حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    ترامب: الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة يقترب من نهايته    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي    التحول الرقمي.. مساعد وزير الصحة: هدفنا تمكين متخذي القرار عبر بيانات دقيقة وموثوقة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تركيا تسعى لتأمين ممر إنساني لإنقاذ 200 مدني من أنفاق غزة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسي يلقي كلمه امام الجامعه اللبنانيه
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 09 - 05 - 2013

القي رئيس حزب المؤتمر عمرو موسي الخميس 9مايو كلمه امام الجامعه اللبنانيه قائلا: منذ أيام قرات للمفكر اللبناني الأستاذ عليالقي رئيس حزب المؤتمر عمرو موسي الخميس 9مايو كلمه امام الجامعه اللبنانيه قائلا: منذ أيام قرات للمفكر اللبناني الأستاذ علي حرب مقالاً بجريدة الحياة بعنوان "مشروع التنوير العربي" حرب مقالاً بجريدة الحياة بعنوان "مشروع التنوير العربي"، أشار فيه إلي مقولة "هيجل" عن "مكر التاريخ" ... جاء ذلك في معرض حديثه عن "الاشكاليات المركبة والمفارقات الفاضحة" المتعلقة بما يشهده العالم العربي من تطورات تتصل بالمأزق الذي نواجهه ونحن في خضم عملية تغيير لا نستطيع الآن على وجه اليقين أن نحدد نتائجها في المدى المتوسط أو البعيد، وان كنا نرى بوضوح أن الواقع الحاضر وربما إلى المدى القصير، يشوبه الاضطراب والتوتر، وربما الفوضى، ويتسم بالقلق الكبير على مصير دولنا ومجتمعاتنا، وهل سوف نلحق بالعصر ... بالقرن الحادي والعشرين، ونسهم فيه، وننهل من الفرص التي يقدمها والآفاق التي يفتحها، أم سوف نجر جراً إلى عصور مضت وأزمنة خلت، وما يعنيه ذلك من اضطراب أو انهيار لمسيرة المجتمعات نحو الاستقرار والنماء.
وان التراث والفكر الذي نهلنا منه وانتمينا له يجب على الدوام، ولصالح أجيالنا ومجتمعاتنا، أن يكون حافزاً وأساساً للسير - بل للقفز - نحو المستقبل، وليس للعودة إلى الماضي، حتى يتمكن العالم العربي من الشراكة في تشكيل عالم الغد وفي امتلاك أسباب المعرفة وأسرار التقنية، ومن ثم تملك مفاتيح الحياة العصرية المدعومة بقواعد ثقافية عريقة متينة ثابتة الجذور.
واكد موسي قائلا :أقول هذا كله بمناسبة ما أصابنا وأصاب العالم من حولنا من دهشة واستنكار لما آلت إليه أمورنا، ولما تفاجأت به ثوراتنا من من افلات الأمور منها، ومن أن محاولاتنا لحل المشكلات التي واجهت أوطاننا بسبب سوء إدارة الحكم في العقود الأخيرة انما ولدت مشكلات أكثر تعقيداً وخطورة.
فهل يا ترى قد مكر بنا التاريخ كما قال "هيجل"، وكما أورد الأستاذ على حرب، أم قد مكرنا بأنفسنا، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
وبعد ذلك قال موسي السيدات والساده :
شهد عام 2011، وشهدنا نحن منذ بداية ذلك العام ثورات تتابعت حتى شكلت حركة تاريخ خاصة بنا\ن أسماه الغربيون "الربيع العربي"، وأسماها غيرهم بالانتفاضة أو الثورة، وأرجو ألا تنتهي إلى "هوجة" كما يقول الفلكلور المصري، وأفضل أن أسميها "حركة التغيير العربية"، وهي حركة ثورية بالتأكيد، أظننا جميعاً نتفق على أنها كانت منتظرة ومتوقعة، بل وضرورية، بعد أن فاض الكيل من سوء الإدارة وشخصنة الحكم وديكتاتورية الحاكمين وأسرهم، بل من نقص الكفاءة وبلادة القراءة، قراءة حركة التاريخ ... قراءة المسيرة العالمية من حولنا، والفارق الي يتسع بيننا وبين العالم الذي يعاصرنا، ولم يذكروا أن القرن الحادي والعشرين قرن له متطلباته المختلفة وشروطه الخاصة للنجاح والتي تختلف جذريا عما تعودوه ومارسوه.
