عاب علناً في حق الملكة .. وللملكة بطبيعة الحال نصيب في المخصصات الملكية .. وقد حدد القانون الصادر في يونيو 1936 مخصصات البيت المالك ، خلاف مخصصات الملك بمبلغ 69.000 جنيهاً مصرياً منهم مبلغ ستة آلاف جنيه يُخصص للملكة ومذكور بالقانون على سبيل ( التذكار ) أي أن لا يُعرف إلا بعد قران جلالة الملك .
ونصت المادة 33 من الدستور على أن ( ذات الملك حصونه لا تُمس ) وهذا ينطبق ألفيا على الملكة فهي لا يمكن مساءلتها جنائياً أو سياسياً عن أعمالها وبحسب القواعد والبرتوكول والمراسيم فالملكة هي السيدة الأولى في الدولة .
والملكة لا تتولى ولا تباشر أية سلطة دستورية إذ أن حقوق التاج وسلطانه ومركزه في شخص الملك ذاته أو في مجلس الوصاية إذا كان الملك قاصراً ) لكن يُخطئ من يتصور أن الملكة لا تمثل دوراً أو أن دورها صغير جداً في حياة الملك أو في حياة الدولة .. فلا يمكن إهمال تأثيرها على الملك خاصة إذا كان بينهما محبة ووفاق .. كذلك لا يمكن تجاهل الأثر الذي تتركه الملكة في حياة ولى العهد فأول كلمة يسمعها ولى العهد في طفولته عن الوطنية وأول درس يتلقاه في واجبات الملك الدستورية إنما يسمعها من والدته الملكة .. فإذا كانت الملكة محبة للبلاد ميالة لروح الديمقراطية شبّ ولى العهد على ذلك والعكس بالعكس .
ولذا ظهر حرص فاروق الأول على الارتباط من بين واحدة من الأسر الوطنية تأكيداً على الصلات الوثيقة بين العرش والأمة .
عهد الخطبة الملكية :-
كانت الرحلة الملكية إلى أوروبا في شتاء 1937 هي الخطوة الأولى في سبيل القران الملكي السعيد
إذ رافقت الأسرة الملكية فيها صاحبة العصمة السيدة زينب هانم ذو الفقار وكريمتها ( جلالة الملكة فريدة ) وقد مهدت هذه الرحلة لصداقة متينة بين الملكة فريدة وصاحبات السمو الأميرات شقيقات الملك فوزية وفائزة ... وكانت فرصة للملك ليَطلع على صفات عروسه ويعرف ميزاتها .
وفى ذات أمسية من شهر أغسطس 1937 - كان الملك فاروق بمصيفه بالإسكندرية فقصد في سيارته سراي سعادة يوسف بك ذو الفقار وكان في استقباله كريمة رب البيت الآنسة ( صافى ناز - فريدة ) لأن والدها كان قد سافر إلى بورسعيد ليُبحر منها إلى لبنان ...
وكانت السيدة والدتها قد ذهبت إلى سراي سعادة حسين صبري باشا لتقضى سهرتها مع أسرته الكريمة وعندما استقر المقام بالملك فاروق حتى راح يسأل الآنسة النبيلة هل تقبله زوجاً لها ، فكانت مفاجأة سارة لم تعرف إزاءها إلا أن أحنت رأسها وقالت في صوت حبسه الخجل والسرور ( هذا شرف عظيم يا مولاي (
وعندئذ صحبها جلالته في سيارته إلى السيدة والدتها حيث أخبراها بما كان بينهما فطفرت من عينها دمعة الفرح وقالت لجلالته : تلك نعمة من الله وشرف كبير .
وكان سعادة يوسف ذو الفقار والد العروس قد سافر إلى بور سعيد فطلب الملك أن يظل أمر الخطبة سراً بينهما هو والعروس ووالدتها حتى يفاتح والد العروس بنفسه .. فأرسلت إلى سعادته برقية في بور سعيد تطلب إليه أن يلغى سفره ويُعجِل بالعودة إلى الإسكندرية وتم محادثة حكمدار بوليس بور سعيد ليطلب إلى سعادته أن يَعدِل عن السفر فانزعج جداً وذهبت به الظنون كل مذهب ومرت بمخيلته طائفة من الفروض دون أن يخطر بباله أن القدر قد كتب لكريمته أن تكون ملكة على مصر .
وكان أن عاد يوسف بك ذو الفقار إلى الإسكندرية ليترف بمقابلة الملك فاروق ليطلب إليه الملك يد كريمته ثم أُعلنت الخطبة رسمياً .
