أوضح الرئيس محمد مرسي أنه لا نهضة للوطن إلا بالاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، مؤكدًا أن معلمي مصر قدموا خدماتهم لأشقائهم في العالم العربي منذ عشرات السنين. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس مرسي خلال الاحتفال الأول بعيد العلم والذي يحضره الرئيس منذ 50 عاما بحضور رئيسي مجلسي الوزراء والشورى وشيخ الأزهر وعدد من الوزراء والقيادات النقابية والتنفيذية. وقال إن الاحتفال بالمعلم هو احتفال لمصر كلها بأثر المعلمين في كل بيت مصر ولدورهم في تنمية رأس المال الاجتماعي والاقتصادي موضحًا أن المعلمين هم أحد أهم مصادر القوة الناعمة لمصر ولدورهم في تأهيل النشء وتعليمهم. وأشار إلى أن الاحتفال بالمعلمين اعتراف بدورهم ومسئوليتهم في تأسيس نهضة مصر بالعلم والمعرفة وغرس المبادئ والقيم النبيلة في نفوس الأبناء والبنات. وأكد الرئيس أن المعلمين قادرين على الارتقاء بالمجتمع في كافة المجالات المحورية موضحًا أن العلماء اجمعوا على أنه لا حضارة بدون علم. وقال الرئيس مرسي أن ال18 مليون من الأبناء ربع سكان مصر أمانة في رقبة الوطن وأمانة في أيدي 1.8 مليون معلم، مؤكدًا أن من حقوق المعلمين المادية والمعنوية تغيير النظرة النمطية لهم وإبراز الصورة المشرقة بدوره وأهمية احترام المعلمين ووضع نظام يحفظ لهم كرامتهم. وأوضح الرئيس أن للمعلمين واجبات نحو المدرسة والأبناء في أن يكون قدوة وألا يدخر وسعا لإفادة الأبناء، قائلا إن استجاب لمطالب نقابة المعلمين في كادر حقيقي للمعلمين ووضع حد أدني للأجور وتحقيق لهم حياة كريمة وتخصيص أرض لعموم المهنيين وخاصة المعلمين ليحصلوا على مساكن ملائمة وزيادة ميزانية التعليم. وقال الرئيس إن العملية التعليمية الصحيحة تفرز مواطنا صالحا مخلصا لوطنه وفقا لرؤية شاملة وقدم الرئيس رسالة تقدير وعرفان وحب وتواصل للأم المصرية في عيدها كمدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق والتي تشارك المعلم في التربية والتكوين وتخريج الرجال والبنات ليكونوا أبناء الوطن حاملين لرسالته ومسؤوليته. وأوضح الرئيس أن مصر تعتز وتفخر باضطلاع المعلمين بتطبيق رؤية إستراتيجية شاملة للارتقاء بالتعليم وتعهد بتوفير الدولة الإمكانيات لتنفيذها موضحا أن العملية التعليمية هي مصدر الكوادر والكفاءات في كافة المجالات قائلًا إن اهتمام الدولة بالمعلم من لحظة اتخاذ قرار السير في العلم والتعليم وليس من بدء عمله كمعلم التكوين. وأوضح الرئيس أن الدولة تعمل جاهدة علي الوفاء بحقوق المعلمين منها تأهيلهم وتدريبهم وتحسين حياتهم المادية والمهنية ورفع كفاءتهم من خلال التدريب المستمر وتطوير المناهج وتعزيز البحث العلمي. وأكد الرئيس أن المعلمين لهم رسالة الأنبياء ويكافئهم عنها ربهم على حقوقهم المادية والمعنوية مشيرا إلى أننا لم نسمع أن الأنبياء تقاضوا أجرا عن رسالتهم ومع هذا ما نستطيع تقديمه سنقدمه من أجل رفعة شأن المعلم ووضع الضوابط الخاصة بالرواتب والحوافز الخاصة بالمعلمين من أجل تحقيق الرضا الوظيفي ليتفرغوا لرسالتهم السامية ولا ينفعوا للقيام بأعمال أخرى. ومن جانبه قال وزير التربية والتعليم د. إبراهيم غنيم إن الوزارة ترفع شعار "صنع في مصر" في وضع المناهج والمنظومة التعليمية ولن يتم السماح بالعبث في المناهج التعليمية كما حدث في السابق، قائلًا: "مناهجنا ستصبح مصرية خالصة وفقا للمعايير الدولية". وأضاف الوزير خلال كلمته أثناء الاحتفال بيوم المعلم، أنه لأول مرة في مصر أصبح تم اختيار مدير المدرسة والموجه العام عن طريق