قال مسئول الدعوة والإعلام الديني بالمكتب الفني لشيخ الأزهر د. محمد مختار جمعه، أن انشغال المواطنين بالجوانب السياسية أكثر من قضايا الدين أوجد فجوة أخلاقية كبيرة في المجتمع. وأضاف في ندوة عناية الإسلام بالقيم والأخلاق بشركة النصر ضمن القافلة الدعوية للأزهر بالسويس أن المساجد قبل الثورة كانت أكثر امتلاءا من ألان وهو ما يجعلنا نتساءل ما الذي حدث ونقف أمام أنفسنا و أمام مسئوليتنا الشرعية ونبحث ونركز علي الجانب الروحي والأخلاقي والتربوي فلو انفلتت منظومة القيم فنحن في خطر شديد. وأوضح أن هناك تغير كبير في سلوكيات كثير من الشباب بسبب البطالة والاستقطاب السياسي بعيدا عن القوي الدينية وهو ما يؤكد إننا قصرنا في حق الشباب ويجب علينا أن نركز علي بث القيم الدينية والأخلاقية والتربوية حتي نجني ثمار ذلك مستقبلاً وأشار إلي أن النبي (صلي الله عليه وسلم) حدد الهدف الرئيسي من الرسالة وهو مكارم الأخلاق، بالإضافة لثمرة العبادات والتي يظهر أثرها في السلوك. وأكد رئيس قسم الشريعة الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية الدكتور عباس شومان ، أن الأزهر عندما بدأ في إطلاق قوافل دعوية في ربوع مصر وخارجها، فإن الباعث على ذلك هو إحساس الأزهر بخطورة الوقت التي تمر به مصر، ومسئوليته أمام الله عز وجل فالأزهر سينطلق في شتي المجالات دون توجه سياسي ودون خدمة لأي هدف ، ولكن انطلاقا من مسئوليته أمام الله وتجاه المصريين كافة والمسلمين من أهل السنة والجماعة في العالم ، وذلك حتى لا تضيع جهود الأزهر سدى، وهو ما أكد عليه فضيلة الإمام الأكبر، وهو يدشن هذه القوافل، مشددا على أنه واجب علينا تجاه أهلنا. وأوضح انه لا يخفي على احد ما وصل إليه حال الناس، فلا يليق بمصر ما نسمع من حوادث، قتل وسرقة أموال الناس بالإكراه، مشيرا إلى أن المجتمع شهد انحدار أخلاقي غير مسبوق وأصبحنا نسير عكس الاتجاه في كل شئ، فإذا غابت الحماية والأمن، ظهرت معادن الناس . وأضاف أن العبادات الإسلامية كلها، شرعت من اجل مكارم الأخلاق من صيام وزكاة وصلاة وحج وأكد أن الشريعة الإسلامية مع الإنسان قبل المهد وبعد اللحد، وبهذا تتجاوز الشريعة الإسلامية الحدود أخلاقا وسلوكا وهو عكس ما نراه ألان، وهو ما لا يليق بالمسلم . كما أشار في كلمته إلى تعامل الشريعة الإسلامية مع غير المسلم، موضحا أنها تاج على راس المسلم، يباهي بها العالم، حتى في وقت الجهاد في سبيل الله، فقائد الجيش داعية ولا يحارب ولا يقاتل إلا أن بعد أن يتم دعوته، وابدي حزنه الشديد لما تمر به مصر من انحدار أخلاقي .