ليس فيلما سينمائيا أو قصة درامية من وحي الخيال وإنما واقع بطلته حية ترزق وبناء وقد ألحت بعدم ذكر اسمها أو تحديد محل إقامتها خوفا علي مستقبل أشقائها الصغار. ذاع صيتها وأصبحت الأكثر نجومية والأعلي سعرا وطلبا لراغبي المتعة الحرام نظرا لجمالها وأنوثتها الطاغية التي تصحبها براءة الأطفال لتجبر كل من تقع عيناه عليها أن يعاملها كأميرة متوجة تتسابق نظرات المحيطين بها للفوز بابتسامة رقيقة تشعرهم بالشباب والحيوية. إنها فتاة ال "16 عاما" ذات البنيان القوي والتي ألقي القبض عليها داخل أحد بيوت ممارسة الحرام، لتروي مأساتها أمام وكيل النائب العام. بصوت خافت متحشرج ودموع تنساب علي وجنتيها قالت "إننا أسرة مكونة من ثلاثة أولاد وثلاث بنات وأنا أكبرهم سنا حيث أنعم علي ربي بجمال صارخ وجسد أكبر من سني مما كان ذلك سببا للفت نظر كل المحيطين بي، فأصبحت أكثر دلالا في معاملتهم لدرجة الغرور.. وفى أحد الأيام عاد والدي من العمل وبدت علي وجهه علامات الحزن والأسى ليخبرنا بأنه قد تم الاستغناء عن خدماته بالشركة التي يعمل بها هو ومعه عدد كبير من زملائه لينزل الخبر علي رأسنا جميعا كالصاعقة وخيم الحزن علي المنزل حيث تجمدت الابتسامات علي شفاهنا جميعا وأصبنا بحالة اكتئاب شديدة والتي كانت تزداد كلما عاد ليلا يجر أذيال الفشل في عدم الحصول علي عمل، لنبكي جميعا.. وأثناء جلوسي بجانبه في محاولة للشد من أزره وتهوين الأمر عليه ورغم انهمار الدموع من عينيه إلا إنني لمحت نظارات شيطانية تخترق جسدي وفوجئت به يطلب مني أن أرتدي ملابسي للذهاب معه للتنزه لم أبال وبالفعل وأثناء سيرنا أدخلني منزل أحد أصدقائه بحجة أنه صديق عمره ويحتاج للحديث معه .. وما أن دق جرس الباب حتي أفاجأ برجل يكبره سنا ويبدو علي وجهه ندبات الزمن وأثناء قيامه بإعداد مشروب كشف أبي عن نذالته وجحود قلبه وبأسلوب الحيه الناعمة الملساء وبدموع مصطنعة تنساب بخسة فوق وجه لايعرف الفضيلة يطلب مني الدخول مع صديقه العجوز إلي غرفة النوم حيث عرض عليه مبلغ 500 جنيها وأخذ يمطرني بكلمات الاستطعاف كما لو كنت طوق النجاة بالنسبة للعائلة من الفقر المدقع الذي سنعيش فيه وتشريد أشقائي وضياع مستقبلهم. تحشرجت الكلمات داخل حلقي الذي امتلأ مرارة لا تذيبها بحار العالم ولم أفق إلا علي يد العجوز تربت علي كتفي بينما يده الأخري تعصر معصمي وبخطوات ثقيلة تمنيت أن تصاب قدماي بالشلل وأصبحت في حيرة ولا أعرف كيف أتصرف او أفعل بينما أبي الشيطان يواري وجهه عني كلما نظرت إليه أن يرحمني ويعفو عني.. وتوجهت إلي غرفة النوم مع الذئب البشري العجوز. لتبدأ بعد ذلك نجوميتي في عالم الرذيلة حتي أصبحت الأكثر طلبا وسعرا وأغدقت عليهم بالمال الحرام حتي وقعت في يد رجال مباحث الآداب ولم يكلف نفسه حتي بزيارتي أو الدفاع عني. وجاء قرار وكيل النائب العام بحبس الفتاة وأعضاء الشبكة 4 أيام علي ذمة التحقيقات. وانصرفت وسط أعضاء الشبكة يرتدين الزي الأبيض وبابتسامة مصطنعة ترد بها علي زميلاتها وبلسان حال يقول "هيحصل إيه اكتر من اللي عملته".