المسابقات العامة، لافتا إلى أنه يستهدف إعلاء قيمة المعلم والمعلمة وتشجيع كل المخلصين من هذا الوطن. وأوضح غنيم أن الدولة حرصت على دعم المعلم والبحث العلمي في الدستور الجديد من خلال إفرادها ل6 مواد تدعم المعلم. وقال الوزير إن حرص الرئيس علي المشاركة في الاحتفال بعيد العلم إعلاء لقيمة المعلم والعلماء وللنابغين من العلماء وإيمانا بدور المعلم وتعديله للقانون القديم لتحسين الوضع المهني والمعيشي للمعلم. وأوضح الوزير أن الدولة تسعى بنية خالصة للنهوض بوزارة التعليم علي مستوي المعلمين والمناهج والأبنية المدرسية وجميع عناصر المنظومة التعليمية لتصبح مصرية خالصة بالمعايير العالمية. وقدم الوزير مخطط كامل للتدريب والتعليم المهني ولأول مرة خريطة للعملية التعليمية وإطلاق مشروع قومي لمنع التسرب من التعليم وإطلاق مشروع وزارات بلا أسوار مع عدد من الوزارات منها الشباب وإطلاق مشروع قومي لمحو الأمية خلال سبع سنوات ومشروع جعل الثانوية عاما بدلا من عامين ووضع خطة إستراتيجية للتعليم خلال 10 سنوات معلنا أن التعليم هو مشروع مصر القومي خلال السنوات ال10 المقبلة. من جانبه قدم نقيب المهن التعليمية د.أحمد الحلواني في كلمته الشكر للرئيس مرسي علي حضوره الاحتفال بيوم المعلم لأول مرة منذ 50 عاما موضحا أن الاحتفال ثمرة من ثمرات ثورة 25 يناير ولأول مرة منذ إنشاء نقابة المعلمين . وأوضح الحلواني أن النقابة تقدمت بعدد من مواد الدستور وتم اعتماد 6 مواد منها إنشاء مجلس وطني للتعليم لوضع التكامل بين مناهج التعليم والتنسيق بين مؤسسات التعليم ووضع الخطة الإستراتيجية للتعليم وهي لأول مرة تشارك النقابة مع وزارة التعليم في وضع الخطة الإستراتيجية. وقال الحلواني إن التعاون مع وزارة التربية والتعليم أثمر عن تغيير القانون القديم ووضع كادر جديد للمعلمين، موضحًا أن تكريم المعلم لمسة وفاء وتقدير لكل متميز ومنضبط من المعلمين الذين وصلوا عددهم لمليوني معلم مهنة الرسالات الذين يغرسون القيم والأخلاق في أبنائنا. وأشار إلى أن اعتماد الميثاق الجديد سوف يتم اعتماده الشهر المقبل ليكون دستورا للمعلمين وطالب بتعديل القانون ليتواءم مع الظروف الجديدة بعد الثورة وعرض د.الحلواني مطالب المعلمين علي الرئيس مرسي منها كادر حقيقي للمعلم يحفظ له مكانته الأدبية والمادية ويحقق له حياة كريمة كما طالب بزيادة نسبة ميزانية التعليم وسرعة إصدار قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور وخاصة أصحاب المعاشات لوضع حد أدني لمعاشاتهم . كما طالب بتعيين خريجي كليات التربية الذين ظلموا في النظام السابق حيث لم يتم تعيين حوالي 18 دفعة مما اضر بالعملية التعليمية وقال أن النقابة تسعي لمشروع محو الأمية خلال 10 سنوات معربا عن أمله في محو الأمية خلال رئاسة الرئيس مرسي كما طالب بوقف خصم 20 % من الصناديق الخاصة للمدارس وطالب د.الحلواني بضرورة الاستفادة من الحاصلين علي الماجستير والدكتوراه وأولوية ترقياتهم والاهتمام بوضعهم الوظيفي وتثبيت المتعاقدين كما طالب بالاهتمام ورعاية الرئيس لمشروع إسكان المعلمين . وقام الرئيس مرسي بتكريم 438 معلما بينهم 47 من حفظة القرآن والحاصلين على درجة الدكتوراه والماجستير والمخترعين ومصابي الثورة وقرر مضاعفة مكافأتهم من 500 جنيه إلى ألف جنيه ومنحهم نوط الامتياز، وقدم نقيب المعلمين المصحف الشريف هدية رمزية للرئيس مرسي. ونزل الرئيس مرسي من على مسرح التكريم للمعلمين وكرم أحد المعلمين من مصابي الثورة وقبل رأسه مما دعا بعض المعلمين لإلقاء الشعر إشادة بموقف الرئيس.