صدر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب جديد في الأدب الساخر بعنوان" لقد وقعنا في الفخ "، للكاتب والسيناريست يوسف معاطي. يحتوي الكتاب على عشرين فصلًا ، تجول بنا في مظاهر الحياة المصرية بعد الثورة، وكما يصف رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية الناشر محمد رشاد في مقدمته بقوله:" الكتاب الذي بين يديك الآن هو سخرية مُرة من حالة التردي والانهيار الأخلاقي الذي حدث في مجتمعنا على طريقة يوسف معاطي.. وبين ثناياه وسطوره أفكار عميقة ومعانٍ جديدة.. التقطها كاتبنا بمهارة وحرفية بالغة.. فكوميديا يوسف معاطي ليست تلك الكوميديا اللفظية التي تعتمد على اللعب بالألفاظ.. إنما هي كوميديا المفارقة.. كوميديا الحياة.. ولذا فأنت ستضحك جدًّا وأنت ترى نفسك وكل من حولك يظهرون في هذا الكتاب كما هم بلا أقنعة.. بوجوههم وتصرفاتهم الحقيقية.. وإني لأندهش كيف استطاع كاتبنا أن يغوص ويتعمق في طبيعة وسلوكيات الشعب المصري بهذه الصورة، وأنا أعلم أنه منعزل تمامًا عن الشارع ولا يخرج من بيته أبدًا، ولا يظهر في أي مكان أو في وسائل الإعلام.. ولا أعلم كيف التقى بهؤلاء البشر الذين كتب عنهم؟! إلا إذا كان ينزل متخفيًا وينخرط بين الناس". أما يوسف معاطي فيبدأ كتابه على طريقة أولاد البلد بمقدمة قصيرة بعنوان " اصطباحة "يقول فيها :"مؤيدو التيار الإسلامي يريدون الاحتكام إلى «الصندوق»..وقد هدَّدهم الراحل عمر سليمان بأن يفتح «الصندوق» الأسود، ولكن القدر لم يمهله لكي يفعل ذلك وعاد إلى بلاده في «صندوق»..والإخوان ملأوا الدنيا ضجيجًا وصخبًا حول إهدار المال العام في الصناديق الخاصة.. ومنذ حكموا البلاد لم نسمع عن أي «صندوق»..والحكومة الآن تريد قرضًا من «الصندوق»..والنخبة تبحث عن فكرة من خارج الصندوق..ورغم توفر كل هذه العناوين في بلدنا.. إلا أن بعض التيارات المتشددة تعلن أنها ستلم المعارضين للرئيس وتجيبهم له في شكاير !!!! وليس في صناديق.
وتبدأ فصول الكتاب ، بفصل عام ، يغوص في التغييرات التي لحقت بأخلاق المصريين وضيقهم ببعض البعض عنوانه "منتهى السفالة".
ويختتم معاطي رؤيته مؤكدًا أن المشكلة التي لا يدركها البعض أن أي شيء جماعي يحتشد له عدد كبير من الناس يصبح أمرًا واقعًا فوق الأخلاق والقوانين والدساتير.. حتى لو كان سبابًا جماعيًّا وسفالة جماعية.. وحينما كان شبابنا يظهرون على الشاشات ويتكلمون بلا ذوق أو أدب أو لياقة كان البعض يستاء منهم.. ويستاء أكثر لأنني لا أستاء منهم. ليتسافل الجميع.. فقد احتجت أنا شخصيًّا في أوقات كثيرة لهذه السفالة.. فأعانتني حينما لم ينفع الأدب الذي كان بالنسبة لي مهانة وليس مهنة.. ما لكم.. تندهشون من أنني أدعو إلى السفالة.. نعم.. أدعو إليها بكل قوتي.. بل بكل سفالتي.. فالسفالة هي الأمل الوحيد الباقي لمجابهة سفالة الآخرين. استعدوا.. احتشدوا.. أعدوا أذرعكم وأصابعكم وأنوفكم وبذاءاتكم.. فالأخلاق الحميدة التي امتطيناها لعقود طويلة أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه. إذًا.. لنتسافل.. ونتشاتم.. ونسب هؤلاء الذين يظنوننا مؤدبين.. طيبين.. يع.. ولا أريد أحدًا أن يفتح لي كتاب الثورات.. ويظل.. ينظر ويحلل.. ويشرح لنا أن أي ثورة في الدنيا بيحصل فيها كذا وكذا.. ويجب عليكم أن تفعلوا كذا وكذا..هي كده.. ثورتنا إحنا بأه كده.. واللي مش عاجبه .... أمه.. على .... أم اللي جابوه.