ويهمني أن أطرح عليكم اعتقادي بأن حركة التغيير الثورية هذه سوف تستمر معنا نشطة، تصعد وتهبط، تفور وتخمد، لسنوات عديدة قادمة، ولكنها لن تتراجع أو تدور إلى الخلف، مهما حاول البعض فرض مثل هذه المسيرة المتراجعة، وذلك لأسباب عدة أهمها: حركة التاريخ ذاتها، وتطلعات الناس وحاجاتهم، وطبائع القرن الحادي والعشرين وتأثيراته، بما في ذلك العولمة والتقدم المذهل في مجال الاتصالات والمواصلات، والتي تكشف للشعوب وهج المجتمعات المتقدمة، واسبابه ومقوماته، بقدر ما تكشف ظلام المجتمعات الفاشلة بسبب جمود الفكر وفشل الحكم ومناورات القوى العظمى وضغوطها وتأثيرها. إلا أن هذه المسيرة الثورية تطرح عدد من التساؤلات الجذرية، ومن أهمها سؤال يتعرض لمدى تأثر النظام العربي بتداعياتها، وهنا أقول إن من شأن التغير في نمط الحياة السياسية أن تدعو إلى تغير في طبيعة النظام العربي، وأقصد بذلك التنظيم الذي جمع الدول العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في أربعينيات القرن الماضي، حتى بدء حركة التغيير العربية مع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
نعم، لابد من نظام عربي جديد لا يكون مغلقاً على نفسه، وانما يجب أن يسمح بناؤه بنوافذ مفتوحة على المنطقة من حولنا، والتي نحن جزء منها وهي جزء منا، وأقصد بهذا دول الجوار العربي في آسيا وأفريقيا، ووفق نظام خاص يعمل على دعم وتأكيد الدور العربي في الاقليم المحيط، وتحديد العلاقة مع إيران من ناحية، وإسرائيل من ناحية أخرى، وتركيا من ناحية ثالثة، ودول الجوار الافريقي من ناحية رابعة، أخذاً في الاعتبار ضوابط الأمن العربي والحق العربي والمصلحة العربية. وفي هذا أقترح على مؤسسات الفكر العربي، قبل أن أقول الجامعة العربية، أن تبدأ في اعداد تصور للنظام العربي الجديد، بل للنظام الاقليمي الجديد، وكيف يكون، ومن يمثل، مجاله الجغرافي، ومضمونه الاقتصادي، ومنطلقه السياسي وكفاءته الأمنية.
وثانياً، أرجو أن يكون كل العرب قد أدركوا صحة ايماننا بحقيقة التفاعل العربي، وأن النزاعات العربية كانت في جوهرها ومحتواها نزاعات وحساسيات بين حكام وقادة، ولم تكن أبداً نزاعات أو فرقة بين الشعوب.... انظروا إلى نداعيات احتجاج وانتحار شاب في تونس على ميادين القاهرة وشوارع دمشق وأزقة حلب وصحاري ليبيا وجبال اليمن وغيرها وغيرها مشرقاً ومغرباً، بل وعلى نفسية كل عربي من الخليج إلى المحيط.
وهكذا، مع أخذ المبادرة في الحركة نحو نظام عربي واقليمي جديد، وتأكيد أن الشعوب العربية قماشة واحدة، وأن كانت متعددة الألوان، فإن الأمل العربي في مستقبل أفضل لن يخبو أو يتضاءل، إلا أننا يجب أن نعد له وأن نحسن رسمه على أسس عصرية من حيث الزمن، أمينة وذكية من حيث التراث، ديمقراطية من حيث النظام، استراتيجية من حيث المضمون، تقيم المصالح المشتركة وترعاها.