هدايا الخطبة :-
السيارة التي أهداها هتلر إلى الملك
في أول زيارة قام بها الملك لسراي والد خطيبته كان يحمل ثلاث هدايا :
خاتم الخطبة وهو الذي كان الملك فؤاد الأول قد قدمه للملكة الأم (الملكة نازلي ) في مثل هذه المناسبة وبراءة الباشاوية التي أنعم بها على والد خطيبته .وبراءة الوشاح الأكبر من نيشان الكمال الذي أنعم به على السيدة والدة الخطيبة .ثم توالت بعد ذلك الهدايا الملكية على الخطيبة النبيلة .. إذ قدم لها جلالته في عيد ميلادها السادس عشر سيارة كابر وليه .. وقدم لها في مناسبة أخرى مصحفاً ثميناً يُعتبر تحفة فنية نادرة ..هذا غير الهدايا اليومية التي كان يبعث بها جلالته لخطيبته من الزهور النادرة والفواكه الحديثة الظهور والطيور والأسماك التي يصطادها بنفسه .
وكان الملك يقوم بزيارة خطيبته في سراي والدها دون كلفة أو سابق إخطار .. فكثيراً ما كان يفاجئها مع والديها فيقضى معهم سهرة ممتعة ووقتاً جميلاً
وعقب إعلان الخطبة الملكية لاحظ الملك أن صور خطيبته تتسرب إلى الصحافة .. فقصد سراي سعادة يوسف باشا ذو الفقار وطلب أن يرى كل صور خطيبته فأحضر الباشا كل ما عنده من صور كريمته في أطوار حياتها المختلفة فوضعها الملك في صندوق وأخذها معه إلى سرايا المنتزه ، وهكذا استطاع أن يحول دون تسرب صور خطيبته ، ثم استدعى بعد ذلك أحد المصورين المهرة الخاصين بالبلاط الملكي وتم أخذ مجموعة صور للخطيبة فريدة .. احتفظ الملك بمعظمها عدا اثنتين سمح بنشرهما في الصُحف .. وكان فاروق حريصاً على أن تُنشر صوراً لخطيبته وهى ترتدي ثوب طويل الأكمام يغطى الصدر والظهر يعتبر مثلاً من أمثلة الحشمة والوقار والذوق الحسن .
ظل الملك يقضى معظم وقته مع خطيبته طوال مقامه في الإسكندرية .. ولما عاد الملك إلى القاهرة انتقلت أسرة العروس إلى القاهرة أيضاً حيث أُعِد لجلالتها سراي شماس بك بمصر الجديدة ، وقضيت بها فترة قصيرة هي الفترة التي سبقت عقد القرآن السعيد .
قصر العروسين :-
مقر الملك قبل الزواج جرت العادة في الدولة المتحضرة أن يُخصص لأولياء العهود قصور مستقلة يقيمون فيها بعيداً عن مقر الملك لكن الملك فاروق سواء كان ولياً للعهد أو ملكاً آثر البقاء مع والدته الملكة نازلي وشقيقاته .. وبعد عقد الخطبة الملكية رأت الملكة نازلي أن تتخلى للعروس عن الساريات الملكية حتى تقيم فيها مع الملك وتقيم هي في سراي المغفور له والدها في الدقي .. فلم يوافق الملك فاروق وأصر أن تظل جلالتها إلى جواره طفلاً وملكاً وخطيباً ...
وعلى ذلك استقر الرأي على أن تقيم مع جلالة الملك وعروسه في سراي القبة وأن يخصص لها ولصاحبات السمو الملكي الأميرات الجناح الذي كان يقيم فيه جلالته قبل الزواج مع تغيير طفيف على نظام الصالونات والردهات .
هذا في فصل الشتاء ، أما في فصل الصيف فتقيم الملكتان معاً كذلك في سراي المنتزه على أن تقيم الملكة فريدة مع جلالة الملك في السراي القديمة التي تطل على الميناء ، بينما تقيم الملكة نازلي والأميرات في السراي الجديدة التي شيدها الملك الراحل قبل موته .
الزواج الملكي :-
عملة تذكارية بمناسبة الزفاف
لا يوجد في التشريع المصري ولا في التقاليد المصرية ما يحدد الزواج في الأسرة المالكة سوى القانون رقم 25 سنة 1922 ، حيث نص في المادة السادسة منه على أنه إذا أراد أمير أو أميرة من الأسرة المالكة أن يعقد عقد زواج ، أو أراد من له الولاية على أمير أو أميرة أن يتزوج موليه وجب عليه أن يحصل على إذن الملك بذلك ، فإذا أصدر له الإذن أثبته رئيس ديوان الملك في سجل خاص وأبلغه إياه كتابة .. ويجوز أن يشترط في إذن الزواج الصادر للأميرة أو وليها أن ينص في عقد زواجها بمصادقة الزوج على أن عصمتها بيدها أو بيد من يعين في الإذن ، فإذا تزوج الأمير أو الأميرة بغير إذن أو وقع الزواج على خلاف الإذن فللملك أن يُقر بأمر ملكي حرمانه من لقب الإمارة ، وللملك أن يُقر حرمان ذرية الأمير من تلك الزوجية من ذلك اللقب .. أو يقتصر الحرمان على تلك الزيجة فقط دون الذرية ، أو يقصر أمر الحرمان على حرمان الزوجة من أن تستمد لقب الإمارة من زوجها .
