أفاقت الفتاة من غيبوبتها لتجد نفسها مجردة من ملابسها داخل غرفة بإحدى العقارات بمنطقة شبرا. أصابتها حالة من الذعر والهلع فالتقطت ما وقعت عيناها عليه من ملابس وهرولت مسرعة تجوب الشوارع حافية القدمين ودون غطاء رأس حيث خصلات شعرها غير المصفف تدلى فوق جبهتها وباتجاهات مختلفة كمن استيقظ من نومه في حينه. وأخذت تتنقل بنظراتها ودموعها تتساقط ببطء شديد ولا تعرف تحديد هويتها للوصول إلى منزلها بمنطقة إمبابة وما أن أقترب منها أحد المارة رغبة في مساعدتها انهمرت في بكاء هستيري وتجمع الأهالي وتبرع أحدهم بتوصيلها إلى منزلها بعد أن أحضروا لها حذاء وبدأت في جمع خصلات الشعر بأيد مرتعشة وسط نظرات العطف والحيرة التي بدت على وجه الجميع ودون أن تروى لهم مأساتها خشية ألا يصدقها أحد. ارتمت الفتاة في حضن والدتها وتبادلا البكاء بينما انتفض الأب من فوق مقعده وهدأ من روعها وبعد تقديم الشكر والامتنان إلى الجيران الذين تجمعوا للاطمئنان عليها طلب منها أن تروى له ما حدث وأين كانت بينما أمسكت الأم بيدها وتطبق عليها بحنان وحزن وبنظرات متشوقة لمعرفة ما حدث لها. وبصوت متحشرج يشوبه الحزن والخجل قالت: أثناء عودتي بعد زيارة إحدى صديقاتي فوجئت بسائق الميكروباص الذي كان قد تقدم لخطبتي ورفضت، يستوقفني ويشهر مطواة في وجهي وأجبرني على ركوب تاكسي يمتلكه صديق له وذهب بى إلى منطقة شبرا وهددني بعدم التحدث أو الصراخ وإلا سيكون مصيري الموت أو تشويه وجهي امتثلت لأوامره لحين أن أجد مخرجا من هذه الورطة لكنه لم يعطني الفرصة وكتم أنفاسي ودفعني إلى غرفة بالدور الأرضي بإحدى العقارات وحاول اغتصابي فقاومته وتوسلت إليه لكن دون جدوى فقام بتقييدي ووضع قرصا في فمي رغما عنى بعدها أحسست بشلل تام في جسدي ولم أتمكن من ستر عورتي وذهبت في غيبوبة ولم أشعر بشيء. وبعد أن أفقت أجد نفسي داخل الغرفة بمفردي وخشيت الصراخ ورغم إحساسي بعد الاتزان والتركيز ارتديت ما وقعت عيني عليه من ملابس بصعوبة بالغة. وأخذت في التلصص قبل خروجي خشية أن يراني أحد ويسيء الظن بى أو أن أقع فريسة لذئب آخر ولم أشعر بأنني حافية القدمين وبدون حجاب وواصلت السير إلى أن وصلت إلى ميدان رمسيس وقابلني أولاد الحلال ليقوموا بتوصلي إلى منزلي. على الفور انتفض الأب مرة أخرى وبدت على وجهه نظرات الانتقام من هذا الذئب البشرى وتوجهوا إلى قسم الشرطة وتم تحرير محضرا بالواقعة وأحيل إلى كريم محيى وكيل أول نيابة إمبابة الذي باشر التحقيقات بإشراف أحمد دبوس رئيس النيابة وسكرتارية محمد السيد. وقرر عرض الفتاة على الطب الشرعي الذي فجر مفاجأة مدوية في تقريره تفيد بأن الفتاة مازالت عذراء ولم يتمكن المتهم من فض غشاء بكارتها لأنه من النوع "المطاطى" الذي يحتاج إلى جراحة بعد الزفاف. استقبل الجميع المفاجأة بدموع تصحبها فرحة مكتومة واحتضنت الأم ابنتها ولسان حالها ووالدها يتوجه بالشكر والحمد لله على سلامتها رغم ما أصابها من سوء.. بينما جاء قرار وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار السائق الذئب.