لا تذهب إلي هناك فهو مسكون..هناك أضواء تنطفئ وتنير من تلقاء نفسها، ناهيك عن الحرائق التي كانت تشتعل وتخمد دون أن يقترب أحد؛..كيف تفسر سكن الخفافيش هناك؟ ولماذا تعتقد أن الحراس لا يستمرون في عملهم لفترة طويلة..إنها الأشباح ! هذه مجرد أجزاء صغيرة من الغموض والشائعات التي تلتف حول قصر البارون "إمبان" بمصر الجديدة، فعلى الرغم من انه تحفة معمارية حاول الجميع على مر العصور الإستيلاء عليها إلا أن الجميع توقف بعد ذلك عن الإقتراب منه او حتى العبور من أمامه خشية أن يراهم ذلك الشبح الغاضب الذي يسكن اروقة المكان..؛ فكم مرة سمعت أحدا يقول لك"انا اخشى الإقتراب منه". لم تبدأ القصص التي نسجها الناس حول القصر في يوم وليله بل إن له قصصا طويلة تراكمت فشكلت أسطورة لا تقهر داخل الناس من الخوف تجاهه.. بدأت القصة بقدوم المهندس البلجيكي "إمبان" إلى مصر، بعد أن كان قد طاف حول العالم وجمع الكثير من المال وساهم في إنشاء المترو الفرنسي وتكريما له حصل على لقب "البارون".. بعد ان انتهى من زيارة كل دول الغرب وإنشاء مشروعات متفرقة يستثمر بها امواله الطائلة إتجه إلى السحر الشرقي ومن الهند التي اعجب بمعمارها إلى مصر التي أسرته وقرر على الفور البقاء فيها.. قام "إمبان" بإتخاذ مكان نائي في ذلك الوقت بمصر كان يمثل محض صحراء كمقر لبناء قصره الذي استوحى تصميمة من إحدى التصميمات الفرنسية الشهيرة الممزوجة بالفن الهندي ، حيث كانت تزين الحديقة وبهو القصر وطوابقة تماثيل لبوذا و بعض الفرسان والحيوانات ، بالإضافة لكون القصر قائم على قاعدة متحركة تسمح للجالس في اي مكان أن يرى من شرفته كل ما يحدث حول القصر.. عاش "إمبان" داخل القصر في البداية مع شقيقته البارونه "هيلانه" واشتهر بحزمه وقسوته في التعامل معها، حتى أنه كان هناك غرفة أسفل المنزل كان يحرم عليها أو على أحد من الموجودين في القصر دخولها ، وكان يسميها بالغرفة "الوردية" نظرا لورق الحائط الذي كان يغلفها، كما أنها كانت مجرد بداية لسرداب طويل يقود مباشرة إلى كنيسة البازيليك بروكسي. في أحد الايام كان البارون يدور بالبرج الجنوبي للقصر حتى سمع فجأه صوت صراخ أختة البارونه "هيلانه" فحاول الذهاب لرؤيتها إلا أنها كانت قد سقطت من شرفة حجرتها..ومن هنا بدات الشائعات التي قالت ان روح البارونه الساخطة على شقيقها اوقفت قاعدة القصر الذي لم يدور منذ ذلك الحين مرة أخرى..! كان "إمبان" يجلس بمفرده في الغرفة الوردية لساعات طويلة ولا يستطيع أحد الاقتراب منه حتى انه كان مصابا بمرض الصرع وكانت تنتابة النوبات في أي وقت فيسقط فاقدا وعيه بأي مكان، لكن حزمه الشديد وأوامره الصارمة للجميع بالإبتعاد عنه وعدم لمسه لم تدع مجالا لأحد ان يساعدة في أي وقت أو مكان. تزوج إمبان وانجب إبنته الوحيده "مريام" التي أصيبت بشلل الأطفال بعد فترة وجيزة من ولادتها ولشدة قسوته في التعامل معها كانت تجلس بمفردها ساعات طويلة في سراديب المنزل وتعود بعد ذلك وهي في حالة نفسية جيدة لتقول أنها تحدثت مع أحد الأصدقاء الذي اراحها كثيرا..وكانت هذه هي بداية قصص "عبدة الشيطان" التي زادت من الشائعات حول القصر. وفي أحد الايام وجدت "مريام" ميتة في أحد السراديب التي كانت تجلس بها دون سبب معروف، أصيب البارون بعد ذلك بحالة إكتئاب حادة ويُقال أنه حاول تحضير روح شقيقته للإعتذار لها إلا انها لم تقبل..ولم تهدأ الضجة التي كان يسمعها الناس داخل القصر إلا بوفاة البارون ودفنه في الغرفة التي كان يجلس فيها. ذاع صيت القصر مرة اخرى في التسعينات عندما ألقت الشرطة القبض على مجموعه من الشباب كانوا يذهبون إلى هناك لإقامة ما يسمى بطقوس عبادة الشيطان ، وأشيع وقتها انهم اختاروا القصر بسبب العلاقة التي كانت بين "ميريام" ابنه البارون..والشيطان؛..