ويقتضي هذا الطرح أن نناقش سوياً صعود التيار الديني في العالم العربي ومدى نجاحه المتوقع أو فشله المطروح بقوة حالياً. ان نجاح أي تيار سياسي، بما في ذلك الديني، يرتبط – لا تنسوا أننا في القرن الحادي والعشرين، عصر الازدهار والتقدم والتكنولوجيا والاتصالات – أقول يرتبط نجاح التيار الديني بمدى تماهيه مع هذه العناصر، وعدم وقوفه عكس مسارها. فإن هو تماشى معها، بل استثمرها بأن قاد البلاد التي يحكمها بحنكة نحو المستقبل مع تأكيد الانتماء إلى الاسلام المعتدل، الاسلام المنفتح، اسلامنا الذي يقول للعالم أنا شريك لدي القدرة الكاملة على أن أسهم في تقدم العالم، بفكر متنور وعزم على تحقيق الأمن والاستقرار لدينا ولديه. إن هو فعل ذلك حاز القبول، فلأمر ليس رفضاً لهذا التيار في ذاته طالما يأتي ويذهب طبقاً لقواعد اللعبة الديمقراطية، انما هي سياساته وطريقة حكمه والخطط التي لا تبالي بالحاضر ولا تستهدف المستقبل كما تصوغه المجتمعات الناجحة شرقاً وغرباً، ومحاولة جر مجتمعاتنا إلى الماضي أو عزلها عن المسار العام للتطور البشري.
وان من يعارض سيطرة التيار الديني كثرة هائلة من الناس، ولكن هذه الكثرة لا تعارض من منظور ديني، وانما من منظور ما بدأ يتكشف من نواياه السياسية، ومن منظور الرغبة في العيش حياة طبيعية، لا سيطرة فيها الا للقانون، ولمبادئ المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن دياناتهم أو معتقداتهم أو ألوانهم أو جنسهم، وتأكيد حقوق الانسان والحريات الدينية وحقوق المرأة.
نعم، آن الأوان، وفي هذا الاطار بالتحديد، لأن يراجع التيار الديني حساباته وأطروحاته وأن يربطها ربطاً بالقرن الحادي والعشرين وبالواقع المعاصر، وأن يتفهم الرغبة العارمة لدى الناس لأن تعيش حياة أفضل. ان نجاح أي حكم، بما في ذلك حكم المنتمين إلى التيار الاسلامي على اتساع هذه المنطقة، يرتبط بكفاءة حكمهم في تلبية احتياجات المواطنين المادية وتطلعاتهم الوطنية وتحقيق تقدم بلادهم وعدم تخلفها عن المسيرة العالمية التي يتصاعد ارتباط الناس بها، وبصفة خاصة بين الأجيال الصاعدة، الشباب الذي يشكل الغالبية بين الشعوب العربية .... إذن هي تطلعاتهم، تطلعات الشباب وفتح الآفاق أمامهم، أي الحديث معهم عن غدهم، وليس عن أمسهم. هذا هو أحد المفاتيح الرئيسية للنجاح والاستقرار.
وتمر هذه المنطقة القلب من العالم العربي – لبنان وما حوله – بتطورات خطيرة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وسوف أتطرق هنا بسبب الوقت إلى مسألتي سوريا وفلسطين فقط، رغم أن الأمر يتعلق باعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها، وهو أمر كما تعلمون خطير، وقد أشرنا إلى ذلك في الحديث عن ضرورة مبادرتنا بالاعداد لنظام عربي واقليمي جديد.
فعن سوريا، أقول أن حل المسألة السورية سوف يشكل جوهر التغيير الاستراتيجي في هذه المنطقة، ومن هنا البطء في اتخاذ القرارات المصيرية الهامة المتعلقة بهذه المسألة.