وكما نظم هذا القانون زواج أمراء الأسر المالكة نظم أيضاً طلاقهم فنص في المادة العاشرة على أنه إذا أراد أمير أو أميرة أو زوج أميرة أن يفارق زوجه .. وجب عليه قبل ذلك أن يقدم طلباً إلى الملك يعرض به رغبته فإذا رأى الملك محلاً للتراضي والتوفيق بين الزوجين ولم ير أن يتولى ذلك بنفسه أحال الأمر إلى مجلس البلاط ، ويجوز للمجلس بعد سماع أقوال الطالب أن يطلب حضور الشخصين لسماع أقوالهما فإذا تعذر على المجلس الإصلاح بين الزوجين وصدر الطلاق بعد ذلك من صاحب الحق فيه أثبته المجلس وسلم به وثيقة .
- وقضى هذا القانون أيضاً بأنه يشترط فى الأمراء والأميرات أن يكونوا مصريين ، وأن يولدوا من زوجة شرعية ، وأن يكونوا مسلمين ، تجرى عليهم أحكام الشريعة الإسلامية وقوانين المملكة المصرية .
ونص في الأمر الصادر في 13 أبريل سنة 1922 الخاص بوضع نظام لتوارث عرش المملكة المصرية في المادة السابعة على أنه إذا تزوج أمير بغير إذن الملك يُحرَم هو وذريته من حقوقهم في العرش وتنتقل ولاية الملك إلى من يليهم في الترتيب . ويصدر الحرمان بعد موافقة البرلمان ويجوز للملك إقالة المحروم أو إقالة ذريته كلها أو بعضها .. ويشترط في هذه الإقالة موافقة البرلمان
ويتضح من ذلك أن الأمراء والأميرات في الأسرة المالكة يخضعون في زواجهم لرأى صاحب العرش بما له من حق الولاية على أعضائها .. ولا يسرى ذلك على ما يظهر النبلاء والنبيلات إذ لم يقض الأمر الملكي رقم 55 لسنة 1922 باشتراط الحصول على إذن ملكي لزواج النبلاء والنبيلات .
ولزواج صاحب العرش أثر هام في ولاية الملك لأن هذه الولاية تنتقل وفقاً للنظام القائم في مصر ، والمقرر بمقتضى الأمر الصادر في 13 إبريل 1922 .. من صاحب العرش إلى أكبر أبنائه ثم إلى أكبر أبناء ذلك الابن الأكبر وهكذا طبقة بعد طبقة .. كما نص الأمر في مادته الثانية على أن يشترط في كل الأحوال أن يولد الأبناء من زوجة شرعية .. ونص في المادة الخامسة بأنه لا حق للنساء أياً كانت طبيعتهن في ولاية الملك .
الشبكة وفستان الزفاف
الشبكة ... العُقد والتاج ...:-
توالت هدايا فاروق على خطيبته فريدة .. كان أثمنها وهو ما أُصطلح تسميته الشبكة عُقد ثمين نادر أهداها إياه بمناسبة عقد القران السعيد وهو حلية نادرة المثال ذات ثلاثة أفرع من الماس الأبيض وتنتهي الأفرع من الناحيتين بمساكتين ذات ماستين نادرتين وقد بلغ ثمنه حوالي 27.000 جنيه واستغرق صنعه في باريس عاماً كاملاً وكان من مفاخر معرض باريس الدولي أما التاج الذي أهدته الملكة نازلي إلى الملكة فريدة بمناسبة زواجها فكان عبارة عن تاج فى وسطه زُمردة نادرة وفى أعلاه ماسة برسم قلب وثمنه حوالي 7000 جنيه .
فستان الزفاف :-
صُنع جهاز الملكة فريدة في أشهر محلات الأزياء الفرنسية وقد حظي محل ورث بشرف صُنع ثوب الزفاف ، ومحل شانيل بصنع أثواب الملكة نازلي ..
كان ثوب الملكة فريدة مصنوع من الدنتل الفضية الثمينة وله كُمان طويلان وذيل قصير وفوق الثوب ارتدت جلالتها ( مانتو ) من قماش خفيف مفضض تّكون منه الذيل الذي بلغ طوله خمس أمتار وغطى.
