يلقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما استقبالا باردا عندما يتوجه إلى الضفة الغربيةالمحتلة، الخميس 21 مارس، لإجراء محادثات مع الزعماء الفلسطينيين الذين يتهمونه بالسماح لإسرائيل بأن تضرب بعرض الحائط أحلامهم الرامية إلى إقامة دولة. وقبل المحادثات قالت الشرطة إن صاروخين انفجرا في بلدة إسرائيلية قرب الحدود مع غزة مما أدى إلى إتلاف فناء منزل إسرائيلي. ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع ضحايا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ويقول أوباما إنه لن يقدم أي مبادرات جديدة لمحاولة إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة لكنه جاء إلى إسرائيل وللأراضي الفلسطينية لمجرد التشاور. ووصل أوباما إلى إسرائيل الأربعاء الماضي وكان فيما يبدو محور التركيز الرئيسي للمباحثات الأولية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخاوف إقليمية ملحة خاصة الطموحات النووية الإيرانية والحرب في سوريا المجاورة. وبعد مشادات متكررة مع نتنياهو خلال الفترة الرئاسية الأولى لأوباما أصبحت العلاقات بين الاثنين فيما يبدو أفضل كثيرا مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يحملون التوسع الاستيطاني الذي قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية انهيار محادثات السلام التي كانت تدعمها الولاياتالمتحدة عام 2010. ومن المقرر أن يتناول أوباما الصراع القائم منذ عشرات السنين في محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأيضا في كلمة يلقيها بعد ساعات أمام حشد كبير من الطلبة الإسرائيليين في القدس تم اختيارهم بعناية. وحث مسؤول إسرائيلي رفيع عباس على شجب الهجوم الصاروخي الذي وقع في الصباح الباكر من غزة، وقال "في العام الماضي كان يرفض دائما إدانة مثل هذه الهجمات على المدنيين الإسرائيليين." لكن بعد الطموحات الكبيرة في الفترة الأولى لأوباما عندما عين مبعوثا خاصا للشرق الأوسط في اليوم الأول الذي يتولى فيه المسؤولية وأعلن أن عملية السلام أولوية بالنسبة له أصبح واضحا أن أوباما قلل من سقف التوقعات كثيرا. وقال في مؤتمر صحفي مشترك الأربعاء الماضي وهو يقف إلى جانب نتنياهو "سأعتبر هذا نجاحا إذا تمكنت عندما أعود يوم الجمعة أن أقول لنفسي أن لدي فهما أفضل لطبيعة" المشكلة. وزيارة أوباما ومدتها ثلاثة أيام هي الأولى إلى إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة منذ دخوله البيت الأبيض عام 2009 وهي أولى رحلاته خارج البلاد في فترته الرئاسية الثانية التي بدأت في يناير كانون الثاني. واندلعت احتجاجات متقطعة في الضفة الغربية وقطاع غزة هذا الأسبوع واتهم الفلسطينيون أوباما بعدم بذل الجهد الكافي لوقف البناء الاستيطاني على الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وفي عام 2009 طلب أوباما من إسرائيل صراحة وقف البناء الاستيطاني لكنه تراجع لاحقا عن هذا الطلب كما لم يشر الى المستوطنات يوم الأربعاء. وشوه البعض صور أوباما في رام الله وبيت لحم بالضفة الغربية في وقت سابق من الأسبوع الجاري وتوالت التعليقات الغاضبة المناهضة للولايات المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب على إحدى الملصقات على فيسبوك "ممنوع الدخول" مع صورة لأوباما وعليها علامة ممنوع الدخول. وعندما وصل اوباما إلى مطار تل أبيب استقبل استقبالا حافلا واصطف الزعماء الإسرائيليون للإشادة بالرئيس الأمريكي لالتزامه الراسخ بأمن إسرائيل وتعهده بعدم السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. وقال نتنياهو إنه "مقتنع تماما" بأن أوباما عاقد العزم على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وتقول طهران إنها تخصب اليورانيوم لأغراض سلمية. وأوردت الصحف التي تصدر بالعبرية آراء إيجابية بصورة كبيرة عن أوباما الذي يساور البعض الشك تجاهه في إسرائيل بعد خطوات اتخذها في فترته الأولى اعتبروها معادية لإسرائيل. وكتب صحفي يقول في صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر مبيعا "قدر من الخروج عن الرسميات.. نكتة أو مزحة خفيفة.. كلمات محدودة بالعبرية.. وقد أصبحنا نمتلئ على الفور بحب كبير للرجل الذي يبدو لوهلة وكأنه مثلنا."