نعم، أن الوضع الانساني مؤسف ومؤلم، نعم ان العلاقة بين الحكم وطوائف كبيرة من الشعب السوري قد فصمت، وبصرف النظر عن التفاصيل، ومن مع من، إلى أخره، نعم ان سوريا قد دمرت وبنيتها الأساسية، مادية وروحية، مهددة تهديداً حقيقياً بالانهيار، ولكن السؤال هو وماذا بعد؟ الاجابة لدى الكثيرين، هي:
وان طبيعة الأمور تشير إلى ضرورة ايجاد معادلة جديدة للحياة السياسية في سوريا، بما فيها الحكم، ولاسيما بعد أن أصبح النظام السوري جزء من المشكلة، فبعدما حدث، ولضخامة ما حدث، فلا يتصور بقاء الحال على ما هو عليه، ولا مسألة حكم فقط، بل هي تتعلق بمستقبل سوريا ذاتها كدولة وكيان، ومن المصلحة الأكيدة بقاء هذا الكيان دون تقسيم أو تشرذم .... ان التقسيم أو التشرذم إذا حدث فسوف تكوى هذه المنطقة، ولبنان بالذات، بنارها، وقد لا ينجو من مؤامرة التقسيم، بل وقد يصبح جزء منها.
وان المسألة السورية تستدعي معها المشكلة الفلسطينية، والمسألة الكردية، والعلاقات الشيعية السنية، وموضوع الأقليات الدينية والعرقية، ودور كل من ايران وتركيا. ايران بالذات ربما، وخاصة تواجدها الثمين على شواطئ البحر المتوسط، اضافة إلى النظام العربي في مستقبله الذي نتحدث عنه وتأثر عدد من دوله في ضوء هذه التطورات، وأهمها ما قد يمس العراق والأردن، ثم القوى العظمى وتعارضاتها. ومن ثم، فلا يمكن أن يكون الحل سورياً فقط، ولا عربياً فقط، ولا اقليمياً فقط. هو كل ذلك في نفس الوقت، بل قد يكون لب العمل الجاري حالياً هو رسم خريطة جديدة لسوريا وما حولها. وفي هذا، نشهد جميعاً نشاط مختلف الأطراف، تكتيكياً واستراتيجياً، اللهم الا النشاط العربي الذي يقتصر على الجزء السوري البحت من المشكلة، وعلى مجالات التكتيك دون الاستراتيجية.
ودون الدخول في تفاصيل أخرى على أهميتها وكثرتها، أعتقد أن الجامعة العربية مدعوة بقوة الى تعبئة جميع أعضائها وتقديم طلب عربي جماعي إلى مجلس الأمن لنظر المسألة السورية، ليس بغرض الادانة أو الدخول فورياً في حل سريع قاطع لها، وانما يمهد لشراكة بين المجلس والجامعة، ليس في وساطة داخلية سورية، وانما في نقاش وتوافق حول الوضع الاستراتيجي أو الشروط الاستراتيجية لتسوية المسألة السورية بأقل التكاليف الممكنة على المنطقة، وعلى مستقبل سوريا كدولة وكيان عربي يجب أن يعيش في سلام مع جيرانه العرب ويشارك في تشكيل النظام العربي الجديد.
ولا أستطيع أن أنهي حديث الموجز عن سوريا دون أن أشير إلى الاعتداء الاسرائيلي الأخير على الأراضي السورية، وانتهاك سيادة سوريا ولبنان. ان العملية السعكرية الاسرائيلية تعيد إلى الأذهان خطة اسرائيل وحاولاتها للتأثير على الأحداث في العالم العربي، وقد برعت في خلط الأوراق، وفي استغلال حركة التغيير العربي، وبخاصة في سلبايتها، لتأكيد دورها. نحن نرفض هذا الدور طالما ترفض إسرائيل الاعتراف بالحقوق العربية. اسرائيل لا دور لها في مسيرة التغيير العربي، وان شاءت أن تكون لها علاقة بهذه المسيرة، فالباب هو فلسطين، وليس سوريا.
