ذهبت إلي إحدى شركات الاتصالات لتجديد خدمة الإنترنت، فوجدت المكان مختلف عما اعتدته وكأن الناس "نامت بدري والكل طفا النور"! لكني عندما اقتربت أكثر وجدت الجميع يقف عند مدخل محالة التجارية حاملا الشموع أو أنوار"الموبايل" يحاولون الإضاءة بها فقط لرؤية من يتحدثون معه فعرفت أن أزمة الكهرباء "نحس" يجدك أينما كنت! تجرأت قليلا وذهبت لمكان شركة الاتصالات وسألت احد موظفيها المتجمهرين بالخارج.. -النور قاطع؟ - طبعا..!! -طب بيرجع هنا بعد قد إيه ؟ -..لا ده على حسب مزاج "مرسي"..بعد ساعة، ساعتين، خمسة... -اللعنة ! "العودة إلى عصر الظلام"..هذا هو "أفيش" السينما المصرية الذي يبدو سيستمر طويلا الفترة القادمة، وشعار المصريين في المرحلة الانتقالية!! فبدا واضحا في الفترة الأخيرة سواء كنت من محبي الجلوس في المنزل أو الخروج أن "الضلمة" قد حلت على كل شوارع مصر، و"الضلمة" هنا تأتي بمعناها الحرفي، فأصبحت ظاهرة قطع النور منتشرة بشكل كبير ومثير للسخرية والإزعاج بشكل أكبر بالنسبة للمصريين، فانتشرت صفحات على "الفيسبوك" تسخر من ذلك مثل، "مصر مش شافية عيالها"..و"حملة إنارة مصر بالشموع"، وربما يكون ذلك من وجهة نظرك حل غير عملي، لأن الشموع يمكن أن تنتهي قبل أن تعود الكهرباء مرة أخرى، إلا أنها من الجهة الأخرى ستعيد أجواء الرومانسية إلى مصر !! عزيزي المواطن المصري..فكر بشكل إيجابي، ربما حان وقت إصلاح علاقتك الرومانسية بزوجتك وبدون أي ترتيبات، فقط اجلس في المنزل وانتظر مسلسل قطع النور الذي تتم إعادته ثلاث مرات يوميا، بلا استراحات في المنتصف، ومع بعض المسليات ستجد أن ذلك في حقيقة الأمر "إنجاز" ..ألا تتفق معي؟!! تقول مي – 22 عاما- لقد أصبحت أقوم بكل شيء في حياتي بسرعة قبل أن تنقطع الكهرباء التي تفصل حوالي مرتين في اليوم، وأفضل طريقة لإضاعة الوقت عند حدوث ذلك هو التليفون، أو الجلوس مع الأهل، فإذا نظرنا للأمر بشكل إيجابي من وجهة نظري سنجد أنها فرصة للم شمل العائلة! ويؤكد أحمد – 26 عاما-..لم أشعر بأزمة قطع الكهرباء كثيرا لاني في اغلب الأوقات خارج المنزل، حتى عندما تفصل الكهرباء وأنا بالبيت تصادف أن أكون نائما، فلا اشعر بهذا الأزمة كثيرا في مصر.. ترى نهلة-21 عاما- أن أفضل طريقة للتعامل مع قطع الكهرباء هي النوم، فهو في منزلها يفصل تقريبا يوم بعد يوم، وعندما يحدث ذلك تذهب للنوم حتى لا تشعر بالوقت لأنه يستمر فترة طويلة. يضيف شادي – 29 عاما- لقد جعلني قطع الكهرباء المتكرر أقوم بالتجهيز والتحضير له، فأحرص دائما على شحن "اللاب توب" الخاص بي في الفترة التي تكون فيها الكهرباء موجودة، وأقوم بتشغيل "التكييف" لتبريد الغرفة وعندما تقطع الكهرباء أكون مستعدا لها تماما. أما هند -24 عاما- فلديها حل مختلف للأمر، ومن وجهة نظرها الطريقة المثلى لمرور الوقت هي تناول الطعام، فقالت، انقطاع الكهرباء أصبح شيئا يوميا ومعتادا لدينا ساعتين صباحا ومثلهما مساءا، فلا أجد شيء لفعلة سوى تناول الطعام!! وهكذا عزيزي المواطن يمكنك أن تفكر دائما بطريقة ايجابية.. أرأيت إنك إذا دققت النظر ستجد الأمر غير مزعج على الإطلاق، وإنما عليك فقط النظر إلى الجانب الممتلئ من كوب الماء.. لكن المشكلة في الجانب الفارغ أنه لا يمكن إغفاله، فأخبار من مثل" انقطاع الكهرباء يتسبب في سرقة ...، وانقطاع الكهرباء يتسبب في تعطيل امتحانات...، وانقطاع الكهرباء يتسبب في موت أطفال الحضّانات"!!..فهذا ليس إيجابي على الإطلاق !