ما أعرفه عن بهية، إن هوايتها الوحيدة هي وجع قلب محبيها، إنما هويتها دي يمكن أن تختلف فيها مع الكثيرين. بلد بس بصراحة مش زيها زي أي بلد، لا أعلم تقع بين أي خطي طول ولا بين أي دائرتين عرض، كل ما أعرفه عنها إني لما بنزل الشارع بحس إني عارف الناس اللي فيه كويس حتى لو مش على سابق معرفة ، يعني مثلا أعرف فيها عمي اللي ولاده بيناموا على الأرض لأن عندهم ضيف "أنا" وأعرف فيها صديقة والدتي اللي دايما بتجيبلنا هدايا معاها وهي راجعة من الحج وأحضرت لنا سجادة صلاة ، وجدتي اللي كانت بتقعد تحكيلي بالساعات وأنا مش زهقان مع إنها بتحكيلي حكايات سمعتها منها كتير أوي قبل كدا بس كنت بحب طريقتها وهي بتحكي جدا ، وعم عادل البقال الله يرحمه كنت هموت واعرف هو مسيحي ولا مسلم وفضلت ناسي اسأله لحد ما مات ووالدي الله يرحمه اللي كان دايما يعشق البلد دي وأكتر واحد كان "بيتفاخر" انه اتبهدل كتير اوي في فترة تجنيده وكان بيحب عبد الناصر وكان بيعشق أنور السادات مع إنه ماغتناش في عصره ولا حاجة ومات بعد تولي حكومة نظيف بسنة واحدة فملحقش يعيش الثورة ، والصوت اللي كان دايما بيصحيني من عز نومي وانا بايت عند جدتي يوم الأجازة" فلاحي والله يا أووووطا " أصل إحنا بصراحة مابنشتريش الطماطم أورجانيك بس ماخبيش عليكوا انا لما بقيت بنزل الشارع مابقيتش بحس زي الأول أني أعرف فيه ناس كتير ده حتى جدي بقي بعافية شوية لدرجة انه مابقاش يقدر يقرا الجورنال ولا حتى بقي يهتم يسمع النشرة ولا الرجل بتاع الطماطم بقي صوته بيصحيني لأني يوم الخميس مابنامش أساسا عشان أصحي بدري ووالدي اللي كان بيتفاخر جدا بأنه أتبهدل جدا في الجيش ماظنش أنه هيبقي مبسوط أبدا وهو بيشوف الجيش نفسه بيتبهدل وعرفت من والدتي إن هي كمان ماتعرفش ديانة عم عادل وعمرها ما سألته برضة وصديقتها اللي كانت بتجيبلنا هدايا معاها من الحج بطلت تزورنا اساسا حتي حكايات جدتي مابقاش ليها طعم زي زمان لدرجة إني بقيت بهرب منها ، فبصراحة أنا مابقيتش أنزل الشارع كتير للأسباب اللي انا قلتلكوا عليها دي ده أنا حتى كنت قربت أنسي الكلام اللي انا حكيتهولكوا ده وانتوا فكرتوني "كتر خيركوا".