وتحدث موسي عن فلسطنين قائلا لقد حملت الأنباء مؤخراً نشاطاً أمريكيا جديداً لاخراج الحالة الفلسطينية من جمودها، والنزاع العربي الاسرائيلي من وضع الكساد الذي يعانيه، وهذا في حد ذاته أمر محمود، الا أن لهذا شروطه الموضوعية والضرورية، وأولها عدم المساس بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته ذات السيادة الكاملة وفق حدود 4 يونيو 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، التي يجمع الفلسطينيون والعرب، بل والعالم في معظمه، على أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية.
ثانيا، أن المبادرة العربية لعام 2002 التي صيغت وصدرت هنا في لبنان هي مبادرة مكتملة البناء، تستند عناصرها على بعضها البعض، خطوة بخطوة، والتزاماً بالتزاماً، وحقاً بحق، وانسحابا كاملاً مقابل سلام شامل. ان الاخلال بأي من بنودها يفقد المبادرة توازنها وينهي فعاليتها.
ثالثاً، من المفهوم أن المفاوض الفلسطيني طرح احتمال تبادل محدود للأراضي حول الحدود، إلا أن هذا التبادل يجب وبكل وضوح ألا يؤثر على المساحة الكلية للدولة، وألا يلغي حدود 4 يونيو، ولا يعكس ثقل الغزو والاحتلال والاستيطان.
رابعاً، آن الأوان لأن يطرح المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن، وبالأخص الدول دائمة العضوية، خريطة تعكس كل هذه المبادئ، وتحقق الدولة ذات السيادة، والأمن للدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، وتحفظ حقوق الطرفين العادلة في الأرض والميادة ومصادر الثروة.
خامساً، آن الأوان لأن نسمي الأشياء بمسمياتها طالما أن الجانب الأمريكي أعلن عن عزمه تحريك الأمور، فموضوع المستوطنات يجب أن يدرس بكل تداعياته، وموضوع القدس يجب أن يتقرر في ضوء الحقوق التاريخية والأوضاع القانونية، وكذلك موضوع اللاجئين في اطار التفاوض على أساس القرار 194 كما تقضي المبادرة العربية.
سادساً، ليس الأمر أمر مؤتمر دولي أو طاولة مفاوضات، وانما الاتفاق أولاً على حل عادل يراه المجتمع الدولي منصفاً للطرفين في اطار ما تقضي به مبادئ القانون الدولي، ومبادئ التسوية بدء بقرار مجلس الأمن رقم 242، وانتهاء بالمبادرة العربية، مروراً بالمعالم التي طرحها الرئيس كلينتون في 2000، وقرار محكمة العدل الدولية في 2004، وما تنادي به حركة السلام الإسرائيلية نفسها.
نعم، آن الأوان للحل، فإذا قادته الولايات المتحدة نحو نتيجة منصفة يرتضيها أطراف النزاع والمجتمع الدولي كله، تكون الولايات المتحدة قد حققت نصراً عظيماً.
ولقد تحدثت طويلاً، مع ذلك – ولعامل الوقت - لم أتعرض لمشاكل ملحة، وعلى نفس الدرجة من الخطورة، مثل السياسة الإيرانية، والعلاقات العربية الإيرانية، واحتمالات الصدام السني الشيعي في المنطقة، والوضع النووي في الشرق الأوسط، أو عن الوضع الثقافي العربي الذي يجب أن يتحرك للقبول بالتعدد والتنوع في اطار العالم العربي بعربه وأمازيغه وأكراده، بمسلميه ومسيحييه، بل ويهوده،. ان التنوع قوة تضيف، وليس ضعفاً يعتور المجتمع العربي.
كل هذه أمور أرجو أن نتطرق إليها في مناسبة أخرى أرجو أن تكون قريبة.
وختاماً ، أعود إلى ما بدأت به ... ألا يحتاج الأمر حقاً إلى مكر نمكره، بل نحسن مكره، حتى لا يمكر بنا التاريخ، والمكر الحسن هو ما يقضي إلى تحقيق مصالح الناس، وهو القراءة الصحيحة للواقع، وهو الاعداد السليم للمستقبل ..... وكل ذلك وفق معايير توافق عليها البشر، مشرقاً مغرباً، فحققوا الأمن والرخاء والسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.