الاحتفالات الأسطورية
احتفالات أبناء الصعيد
احتفالات حول قصر عابدين
صاحب الاحتفال بعقد القران والزفاف الذي تم يوم الخميس 20 يناير 1938 عدد من مظاهر الابتهاج في البر والبحر .. فقد تقدمت آلاف من طلبة الأزهر والمعاهد الدينية إلى ساحة قصر عابدين للتهنئة بعقد القران ووقفت تهتف بحياة مليكها .. من ناحية أخرى انتشرت في الشوارع فرق لفرسان العرب في عروض فروسية بخيولهم العربية الأصيلة عدة ليالي وفى يوم القران السعيد ازدحمت شوارع القاهرة وشرفاتها بعشرات الآلاف المصريين والأجانب في انتظار موكب الظهور العظيم الذي بدأ سيره عند الظهر من سراي عابدين إلى سراي القُبة العامرة .. فبدا كأنه أُمه في مهرجان ..
وبعد أن وصلت مواكب الزهور إلى سراي القُبة أخذت إحدى عرباته تمر أمام السراي في هيئة استعراض وظلت تطوف هذه المواكب حتى ساعة متأخرة من الليل .
وفى الجمعة 21 يناير شاهد الملك والملكة استعراض المرشدات والكشافة .. وفى نفس اليوم قصد رجال الجيش ساحة قصر عابدين ليهنئوا قائدهم الأعلى بقرانه المبارك ويجددوا عهد الولاء له وقد عرض الجيش بفرقه وأدواته المختلفة من مدافع ثقيلة ودبابات وغيره .
ويوم الأحد 23 يناير وفد على القاهرة رجال الطرق الصوفية من مختلف أنحاء القطر ، وبعد أن أدوا فريضة الظهر قصدت جموعهم قصر عابدين كل فرقة منفصلة عن غيرها حاملة علمها الخاص هاتفين بحياة الملك .
- كانت أيام الاحتفال بالزفاف عيداً للفقراء إذ انتهزت الجمعيات والهيئات والأندية الخيرية هذه المناسبة السعيدة وقاموا بتوزيع الصدقات وإطعام الفقراء .
- وبدت القصور الملكية خلال ليالي الاحتفال وكأنها قطع ماس حيث تم إنارة القصور ودور الوزارات فحولت الليالي إلى نهار مُشرِق على نحو يدعو للسرور والبهجة ، كما تم إنارة مجرى نهر النيل من عند بدايته عند فندق سميراميس .. وكانت الأنوار التي تنعكس على مياهه من زينات الذهبيات والقوارب أشبه بأشعة سيالة .
كما احتفلت المساجد في جميع أنحاء البلاد بالزفاف السعيد فاكتسبت حُلة باهرة من الأنوار طوال ليال الاحتفال وكانت مآذنها وقبابها المضيئة تنشر البهجة والسرور .
عقد القران والبوفيه المائدة الملكية حفل عقد القران :-
كان حفل القران قبيل ظهر الخميس 20 يناير بقصر القبة حيث تجمع معظم النبلاء والأمراء والوزراء ورجال الدولة للمشاركة في الاحتفال بعقد القران الذي لم يحضره سوى جلالة الملك ويوسف باشا ذو الفقار والد الملكة ووكيلها وشاهدا الزواج وفضيلة الأستاذ الأكبر ورئيس محكمة مصر الشرعية فضيلة الشيخ( محمد مصطفى المراغى ) الذي عقد القران .
فكان الشاهدان هما دولة على ماهر باشا و سعيد ذو الفقار باشا
وبعد عقد القران تم توزيع علب مِلَبِس ثمينة على المدعوين .. وتوزيع شيلان كشمير فخمة على أصحاب الفضيلة العلماء .
وقبيل الساعة الخامسة والربع من مساء نفس اليوم وقف جلالة الملك فاروق الأول في إحدى شُرفات سراي القبة ينتظر وصول عروسه التي وصلت وفى رفقتها الأميرة نعمت مختار ، فاستقبل جلالته العروس ثم صعد إلى جناحه الخاص وبعد عدة دقائق خرج صاحبا الجلالة إلى الحديقة .
بوفيه العُرس :-
بلغ طول الكعكة الخاصة بالقران السعيد حوالي خمسة أمتار ، وكانت من صُنع حلواني الخاصة إبراهيم على يوسف .. وامتدت مائدة الفرح لمدة يومين كان عليها كل أنواع الأطعمة العربية والفرنسية وعدد من التورتات التي زينها الشعار الملكي .
شهر العسل وهدايا الأمراء
شهر العسل :-
بعد أن انقضت أيام الاحتفال الرسمية قصد الملك فاروق ومعه عروسه مساء يوم الاثنين 24 يناير إلى قصر إنشاص ليقضيا هناك أسبوعين في هدوء الريف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.