عندما وعد الرئيس محمد مرسي بتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح لم يكن كلاما فى الهواء كما يحلو لجبهة المنتفعين من نظام المخلوع أن تشيع وتبث روح اليأس فى المصريين، فلقد نجح الرئيس مرسى فى بدء الخطوة الأولى من الف ميل لتحقيق الأمن الغذائى لمصر فقد تم مؤخرا رفع نسبة الإكتفاء الذاتى فى القمح الى 63% لهذا العام من 45% للعام الماضى وهو مايعنى خفض استيراد مصر من القمح ليصل خمسة ملايين طن بدلا من عشرة ملايين. هذا الإنجاز الرائع لم يلتفت له احد إلا قليل رغم اهميته وكونه مؤشر الى ان مصر بدأت فى استعادة اولوياتها الإستراتيجية وتسير فى الطريق الصحيح، وكما هو معروف يعد القمح محصول إستراتيجى لا غنى عنه لو أردنا تحقيق الإستقلال الحقيقى بالإضافة لكونه المحصول الأهم لمكافحة الجوع فالمصرى يستهلك 182 كجم سنويا من القمح،لذا لابد من الإشادة بتحقيق هذه الطفرة فى ظل ظروف غير طبيعية ونباح الكثير ممن يدينون لنظام المخلوع بالولاء نتيجة المكاسب التى حققوها على حساب الشعب الفقير ،ولا زالوا يتراصون من أجل إفشال خطة الحكومة لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح وهو ماسيوفر للدولة المزيد من العملة الصعبة. كل محب لهذا البلد لابد وان يركز على الإيجابيات التى تحدث ولا تجد من يسلط الضوء عليها رغبة من الفاسدين فى وسائل الإعلام فى نشر صور قاتمة السواد عن مصر لتحقيق أغراض شخصية بحته،ولكن هيهأت هيهأت . ومن دواعى البشرى ان هناك اربعة دول تمكنت من تحقيق الإكتفاء الذاتى فى إنتاج القمح منهم سوريا وجورجيا وجمهورية مولدوفا بعد ان كانت مصنفة ضمن قائمة بلدن العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض وفقا لتقارير منظمة الأغذية العالمية"الفاو"وهو مايعنى انه ليس هناك مستحيل ،أما مايمارس الآن من إبراز كل السلبيات بشكل فج يجعلنا نوقن ان الرئيس مرسى يسيرفى الطريق الصحيح وسوف يعينه الله إن شاء الله لإكمال مشروعه الذى يحلم بتحقيقه لمصر رغم الميراث المر الذى ورثه من نظام فاسد،و لا زال شياطينه يوسوسون فى كل مكان لإفشال كل خطة تهدف لعودة مصر لمكانها الطبيعى ولمستوى المعيشة اللائق بأهلها. وكما هو معلوم ان القمح محصول إستراتيجى تدخل من خلاله الدول الكبرى فى سياسات الدول النامية وتستخدمه كأداة لفرض مصالحها ولا ننسى جميعا ما كانت تفعله الدول الكبرى من إلقاء فائض إنتاجها من القمح فى المحيط حتى لا تنخفض اسعار القمح العالمية بينما الملايين من البشر يموتون جوعا كل عام. إندلاع الحرائق مؤخرا فى حقول القمح فى معظم محافظات مصر دون التوصل للفاعل الحقيقى دلالة واضحة أن فلول النظام يمارسون جرائمهم دون وازع من ضمير ليسرقوا فرحتنا بما تحقق من وفرة فى زراعة محصول القمح"الذهب الصفر"كما يطلق عليه، وهو الدليل المليون الواضح لكل من يملك بصر وبصيرة للحرب الخفية والمعلنة ضد اى نجاح يقدمه الرئيس محمد مرسى ،ومطلوب الآن من الشرفاء فى الجهات الحكومية أن يتراصوا هم أيضا فى وجه هؤلاء سارقوا فرحة المصريين والمستمرين فى حرق الأخضر واليابس للحفاظ على ماحصدوه فى اربعين عاما هى اسوأ حكم شهدته مصر فى تاريخها الحديث. فى تصورى أن الحكومة عليها الإستعانة بكل خبراء الزراعة سواء من الفلاحين او المختصين فى شئونها لتفويت الفرصة على كل كاره لمصر وثورتها ،حتى نجتاز كل الصعاب التى يتم وضعها من الخبثاء من المصريين وكذلك لا نغفل عدم ترحيب دول كبرى بأى إنجاز فى هذا المجال وهو مايعنى غلق أبواب التدخل والضغط من اجل الحصول على القمح.الإكتفاء الذاتى من محصول القمح حلم لكل المصريين الشرفاء لابد من وضعه كمشروع قومى مثله مثل المشروعات القومية الكبيرة التى نفذتها مصر مثل مشروع السد العالى والكل يعى تماما ما سنجنيه عندما نمتلك قوتنا ،. واعود الى كلمات الزعيم جمال عبد الناصر المعبرة الصادقة:"من لا يملك قوت يومه..لا يملك قراره وسيضيع استقلال مصر.