رأت أن الموت هو طوق النجاة بالنسبة لها.. كي تدفن معها خطيئتها التي ستثقل كاهلها أمام المولي عز وجل، لكن شاء القدر أن يلقنها درسا عله يكون عظة وعبرة وهو أن يسقط طفل الخطيئة وهو في الشهر الرابع. لتقع مغشيا عليها وتفيق علي صراخ وعويل النساء أسفل شرفة منزلها بعد أن سقط الجنين والذي ألقت به طفلتها الصغيرة وهو داخل المشيمة معتقدة بأن ذلك سيصيب والدتها بمكروه وخوفا عليها. بينما ازداد الصراخ والعويل حيث تتسابق الكلاب والقطط الضالة في محاولة لالتهام وجبة أرسلت لهم. غمرتها سعادة بالغة يوم زفافها فالزوج رجل حنون كلماته تخترق مسامعها لتشعرها بأنها ملكة متوجة.. وما أن أحست بعلامات الأمومة التي أخذت تتحرك داخل أحشائها لتطير فرحا.. واتخذ الزوج القرار وهو تحديد إقامتها داخل غرفة النوم وعدم القيام بأية أعمال منزلية حفاظا علي ولي العهد وثمرة حب طاهر شفاف..إلي أن أستقبلا طفلة ملأت عليهما عش الزوجية فرحة وبهجة.. ولم تدم الفرحة طويلا خاصة بعد مكالمة هاتفية تخبرها بوفاة الزوج إثر حادث أليم لتنهار الزوجة في البكاء ويسيطر الحزن والسكون علي المنزل فالوحدة الموحشة كادت أن تقتلها والذكريات العالقة بذهنها كلما توجهت إلي أي مكان بعش الزوجية.. ومرت الأيام وأخذت في تربية ابنتها والتي كانت تكبر معها أحلامها حتي بلغت عامها العاشر. ليلفت نظرها الاهتمام الزائد من ابن الجيران بها وبطفلتها والذي كلما شاهدها يرمقها بنظرات وكلمات الحب لم تبال إلي أن فاجأها بحبه الشديد لها وأنه مستعد للزواج منها.. وأعدت له عدة اختبارات لتري ردود فعله مع ابنتها بينما هو نجح في نسج خيوطه حولها، وفي لحظة ضعف تبادلا خلالها ممارسة الحب المحرم لتفيق بعد ذلك علي اختفاء الحبيب فور علمه بأنها حامل.. حاولت الانتحار أكثر من مرة لكنها خشيت أن تترك ابنتها وحيدة في الدنيا تتخبط بين جنباتها، حاولت إجهاض نفسها فالمحاولة باءت بالفشل، لم تجف دموعها فالفضيحة تكبر يوم بعد يوم ومع كثرة الدموع التي تنهمر علي خديها كل ليلة كما لو كانت تغسل خطيئتها.. وأثناء وقوفها مع ابنتها بالبلكونة فاجأتها أعراض الولادة المبكرة حيث الآلام المبرحة ليسقط الجنين في شهره الرابع بينما أخذته الطفلة وألقت به إلي الشارع وهو داخل المشيمة لتفيق الأم علي صراخ وعويل النساء والمارة بالشارع . وتم تحرير محضر بالواقعة وأحيل إلي النيابة التي تولت التحقيق وصرحت بدفن الجنين بعد العرض علي الطب الشرعي.