فصول خاوية سكنتها الحيوانات الضالة ونوافذ محطمة ومكتبة تلف بها أكثر من 6 آلاف كتاب ومبني أيل للسقوط في أية لحظة. هذا هو حال مدرسة أبو سمبل الإعدادية المشتركة بمركز نصر النوبة و التي لايفصلها عن الشارع سوي خطوات بعدما انهار سورها تماماً ولم يجد المدرسون وأولياء الأمور من ينجيهم وأبناؤهم سوي حجرات صغيرة في المسجد المجاور اتخذوه مدرسة بعدما يئسوا من وعود المسؤلين وتجاهل المحافظ لهم. من جانبها تقول عائشة أحمد مديرة المدرسة " في شهر ديسمبر 2011 انفجرت ترعة أبو سمبل لتغرق معها المدرسة والقرية بأكملها ، وحينها انهمرت الاغاثات من جميع أنحاء الجمهورية لأهالي القرية ، كما صدر قراراً بتعويض الأهالي المتضررين وهو ما يحدث حتى الآن بالفعل ، إما المدرسة فقد اسقط السيل أسوارها وارتفعت المياه نحو المتران لتغرق كافة الفصول والأجهزة وأقدم مكتبة في المنطقة حتي تحولت المدرسة التي بناها أجدادنا بالجهود الذاتية الي "خرابة " تخشي انهيارها في أية لحظة "تجاهل تام. وتكمل المديرة قائلة " ومنذ ذلك الحين اتصلنا بالجهات المسئولة وجاء مدير الإدارة التعليمية حينها واتفقنا علي تخصيص حجرات مشروع تحفيظ القرآن بمسجد القرية لكي يكمل التلاميذ تعليمهم ، ثم جاءت لجنه المعاينة من جامعة القاهرة والتي أقرت ان المبني آيل للسقوط وغير صالح للاستخدام فصدر قراراً بإزالته وإعادة بناؤه وهو ما لم يتم حتى الآن وقد عانينا كثيرا لمعرفة اسباب عدم التنفيذ إلا انه وفي كل مرة يعطونا مهلة ثم تنقضي ولا يحدث شئ فهل ننتظر حتي تنهار المدرسة علينا خاصة ونحن مضطرون لاستخدامها ام ترأف بنا المحافظة وتحافظ علي أرواحنا ؟" أما غريب السيد عضو صندوق دعم العملية التعليمية بالقرية يقول " عندما اعتصم الطلاب قام المسؤلون ولكن بشكل غير رسمي فقرروا ترميم ثلاثة فصول داخل المدرسة لنقل التلاميذ بها وهذا الأمر الذي نرفضه جميعاً فكيف ندخل ابناؤنا هذه الفصول وهي ايلة للسقط وحتي بعد ترميمها هل ستصمد وإذا حدث شئ فاني احمل المسئولية لمحافظ أسوان الذي افتتح مدرسة لغات بأسوان ب5 ملايين جنيه ولم يستطع تنفيذ قرار ترميم مدرسة في قرية نوبية " وداعا للأنشطة مرحبا بالحيوانات الضالة وبسبب انهيار الأسوار أصبحت المدرسة ملجأ للكلاب والثعالب والعقارب وغيرها من الحيوانات فالفصول المغلقة ودورات المياه المتهالكة أصبحت بيتا لها وهو الأمر الخطير حيث إن التلاميذ يستخدمون دورات المياه أثناء اليوم الدراسي ، كما أن ملعب المدرسة الذي انهار سوره هو مكانهم الوحيد لقضاء الفسحة وتقول عائشة إبراهيم مسئولة التطوير والتكنولوجيا بالمدرسة "التلاميذ الآن حرموا من جميع الأنشطة فغرف الموسيقي والصيانة والتدبير المنزلي كلها تدمرت حتى المكتبة وكذلك حجرة الكمبيوتر والتي كلفت الأهالي أموالا طائلة فقد تدمرت كافة الأجهزة ونجدتنا المديرية بعشرة أجهزة مستعملة من احدي المدارس ولكنها ايضا متهالكة ونصرف عليها أموالا طائلة ، والآن وبعد ان كانت غرفة الكمبيوتر تستخدم لإقامة الدورات التدريبية لأبناء القرية أصبحنا بلا أية نشاطات وأصبح اليوم الدراسي عبارة عن التعلم في حجرات المسجد وقضاء بعض الوقت في ملعب المدرسة المتهالك ، ناهيك عن حجرة التدبير المنزلي التي أصبحت تحت السلم في منظر يرثي له ، كما أننا كطاقم تعليمي مازلنا في حجرات المدرسة التي من المفترض أن ترمم ".