أكدت صحيفتا "الشرق" و"الوطن" القطريتان، السبت 9 مارس، على أهمية انعقاد المؤتمر الأول للتجمع الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية في الدوحة الحاضنة الأكبر لآمال الشعب السوري والداعم الأول والأهم لتطلعاته ومعركته نحو الحرية. وقالت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها، إن احتضان الدوحة أمس لفعاليات المؤتمر الأول للتجمع الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية بمثابة انتصار جديد للموقف القطري الصلب من ثورات الربيع العربي بشكل عام والأزمة السورية الدامية على وجه الخصوص لما تشهده من مجازر يرتكبها رموز وعناصر النظام بدم بارد ضد الأبرياء. وأضافت الصحيفة، أن انعقاد المؤتمر يكتسب أهميته من حيث المكان كونه يلتئم في الدوحة الحاضنة الأكبر لآمال الشعب السوري، والداعم الأول والأهم لتطلعاته ومعركته نحو الحرية والتخلص من نظام دموي أناني كل همه فقط البقاء في السلطة، ولو على أشلاء وجماجم كل أبناء الشعب، فضلا عن كون المؤتمر من حيث الزمان يأتي بعد أربعة أيام من تأكيد وزراء الخارجية العرب مجددا على اعتبار الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة العربية. وأشارت الصحيفة إلى دعوة الوزاري العربي، للائتلاف والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا بالجامعة العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها للمشاركة في قمة الدوحة المقررة نهاية مارس الجاري. وتابعت الصحيفة ، أن تلك التطورات والانتصارات للثورة السورية في محيطها العربي؛ سوف تكسبها صلابة تنعكس إيجابا على تفاعلات ومواقف بقية الأسرة الدولية؛ على طريق دعم الثوار؛ بما يعجل بإسقاط النظام؛ مشيرة إلى أنه لعل مثل هذه التطورات تضع المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن أمام مسئولياته الأخلاقية؛ واحترام المهمة المقدسة التي أنشئ من أجلها؛ والاضطلاع بدوره حيال حماية الشعب السوري وخياراته ؛ بعيدا عن لعبة التجاذبات الإقليمية والدولية المقيتة على حساب الدم السوري. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه من المؤكد أن انعقاد المؤتمر الأول للتجمع الحر بالدوحة وسط كل هذه التداعيات؛ يشكل في جوهره دعما ثمينا جديدا لقوى المعارضة السورية ؛ ويضعها أمام مسئوليتها التاريخية والوطنية في سرعة انجاز استحقاقات ومؤهلات شغل مقعد بلادهم الشاغر؛ داخل بيت العرب. من ناحيتها، استنكرت صحيفة "الوطن" مواصلة دعم روسيا للنظام السوري ورفضها الضغط من أجل رحيل بشار الأسد بحجة أن مبدأها هو عدم التدخل في تغيير أي نظام، مؤكدة في الوقت نفسه أن الأسد لن يبقى لأن كل الشواهد على الأرض تشير لذلك. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن موقف روسيا -المعيب - لن يتغير حتى ولو لم يبق في سوريا، غير الأسد وشبيحته وزبانيته.. وغير هؤلاء من الذين هم في غيبوبة ما صنع شعار "الأسد إلى الأبد". وأضافت الصحيفة، أن ثوار سوريا يعرفون ذلك جيدا، منذ فيتو العار المزدوج لفيتو الروسي الصيني، في مجلس الأمن الدولي.. وترسخت معرفتهم، وروسيا لايندى لها جبين، وعدد القتلى في سوريا تجاوز السبعين ألفا، بحسب الأممالمتحدة. وأكدت أن روسيا، لن تضغط على الأسد ليرحل ، مستشهدة بتصريحات وزير خارجيتها سيرجي لافروف بالأمس في هذا الشأن "تعرفون أن مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير أي نظام، فنحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية". وأضافت الصحيفة "حسنا لافروف، إذا كان من مبادئكم عدم التدخل في تغيير أي نظام، فهل من مبادئكم -أيضا- التدخل اللأخلاقي، للإبقاء على نظام يقتل شعبه، لأن هذا الشعب - ببساطة - لا يريده؟"، متسائلة " أيضا، أنتم تعارضون التدخل في النزاعات الداخلية، لكن ماذا تسمون تدخلكم هذا، في النزاع بين الأسد وشعبه.. تدخلكم إلى جانب الجلاد، وليس إلى جانب الضحية؟!. ولفتت الصحيفة إلى أن ثوار سوريا، لم يعودوا يريدون من روسيا أن تغير موقفها، تنحاز إلى قضيتهم، أو تقف على الحياد، وهم الآن يضيقون الأرض على الأسد، في كل يوم جديد، موضحة بأن ما يريده الثوار من روسيا فقط، أن تكون صادقة اللسان مع مبادئها في التدخل للإبقاء على الحكام الذين يهينون شعوبهم.. بل يقتلونهم تقتيلا. وأكدت " الوطن" أن ما يريده الثوار من روسيا أن تكف عن محاولات التحايل على الموقف بل ما يريدونه منها، أن تعرف جيدا- وهي التي قالت إن الأسد لا يمزح وهو يرفض الرحيل - أنهم أيضا لا يمزحون - بعد كل هذه الفظائع والدم - في رفضهم حتى الموت، لبقاء الأسد، ونظامه الدموي..المشين. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إن الأسد لن يبقى، هذا ما تقول به كل الشواهد على الأرض.. وهذا ما تقول به كل نهايات معارك الشعوب التي تريد الحياة، فيستجيب القدر.. وهذا ما يقول به تاريخ الثورات العظيمة في كل الدنيا.