ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية أنه مع بدء العد التنازلي لنهاية الشهر الحالي، تسود أوساط جماعة الإخوان المسلمين في مصر أجواء عدة من المخاوف. وأوضحت الصحيفة – في تقرير لها نشرته الخميس 6 يونيو، أن المراقبون يرون خوف الجماعة من خلال تصريحات قادتها، ومدي الرعب الذي يسيطر عليها، إثر تفاعل دعوات المطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، ليتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد، إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة . وتابعت الصحيفة: "هذا الرعب الذي يسود أوساط الجماعة بدا واضحاً في تضارب تصريحات قادتها، ما بين إبداء الرغبة في النزول إلى الشارع يوم 30 الحالي، وما بين رفض مثل هذه الدعوة تفادياً للصدام مع القوى الحاشدة للنزول في ذات اليوم، غير أنه مع تضارب التصريحين، فإن قادة الجماعة يتفقون على أن نزول أعضائها إلى الشارع مرهون بأن تصبح شرعية الرئيس أمام خطر محقق". وربما تكون الجماعة قد أدركت هذا الخطر بالفعل بعد تزايد توقيعات حملة "تمرد" الداعية إلى سحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك عندما لم يمانع قادة حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للجماعة في الانضمام إلى الحملة المناهضة ل"تمرد" والمعروفة ب"تجرد"، وتستهدف تأكيد شرعية الرئيس من خلال جمعها أيضاً توقيعات تدعم هذه الشرعية . وأضافت الصحيفة أنه عبر العديد من المنتديات الإلكترونية التابعة والمحسوبة على الجماعة، ظهرت العديد من الدعوات التي أطلقها كوادر الجماعة بضرورة الإعداد لمواجهة المتظاهرين يوم 30 الحالي، والبحث عن آليات للحشد تقوض من تحركاتهم، إلى الدرجة التي دعا فيها بعضهم إلى ضرورة النزول إلى الشارع قبل هذه التظاهرات بيومين لتأمين القصر الرئاسي إلى حين المظاهرات المرتقبة، الأمر الذي يعني حال حدوثه، أن حمام الدم قد ينفجر مجدداً بين المصريين، خاصة أنه كانت هناك حالات مشابهة لهذا الفعل ورده في أحداث القصر الرئاسي الأولى والثانية قبل نهاية العام الماضي، ما أوقع قرابة 11 قتيلاً، خلاف المصابين الذين لم تندمل جراحهم بعد . وقالت :"لذلك يذهب المحللون إلى أن الجماعة إذا كان تفكيرها على هذا النحو، أو أن تغذي في صفوف كوادرها مثل هذا التحرك، فإنها ستدفع بنفسها إلى الهاوية، وتكون بذلك قد ارتكبت جرماً جديداً بحق الوطن المصري، ليس هذه المرة في مؤسساته، ولكن في أوساط مواطنيه بإراقة الدماء فيما بينهم". ولعل من تفاعل المخاوف التي تنتاب الجماعة قيادات وكوادر ذلك التحرك الفاعل للداعين إلى التظاهرات 30 يونيو، بعدما اكتسبت دعواتهم زخماً شعبياً، ظهر واضحاً في جميع توقيعات حملة "تمرد" وتضامن العديد من القوى الثورية والسياسية مع هذه الدعوات، على نحو حجم التأييد الذي أبداه ممثلو هذه القوى للحملة وبدأت تبدو مؤشراته بالحشد للتظاهر في ذات اليوم . وفي نفس السياق أشارت الصحيفة إلى تأكيدات جماعة الإخوان المسلمين، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي أعمال عنف أو شغب تجاه مقارها، فيما أحيل 12 من النشطاء السياسيين لمحكمة الجنايات بتهمة التحريض على العنف . وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة أحمد عارف، في تصريح عقب الاجتماع الدوري لمكتب الإرشاد، إن الجماعة لم تتخذ موقفاً رسمياً تجاه مظاهرات 30 يونيو، مؤكداً أن الجماعة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي أعمال عنف أو شغب تجاه مقارها. واعتبر عارف أن "حملة تمرد "المطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي" لا قيمة لها، داعياً كل من أراد الديمقراطية إلى القبول بصندوق الانتخابات وبنتائجه مهما كانت الظروف .