لندن - أ ش أ حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من مغبة النفخ في نار الصراع المستعر في سوريا. ورأت الصحيفة -في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني- أن تقديم الغرب للدعم إلى الثوار السوريين يهدد بتأجيج نيران الحرب الأهلية، قائلة إن علينا بدلا من ذلك العمل مع روسيا من أجل انتقال سياسي. واعتبرت إعلان بريطانيا زيادة الدعم إلى الثوار السوريين بمثابة مرحلة جديدة من مراحل ارتباطها بقوات المعارضة السورية. وبينما حملت الصحيفة البريطانية مسئولية الأزمة السورية -التي سقط ضحيتها أكثر من 70 ألفا كما حولت مليون سوري إلى لاجئين- على وحشية نظام الأسد، لم تبرئ ساحة المجتمع الدولي بل حملته مسئولية الفشل الذريع في التعامل بحسم وجماعية مع الأزمة. ورأت الصحيفة هذا الخطوة من قبل بريطانيا بمثابة محاولة لبسط النفوذ على وضع متردي، لكنها قالت إن سياسة وليدة الإحباط كتلك لا يمكن أن تثمر عما يمكن أن تثمر عنه سياسة مبنية على التفكير الواضح والرؤية الإستراتيجية. واعتبرت مثل هذه السياسة بمثابة فشل دبلوماسي وليس عسكري للمجتمع الدولي، قائلة إن المطلب الملح في الوقت الراهن لا يزال متمثلا في لم شمل مقاتلي الثوار وليس تسليحهم. ورأت "الجارديان" أنه لضمان نجاح تقديم أية مساعدة للمجلس الوطني السوري، يتعين رصد معايير محددة بوضوح، في وقت باتت فيه الساحة السورية تعج بالأسلحة كما يستحيل التيقن من هوية من سيؤول إليه السلاح، لاسيما مع تواتر التقارير حول تواجد مسلحين على اتصال بالقاعدة وجبهة النصرة في ساحة القتال بما يكفي لجعل المجتمع الدولي يفكر ألف مرة لكيلا يكرر أخطاء الماضي. ورجحت الصحيفة البريطانية أن يؤدي إقدام أوروبا على تسليح مقاتلي الثوار إلى إقبال روسيا على الجانب الآخر على زيادة دعمها لنظام الأسد بالعتاد المسلح. واختتمت الصحيفة بالقول إنه ليس من مصلحة أي طرف سواء كان الغرب أم روسيا أن تشهد الساحة السورية "انتصارا كارثيا" يمضي بموجبه نظام الأسد، وتسقط سوريا بعد ذلك صريعة الفراغ السياسي، ومن ثم فإن الانتقال السياسي الذي يمكن التعويل عليه هو ما تحتاجه سوريا لتجنب مثل هذا الفراغ السياسي.