ما بين أمي .. وأمي، يجذبني الحنين، ما بين أمي .. وأمي، يزداد الأنين، ما بين أم ربت، وما بين أم احتضنت، مقسوم أنا إلى نصفين، نصف للتي ربت ونصف للتي احتضنت، النصف الأول يشتاق للطفولة من أجل لحظة في حضن أمي، لحظة في كنفها، لحظة أشاركها فيها فرحتها، دهشتها، عصبيتها، فجعتها، حنيتها .. لحظة أشاركها فيها كل ما أشتاقه في أمي، فعجزي بهذه السطور يركع أمام "أمي" كركوعي أمام ما بذلته وعانته وتحملته من أجلي، كلمات العالم قديمها وحديثها، تعجز في وصف "أمي"، فتحياتي لأمي التي ربت. أمي التي احتضنت، اشتاق للتسكع فيكِ دونما خوف، اشتاق لاستنشاق هوائك القديم، قبل أن يلوثوه بقذارتهم .. أمي، اشتاق الجلوس على ضفاف نيلك دونما ضجيج، اشتاق أن يأتيك الناس وكأنك الحجيج، اشتاق فيكِ الطيبة، والهيبة .. اشتاق ضحكة في شوارعك، اشتاق لركعة فجوامعك، اشتاق لأكله من خيرك، من غير بهرات من غيرك، اشتاق "أمي" التي احتضنت، اشتاقها رغم كونهم أصبغوها بلون الدماء، اشتاقها بعد أن جعلوني أتنفس فيها الرياء، اشتاقها ورب السماء، "أمي" طال أو قصر الأمد ستعودين، فأبنائك مازالوا يقاتلون من أجلك، وتالله لتعودين، فسلام الله عليك حتى ذلك يحين.