تستعد جبهة الإنقاذ لطرح مشروع "البدائل الوطنية" أمام الرأي العام والكشف عن تفاصيله خلال اليومين المقبلين بعد اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات. في الوقت الذي رفضت فيه معظم قيادات الجبهة الإفصاح عنه حتى يتم بلورته والانتهاء من تشكيل الهيكل الرئيسي له وكشفت مصادر حزبية عن تشكيل 27 لجنة فرعية بمختلف المحافظات تابعة للجبهة والتي سيتم تكليفها بتنظيم المؤتمرات الشعبية والجماهيرية لحث المواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات وطرح البرامج الاقتصادية والسياسية والخدمية البديلة عليهم. وكشف عضو جبهة الإنقاذ د.عزازي علي عزازي عن تصورات ومقترحات مقدمة من قبل عدد من الأحزاب والقوى السياسية التي رأت أهمية تقديم يد العون لمشروع الجبهة الذي تم الإعلان عنه مؤخرا فور اتخاذهم قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية. وأكد أن رموز وقيادات الجبهة تعكف على دراسة هذه المقترحات لضم الأنسب منها إلى مشروعها, لافتا إلى أن ذلك سيأخذ بعض الوقت وهو ما تسبب في إرجاء الاجتماع الذي كان من المقرر عقده اليوم. وشدد عزازي- في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"- على أنه حتى ذلك الوقت تم الاتفاق على إطلاق مسمى "مشروع البدائل الوطنية" تجاه مشروع الجبهة, كاشفا أنه تم وضع الهيكل الرئيسي للمشروع وأنه سيتم الانتهاء منه خلال اليومين المقبلين، كما لفت عزازي إلى أن الجبهة ستعقد عدة اجتماعات خلال هذا الأسبوع للاتفاق علي "اللمسات" الأخيرة على مشروع "البدائل الوطنية". وأكد رئيس حزب التجمع سيد عبد العال أن سبب إرجاء اجتماع جبهة الإنقاذ الوطني هو أن جميع الأحزاب أعضاء الجبهة رأت ضرورة تقديم المشروع في أسرع وقت على ألا يؤثر عامل السرعة على اكتمال أركان المشروع الذي تحتاجه مصر خلال الفترة الراهنة, مشيرا إلى أن جميع رموز وقيادات الجبهة طالبوا تأجيل عقد الاجتماع ليعكفوا على استكمال مشروعهم.
ورفض رئيس حزب التجمع الإفصاح أو الكشف عن مشروع جبهة الإنقاذ, مؤكدا أنه سيتضمن خطط بديلة على مستوى كافة المجالات. وأكد رئيس حزب الكرامة محمد سامي أنه من المقرر أن تعقد أحزاب الجبهة اجتماعا الثلاثاء للكشف عن هوية مشروع البدائل الوطنية. ومن ناحية أخرى أشار مقرر لجنة الانتخابات بجبهة الإنقاذ عمرو علي أن اللجنة مستمرة في الانعقاد مع تغيير سياستها وإستراتجيتها التي تبنت نهج المقاطعة الايجابية للانتخابات البرلمانية حيث تم تشكيل 27 لجنة فرعية بمحافظات مصر مهمتها الآن تنظيم مؤتمرات شعبية لعرض فكرة المقاطعة وطرح الخطط البديلة التي ستتبعها الجبهة خلال الفترة القادمة لتفعيل قرار المقاطعة، مشيرا أن الجبهة ستقدم نفسها كبديل عن نظام الحكم الحالي وبصورة جديدة عن طريق تقديم مشاريعها وأفكارها الاقتصادية والسياسية التي طرحها ال19 حزب المنضوين تحت مظلة جبهة الإنقاذ. وأضاف علي أن تفعيل المقاطعة ليس بالأمر الصعب لأن الجبهة لديها قواعد شعبية وقوى ثورية متفقة على هذا المبدأ ولكن الصعوبة تتمثل في طرح البديل الواقعي عن طريق اللقاءات الشعبية التي سنقدم من خلالها حلولا للازمات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة ليصبح دور الجبهة هو المعارضة الحقيقية التي سيلجأ إليها المواطنون بعد أن يثقوا في رؤيتهم لحلول المشاكل التي يعانون منها. وشدد عمرو أنه على الرغم من إمكانية تغير الظروف السياسية والتأثير على قرارا المقاطعة إلا أن الجبهة لن تكرر تجربة الاستفتاء على الدستور والضغط علينا لنتراجع إذا تحققت بعض الضمانات ولكن وقتها سيكون الوقت قد أزف واتخاذ قرار بخوض الانتخابات سيعد بمثابة انتحار سياسي لأن وقتها سنكون غير مستعدين.