صدر حديثا عن دار العين كتاب "من يحكي الرواية " للنقاد عبد الرحيم علام، وهي دراسة نحو السرد ووظيفته في الرواية. وأوضح الناقد المغربي عبد الرحيم علام، في بداية كتابه "من يحكي الرواية" اهتمامه بمفهوم " السارد "، وتتوخى هذه الدراسة قراءة رواية "لعبة النسيان" لمحمد برادة، من زاوية اشتغال مكون "السارد" فيها بامتياز، باعتبارها نموذجا سرديا ملائما لتشغيل بعض المعطيات والمفاهيم والمقولات النظرية والنقدية الغربية حول السارد، في انتمائها إلى حقل "السرديات" تحديدا. جاءت رواية "لعبة النسيان" محملة بوعي نظري ونقدي وسردي حداثي لافت، من حيث تشغيلها المركزي والبؤري لمكون السارد فيها، في تعدديته، وفي تنوع مظاهره وأنماطه، وهو ما يضفي على هذه الدراسة، خاصية المشروعية والامتداد الزمني، على مستوى المقاربة والاستنتاجات، مادام أنها تساهم في إضاءة بعض زوايا الفضاء الحواري الضروري بين المتن الروائي العربي والمرجعية النظرية السردية الغربية، بما هو متن مازال يستلزم إعادة قراءته وفق مرجعيات ومفاهيم نظرية، لم تفقد بعد كفايتها الإجرائية والتحليلية، وخصوصا في ارتباطها بمكون سردي أساسي، دائم الحضور والتجدد. يقول عبد الرحيم علام: "إن صوت السارد يشكل الواقع الوحيد للسرد، إنه محور الرواية، يمكن ألا نسمع إطلاقا صوت المؤلف ولا صوت الشخوص، ولكن بدون سارد لا وجود للرواية ".